تحتضن المناطق الزراعية بجبلي شدا الأسفل والأعلى التي تقع بالقطاع التهامي من منطقة الباحة، "البُن الشدوي" ويعود ذلك لطبيعة مناخها الذي يساعد في انتشار زراعة هذا النوع من البن. تعد طريقة غرسه والعناية به الأصعب من بين مختلف الأشجار وتتميز شجرة "البُن الشدوي" العجيبة المعروفة بمذاقها الحلو كما تعد طريقة غرسه والعناية به الأصعب من بين مختلف الأشجار، وتنتج من الجبل الواحد من 600 إلى 1000 مُدّ لتحصيل الخَراج الذي كانت تنزل به الدّواب قديماً ليذهب إلى إمارة المنطقة، في حين يصل الإنتاج الحالي من البُن على حدّ قول أهالي الجبلين ما يقرب من 1000 مدّ سنويًا. وأوضح عبدالله بن علي الغامدي أحد مزارعي البُن من أهالي شدا أن زراعة البُن تستمر لأكثر من ثلاث سنوات، وتبدأ زراعة البن في أواخر فصل الصيف، ويتم قطافه في بداية صيف السنة الرابعة وبعد القطاف، يتم تجفيف حبات البن وفرزها ثم يُنقل البن إلى أسطح المنازل لتجفيفه تحت أشعة الشمس لمدة 3 أيام. وأضاف أن البن يُجمع ويُبعد عن أشعة الشمس ليومين داخل البيوت، ثم يُعاد نشره مرة أخرى فوق الأسطح لمدة 5 أيام، وبعدها يتحول لون حبات البن من الأحمر إلى الأسود نتيجة فقدانه الرطوبة والماء أثناء التجفيف. كما يُجرش البن على الرحى بعد رفع حجر الرحى الأعلى درجة معينة كي يتناسب مع حجم حبات البن، أو بحجارة خاصة أعدت خصيصا لهذا الشأن، ثم يتم فصل القشرة عن الصرف للحصول على حبات البن النقية ليتسنى بيعه بهذه الصورة وحسب رغبة الزبون. ويتشبث أهالي جبال شدا بزراعة البُن المتميز النادر بمذاق الطبيعة وللمحافظة على ما تبقى من موروث امتد لمئات السنين لمزارعي البن العربي، راغبين في إيصال مذاق القهوة السعودية الفريد للعالم بنكهة الطبيعة.
مشاركة :