استضافت مكتبة متحف البحرين الوطني مساء يوم أمس الأربعاء الموافق 29 سبتمبر 2021م، احتفالية إطلاق الكتاب الجديد للدكتور نادر كاظم والمُعنون «تاريخ الأشياء: عن الشارع والمقبرة وأشياء أخرى»، وذلك بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، ومعالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية، وسعادة الأستاذ جمال فخرو، النائب الأول لرئيس مجلس الشورى، والدكتور نادر كاظم، والأستاذ يوسف أحمد الزياني مدير مكتبة الوقت، وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والأكاديمية والمهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين. وتأتي هذه الفعالية بتنظيم من هيئة الثقافة وبتعاون مع دار الوقت. وفي كلمة افتتاح الفعالية، صرّحت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بأن «هذا اللقاء الذي يجمعنا من جديد لنشهد إطلاق كتاب جديد للدكتور نادر كاظم الذي طالما أثرى مكتبتنا البحرينية والعربية بإنتاجاته التي تعكس عراقة تاريخنا الثقافي والحضاري وذاكرة أماكننا ومددنا التاريخية»، وأضافت: «الدكتور نادر كتب عن المنامة التي لا تنام، والتي نواصل السعي لإدراجها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو كنموذج للتعايش، وهذا الكتاب الجديد يرصد جوانب هامة من المنامة التاريخية»، وتمنّت معاليها أن يواصل الدكتور نادر عطاءه العلمي والفكري من أجل تعزيز الهوية الوطنية، مؤكدة أهمية التمسّك بما تمتكله البحرين من تاريخ حضاري عريق يسهم في بناء المستقبل الأفضل. من جانبه تحدّث الأستاذ يوسف أحمد الزياني، مدير دار الوقت، حول سعي الدار من أجل تقديم الأعمال ذات الجودة العالية، مؤكداً أن كتابات الدكتور نادر كاظم تتميز على الدوام بثراء محتواها ومضمونها وما تقدّمه من فائدة للقراء والباحثين والمتخصصين. كما وشكر الأستاذ الزياني هيئة الثقافة على دعمها الدائم للمثقفين والمبدعين البحرينيين وعملها من أجل إيصال صوتهم إلى الجمهور. أما الدكتور نادر كاظم فتطرق إلى بعض أجزاء كتابه التي ترصد ملامح من تاريخ المنامة والبحرين، حيث أشار إلى أهمية كتابة سيرة حياة الأشياء وليس فقط الأشخاص. وأضاف بأنه «إذا اللقاء ثمينا بشخص بلغ مائة عام من عمره، فإن التعرف على شيء أكمل مائة من عمره لا يقل أهمية، فشارع الحكومة في المنامة سيكمل بعد ثلاث سنوات بالتمام والكمال، عامه المئة منذ ابتدئ في إنشائه في العام 1924»، وموضحاً بأن «هذا الشارع امتد في بدايته لكيلومترين فقط، ويعد من أول ملامح التطوير الحضري في المدينة، وبمثابة زحف المدينة الأول باتجاه البحر». وأضافت بأن «إذا كان شارع الحكومة أول عملية جراحية في جسد المنامة كمدينة، فإن جسر الشيخ حمد القديم مثّل العملية الجراحية الثانية والكبيرة في جسد الجزر في البحرين. لقد كان إنشاء هذا الجسر ملحمة بكل معنى الكلمة، ومثّل مسيرة طويلة من وصل مدينة المحرق بالمنامة وجزيرة البحرين الأم. وهي مسيرة طويلة لأن إنشاء هذا الجسر استغرق سنوات عديدة، حوالي 12 عاماً ما بين عامي 1929م حتى افتتح في 18 ديسمبر 1941م. وعمل في إنشائه آلاف البحرينيين، بمعدل 500 بحريني يومياً»، كما وقال بأن «الكتاب يعيد تركيب تاريخ أول مقبرة لغير المسلمين في البحرين الحديثة، وهي مقبرة المسيحيين القديمة التي أنشئت في العام 1901، وهي مقبرة تستحق أن تكتب سيرتها لكونها من أبرز ملامح المنامة كمدينة عالمية ونموذجاً للتعايش والتآلف بين مكونات مختلفة». هذا ويعيد كتاب «تاريخ الأشياء: عن الشارع والمقبرة وأشياء أخرى» الصادر حديثاً في جزأين عن دار سؤال في بيروت، تركيب التاريخ الموثّق والمصوّر لكثير من الأشياء التي لم تكن موضوعا لاهتمام المؤرخين ودارسي العلوم الاجتماعية من قبل من قبيل التأريخ لشارع أو مقبرة أو جسر أو معلم مهم في المنامة مثل باب البحرين وميدانه، ومكتبة العائلة (مكتبة الكتاب المقدّس أول مكتبة تجارية في البحرين)، ومدرسة الإرسالية الأمريكية (مدرسة جوزة البلوط أو الرجاء لاحقاً)، وبرج الكنيسة الإنجيلية الوطنية وساعته الشهيرة، وشواهد القبور، واسم البحرين في اللغات اللاتينية، وكرسي اللورد كرزون الذي انكسر بصاحبه (اللورد كرزون حاكم الهند العام إبان زيارته للبحرين في العام 1903)، وبقي رابضاً في دار الاعتماد (السفارة البريطانية حالياً) منذ العام 1903 حتى اليوم.
مشاركة :