الإنسان الذي يختار طريقه بنفسه يجب أن يتحمل المسؤولية كاملة عما اختار وقرر حتى يصل إلى النجاح الذي يصبو إليه

  • 4/24/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

المرأة السعودية كانت وستظل دائماً هي تلك التي تجاوزت بإصرارها وإرادتها كافة العقبات التي حاول المجتمع من قديم أن يضعها أمامها.. امرأة كان لحضورها المحلي وقع القوة، ولحضورها العالمي وقع المفاجأة.. استطاعت أن تستفيد من كل نافذة شرعت لها، ومن كل باب فتحه أمامها ولاة الأمر واحداً بعد واحد.. قالت بكل الطرق وبكافة الوسائل هذه أنا؛ المرأة التي أعطيت خمسة فأنتجت عشرة، أثبت جدارتي في كل موقع وأقدم دليل وطنيتي في كل محفل.. ابنة هذا البلد المعطاء ابنة المملكة العربية السعودية التي اعتزت ببلادها فاعتزت بها البلاد وكرمها العباد وتلقى أنباء صعودها القاصي والداني بتقدير وإعجاب كبيرين.. السفيرة الحقيقية والمتحدثة الرسمية والبرهان المعجز على أن أقل من مئة عام في بلاد تتمتع بالحصافة والثقة والإرادة يمكن أن تغير الظروف وتقلب الموازين وتحول المرأة التي كانت كائناً مستضعفاً مغيباً إلى كيان ذي حضور وقوة يتحلى بالعلم ويترقى في العمل مع احتفاظه بعراقة الجذور وصلابة النشأة. هدفي رفع التوعية للمحافظة على البيئة وجعلها ركناً أساسياً في جميع الأعمال المجتمعية البداية والتقدم تقول د. ماجدة عن رحلتها المشرفة «في الحقيقة ان دراستي لعلم البيئة كانت نتيجة رغبة جامحة لدي بأن أسلك طريقاً دراسياً وعلمياً خاصاً بعض الشيء، فوجدت في البيئة فوق المحبة لها، أهميتها الكبيرة في حياة المجتمعات، وأنها تشكّل عند المحافظة عليها الإطار الآمن لنهضة الدول والتقدم العلمي والاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك فهي بحاجة إلى زيادة الاهتمام بها في المسائل والقضايا المتعلقة بالمحافظة على البيئة وضمان ديمومتها». وتضيف «إنا على يقين مطلق لا يراوده شك بأن الإنسان الذي يختار طريقه بنفسه يجب أن يتحمل المسؤولية كاملة عما اختار وقرر حتى يصل الى النجاح الذي يصبو اليه، وهذا ما كان مني عندما وضعت هدفي في أول يوم لي على مقاعد الدراسة، بأن أستمر في التحصيل الأكاديمي ونيل درجة الدكتوراه في هذا المجال العلمي، وألا تكون هذه الدرجة العلمية غاية، بل وسيلة لتحقيق طموحاتي وآمالي بنشر الفكر البيئي السليم المعتمد على الحقيقة العلمية للأجيال القادمة، وأن أسهم بكل ما أوتيت من عزم في العمل المجتمعي، ودعم توجهات المملكة بالأفكار والمقترحات والسياسات الاستراتيجية الخاصة بالبيئة والمحافظة عليها». وتضيف «هذا ما كان مني أيضاً استجابة للعهد لذي كان مع نفسي، فقمت مع مجموعة يشهد لها بحب الوطن والعمل المخلص بتأسيس جمعية البيئة السعودية، والتي لها أهداف سامية تتمثل بالمحافظة على البيئة، وضمان استمرارها، وتوعية المجتمع المحلي بأهمية البيئة في حياتنا، وإطلاق المشروعات والمبادرات التي تصب في هذا الهدف، بالإضافة الى التعاون مع الجهات والمؤسسات الرسمية في نطاق هذه الأعمال». وقالت «تبنيّت إطلاق برنامج مبادرة (بيئتي علم أخضر ...وطن أخضر) والذي يهدف الى رفع التوعية المجتمعية بشؤون المحافظة على البيئة، وإدراجها بشكل ممنهج ضمن برامج فرعية تصب في هدف أساسي يكمن في جعل المحافظة على البيئة ركناً أساسياً في جميع النشاطات والأعمال، وهذه البرامج الفرعية تقوم على دعم التعليم البيئي، والتثقيف البيئي، وإنشاء منظومة إعلامية خاصة لهذا الغرض، وبما يعرف بالإعلام البيئي». وتضيف د. ماجدة «أجد أن ما تم إنجازه في فرنسا مؤخراً، في شهر تشرين الثاني من العام 2015، بمساهمتي التي تعد الأولى من نوعها ومحتواها، والتي تمثلت بتعديل الإعلان العالمي لحقوق الانسانية، والذي تقدّمت به إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في باريس، نقطة مضيئة ليست لشخصي، وإنما للمرأة العربية السعودية والعربية التي استطاعت بهذا الحدث أن تطرق أبواب العالمية بإضافة بند جديد للإعلان العالمي لحقوق الانسانية المتعلقة بالبيئة يقضي بأن للفرد الحق في الحصول على الوعي البيئي حتى يتسّنى للأجيال الحالية القيام بما هو مطلوب منها بموجب هذه الوثيقة العالمية من الحفاظ على البيئة ودوام استدامتها للأجيال اللاحقة». اهتمامات أخرى عن أنشطتها تقول د. أبو راس «للمرأة السعودية نصيب وافر من الجهد والعطاء في بناء المنظومة الاجتماعية، فهي نصف المجتمع وأم نصفة الثاني أو زوجه، لذلك أجد لزاماً المضي قدماً مع نهج الدولة لدينا بتعزيز دور المرأة وتمكينها، وبما ينسجم مع ضوابط واحكام المجتمع، وقد وجدت الكثير من النساء السعوديات المبدعات مساحة خصبة وخلاًقه لتظهر ما لديها من إمكانيات وابداعات، وأصبح يشار بالبنان الى مجموعة من نساء السعودية المبدعات في أكثر من مجال ومكان، لأن كل واحدة فيهن آمنت بدورها، وبأهميتها، وضرورة تقديمها لكل ما تملك من علم وجهد خدمة لمليكها ووطنها ومجتمعها». وتضيف بالقول «بالنسبة لي فقد تجلّى هذا الاهتمام في جل مبادراتي والانشطة التي أساهم بها، وآخرها ما شهدته مدينة جدة قبل عدة شهور من مؤتمر نوعي أقامته جمعية البيئة السعودية يعد الأول من نوعه خاص بالمرأة والطفل والبيئة، وقد حقق نجاحاً باهراً من حيث الفئة المخاطبة، والمحتوى العلمي، بالإضافة الى الحضور الزخم». وأضافت «طوال مسيرتي الممتدة لسنوات عديدة في هذه الاعمال، أجد في كل محطة لي تجاوباً كبيراً وعظيماً من كافة فئات المجتمع، بالإضافة الى الدعم الرسمي ومشاركة القطاع الخاص، وأرى في هذا التجاوب حافزا يعطيني مزيداً من الثقة، وكبيراً من العزم على الاستمرار في النهج، ورغبة شديدة في العطاء، لذا فإنه لزاماً علي أن أستمر في تقديم رسالتي العلمية، وأن أكمل مسيرة العمل المجتمعي بكل عمل ينصّب في تطوير الاهتمام البيئي والمحافظة عليها، بالإضافة الى تقديم المبادرات التي تصب في هذا الغرض خصوصا التوجه الفاعل والمبرمج لتعزيز مفهوم الامن البيئي لدى الدولة من خلال مؤسساتها، واستحداث ما يلزم لذلك من اجراءات وبرامج وهياكل ادارية، بحيث تكون هذه الانطلاقة مستندة الى ما ورد في النظام الأساسي للمملكة الذي نص في المادة 31 منه على أن «تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها». من هنا وهناك في الشأن الخاص ترى د. ماجدة أبو راس من خلال تجربتها عن دور العائلة في حياة المبدع «أن إيمان العائلة بقدرات أي فرد من أفرادها، وما ينتج عن هذا الإيمان والاقتناع من دعم وتشجيع، يعد من أهم أسباب النجاح والتألق لهذا الفرد، بل ان العائلة المتفهمة الناضجة هي الأساس الرئيس لنجاح أفرادها وتطورهم، وهذا ما وجدته في عائلتي التي آمنت بقدرات كل فرد فيها، وأعطته من الدعم والتشجيع ما يؤهله لإظهار ما لديه، والسير قدما بكل جهد وعزم نحو الأهداف التي يصبو إليها، وأجد نفسي الآن عاجزة عن الشكر والعرفان لكل فرد من أفراد عائلتي، وأعتبره شريكا حقيقيا لي بأي نجاح او تقدّم أوّفق به بحمد الله». الإرهاب وتعتبر د. ماجدة أن الارهاب آفة فكرية، تجد رواجاً وحضوراً في مراتع الجهل والتخلف والبعد عن القيم الانسانية والمجتمعية التي تربينا عليها، وتقول «أجد ان محاربتها تكمن بالأساس بالفكر النير المعتدل الذي قام عليه مجتمعنا، ليكون فكراً مضاداً وساحقاً للفكر المتخلف الذي يجد فيه الإرهاب والقائمين عليه وسيلة لتنفيذ مآربهم، مع الأخذ بعين الاعتبار استهداف فئة الشباب بحملات توعوية موجهة ترفع من إدراكهم وقيمة معرفتهم، والعمل على إشراك الشباب بالعمل المجتمعي الهادف لكي يشعر بنفسه عنصراً فاعلاً في المنظومة المجتمعية». المرأة التنفيذية ترى د. ماجدة أبو راس أن المرأة التنفيذية قرار من مسؤول وإرادة شخصية، وتضيف في هذا الشأن «في الواقع انها تلاقي إرادتين، فحتى نصل الى امرأة تنفيذية نحتاج ان يستمر التوجه بتشجيع المرأة وتمكينها، وكذلك نحتاج الى نخب نسائية لديها ارادة حقيقية في التصدي للعمل العام والإنتاج، وإظهار قدراتها ومواطن قوتها بما يخدم الصالح العام والوطن». السيرة الذاتية نشأت وترعرعت في بيت سعودي يؤمن بإطلاق القدرات وتنميتها لأبنائه، ويدعم خوض أبناء وبنات الدار لتجارب التميّز والابداع العلمي، وكانت على عهد الثقة بذلك بما حققته من تميّز علمي وأكاديمي وعملي. حصلت على شهادة البكالوريوس وأكملت دراستها العليا بنيلها درجة الدكتوراه في معالجة الملوّثات البيئية العضوية من جامعة سري في بريطانيا. آمنت بأن المعرفة العلمية والاكاديمية سلاح بيد حاملها لنشر فكره وعلمه وما يؤمن به، فخاضت غمار العمل البيئي وإقحامه في الحياة المجتمعية للمجتمع السعودي، ووضعت بصمتها الخاصة كعلامة مسجلّه باسمها لكل ما يخدم البيئة والمحافظة عليها وجعل الاهتمام بها منهج حياة. الإرهاب آفة فكرية ومحاربتها تأتي بالاستفادة من طاقة الشباب هي د. ماجدة أبو راس، الأستاذ المساعد في علم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز صاحبة المبادرة الوطنية برنامج (بيئتي علم أخضر.. وطن أخضر)، مؤسس ونائب رئيس جمعية البيئة السعودية التي تم تكريمها في العديد من المحافل والمؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية فنالت جائزة القيادات النسائية العربية للبيئة على مستوى الوطن العربي مع ثلاث وزيرات عربيّات للبيئة في جامعه الدول العربية، وتم منحها جائزة قاعة النساء المشاهير من السيدات في العلوم والبيئة والتعليم والتكنولوجيا على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا من وزارة الخارجية الاميركية، واختيرت من ضمن اكثر الشخصيات تأثيرا في العالم فئة الاقتصاد والشؤون الاجتماعية، وعلى مدى سنوات متتالية يتم اختيارها من أقوى سيدة على مستوى المملكة، إضافة الى اختيارها من ضمن أكثر عشر سيدات إنجازاً في المملكة، وقد تم منحها لقب سفيرة الريادة البيئية في المملكة فئة الفكر والعلم ورائدة العمل التطوعي البيئي في المملكة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز آلِ سعود الرئيس العام للأرصاد وحمايه البيئة. كما كان لها مساهمتها الفاعلة في الاعلان العالمي لحقوق الانسانية المتعلق بالبيئة والذي كان برعاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتاريخ 2 نوفمبر 2015، عندما كانت اول امرأه سعودية وعربية تنجح بإضافة بند خاص الى هذه الوثيقة الدولية. إيمان العائلة بقدرات أفرادها ودعمهم أهم أسباب النجاح الشهدي: د. ماجدة شخصية متواضعة.. والبيئة قضيتها قال د. معز الشهدي المؤسس والرئيس التنفيذي لبنك الطعام في جمهورية مصر العربية عن العوامل والسمات الشخصية التي يرى أنها كانت الأكثر تأثيراً على المسيرة المهنية للدكتورة ماجدة ودفعتها للمواصلة والنجاح: د. ماجدة من الشخصيات المتواضعة المحبة للعلم، مثابرة، فى منتهى الدقة، وسعة الأفق والحكمة، فهى تؤمن أن الإنسان يجب أن يعيش فى بيئة صحية سليمة، حبها للعطاء وإحساسها بالآخرين يفوق الوصف، هي تتميز بقدرات مميزة فى القيادة ودعم روح التعاون وتبادل العلم والمعرفة. وبالنسبة للدكتور الشهدي فإن أهم إنجازات د. ماجدة على الصعيد العملي فكانت كما قال «حصلت على لقب أول إمرأة عربية يتم ترشيحها كباحث مساعد فى مشروع مياه الصحراء ضمن فريق JPL وكالة ناسا لدراسة المياه الجوفية وتأثير التلوث البيئي، وهي أول سفيرة للريادة البيئية فئة الفكر والعلم، كما حصلت على جائزة القيادات العربية النسائية للبيئة على مستوى الوطن العربى، وجائزة أكثر الشخصيات تأثيراً فى العالم للاقتصاد والتنمية من المجلس الدولي لحقوق الإنسان وجائزة أقوى ثلاثين امرأة فى المملكة وغيرها من الإنجازات المميزة التى إذا حصل على أحدها إنسان تباهى بها». وعن ملامح تأثير كل من البيئة المحلية والبيئة العالمية على تكوين شخصية د. ماجدة وتوجيه عطاءاتها يقول د. معز: «أعتقد أن تنوع مصادر دراساتها وخبراتها وحضورها المستمر للمؤتمرات فى معظم دول العالم لتبادل الخبرات والعلم والمعرفة كان له الأثر فى اكتسابها الكثير من العلم والمعرفة وزاد من شغفها لتحصيل المزيد من العلم لخدمة البشرية من خلال توفير حياة صحية آمنة فى المجتمعات المختلفة الأمر الذي زاد من حبها للعطاء ونقل العلم الغزير للآخرين».

مشاركة :