آه من بياعي الكلام، نطقها تماماً كما لو أنه يصرخ من الأعماق معلقاً على هدف جميل من خلف ميكروفون التعليق الذي تآلف معه وألفه منذ أكثر من 4 عقود من الزمن، علي حميد المعلق الرياضي الشهير بـ شيخ المعلقين، وضع في ذاكرة البيان الرياضي خلاصة تجربة تمتد لأكثر من 45 عاماً، معلقاً على الحدث الأبرز الآن في الساحة الكروية المحلية، والمتمثل بانتخابات اتحاد كرة القدم للدورة الجديدة، بقوله: 99.9% من مشكلة كرة الإمارات برقبة بياعي الكلام، آه من بياعي الكلام! فإلى نص حوار البيان الرياضي مع علي حميد.. كل الكلام خبرتك الطويلة، كفيلة بتقديم رؤية موضوعية، كيف تقرأ مجمل تفاصيل المشهد الكروي الآن؟ تنشر كل كلامي، وما تحذف منه كلمة واحدة. طبعاً، وهل عندك شك في ذلك؟ لا أبداً، ولكن، كي يطمئن قلبي. اطمئن، فلن أحذف شيئاً إلا البعيد عن الموضوعية والتقييم الشفاف، هل نتفق على ذلك؟ طبعاً، اتفق معك، خبرتي الطويلة في المجال الرياضي والتي تمتد منذ 1970، تفرض عليّ قول الحقيقة، وإن جاءت مرة للبعض، وحلوة كالعسل لدى أصحاب الجرأة، ولذا، أرى أن 99.9% من مشكلة كرة القدم الإماراتية في رقبة بياعي الكلام، وآه منهم! ومن هم بياعو الكلام؟ الكثير من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد للدورة الحالية، والعديد من مرشحي الدورة الجديدة، انظر إلى ما يسمونه بالحملات الانتخابية، وشوف الكم الهائل من الوعود والبرامج والمشاريع التي يطلقها ويروج لها هذا المرشح أو ذاك، الغريب أن العضو نفسه، لم يحقق نجاحاً واحداً في ناديه، فهل كثير علينا وصف وعوده بأنها مجرد بيع كلام! حق المرشح ولكن هذه انتخــابات ومــن حق المرشح الترويج لمشروعه، أليس كذلك؟ نعم، من حقه، ولكن ليس بطريقة بيع الكلام، وعلى حساب الحقيقة. وما هي الحقيقة؟ الحقيقة هي أن المرشح نفسه لم يقدم لناديه شيئاً، ومن لم يكن فيه خير لناديه، بكل تأكيد، لن يكون لديه خير ليقدمه لكرة الإمارات عبر اتحاد اللعبة. ولماذا تغفل دور الجمعية العمومية في فلترة المرشحين واختيار الأكفأ منهم؟ يضحك، أي جمعية عمومية، وهل ترجو فلترة من جمعية 99.9% من أعضائها عالصامت، لا يناقشون ولا يتكلمون أثناء انعقاد الجمعية! متأكد من هذه النسبة الصادمة؟! نعم، متأكد، وعشت هذه التجربة، اجتماع الجمعية العمومية في غالب الأحيان يحضره أعضاء لا علاقة لهم بكرة القدم، بل أحياناً تبعث الأندية بموظفين لديها لحضور الاجتماع، فكيف تريد دوراً من عمومية أعضاؤها لا يقرؤون اللوائح والأنظمة التي يبعث بها الاتحاد إلى الأندية قبل اجتماع العمومية! دور الأندية وما دور الأندية أساساً؟ يصمت، خــــلها على الله، الأندية لا تتحرك إلا بعد ما يطيح الفاس بالراس، تتحرك عندما تظهر المشكلة، وتبدأ مصالحها بالتضرر، وبعكسه، لا تعير اهتماماً لأي شيء. كأنك تخلي ساحة الاتحاد من المشكلة، أليس كذلك؟ بســرعة، الاتحاد بريء في ظل أن 99.9% من أعضاء الجمعية يدخلون ويغادرون الاجتماع وهم عالصامت، ووجود مرشحين يريدون دخول الاتحاد عبر بيع الكلام! والحل؟ الحل، يقع على عاتق الأندية، عليها ترشيح كوارد حقيقية لها علاقة بكرة القدم، وبمقدورها النقاش وطرح الأفكار والرؤى، وليس أعضاء لا يقرؤون اللوائح ولا يناقشون، أعضاء لا يتعدى دورهم البصم على محضر الاجتماع، وخلاص! ومن تراه جديراً لقيادة الاتحاد في الدورة الجديدة، يوسف السركال أم مروان بن غليطة؟ يفكر قليلاً، شوف، أمام كرة الإمارات محطات غاية في الأهمية، ينتظرنا الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، واستضافة كأس آسيا 2019، وجدولة الموسم المقبل، وبطولة كأس الخليج العربي، وهي كلها محطات حساسة بحاجة إلى رئيس اتحاد صاحب خبرة، ولذا أرى أن الأخ يوسف السركال جدير بالرئاسة في الدورة الجديدة. والنعم فيه ومروان بن غليطة، أليس جديراً؟ بسرعة، لا طبعاً، الأخ مروان جدير والنعم فيه، ولكن بقدر تعلق الأمر بي، فإني، تمنيت لو أنه تقدم للمنافسة على منصب نائب الرئيس لأسباب عدة. ما هي هذه الأسباب؟ الأخ مروان ما زال شاباً وبحاجة ماسة إلى الاستزادة من الخبرة، ولو كان نائباً للسركال في الدورة الجديدة، لاكتسب الخبرة والتمرس وتوسيع شبكة علاقاته محلياً وخارجياً، وعند ذلك، بإمكانه الترشح لمنصب الرئيس في الدورة التي تلي المقبلة، وعندها، سنكون من الداعمين وبقوة له، ولكن! وما هي رؤيتك للمجلس الجديد للاتحاد في الدورة المقبلة؟ بعد تجربتين انتخابيتين خاضهما اتحاد الكرة، وفي ظل عدم فعالية الجمعية العمومية بنسبة 99.9%، وترشح أعضاء من فئة بياعي الكلام، أرى أن تعيين نصف أعضاء المجلس يعد حلاً مثالياً، مع تشكيل مكتب تنفيذي من 5 أعضاء فقط، وفتح الأبواب أمام المستقلين، وإلغاء شرط الترشح من نادٍ، أو التزكية من ناديين، والقضاء على آفة ازدواجية الولاء بين الاتحاد والنادي. وماذا عن شماعة الفيفا في ظل تصورك الحالم؟ يضحك، أنت قلت شماعة، وهي فعلاً كذلك، بل أكثر من ذلك، تعليمات الفيفا مجرد فزاعة يرفعها أصحاب المناصب بوجوه الخائفين. التجربة اليابانية هل من توضيح؟ أفضل توضيح، هو تجربة الاتحاد الياباني الذي نتغنى دائماً بنجاحاته، ونعده نموذجاً للتطور والرقي، 40% من أعضاء مجلس إدارته يأتون عبر التعيين، ومن دون تدخل الفيفا، لأن الموضوع خاص باليابان، فلماذا نحن لا نضع لنا إطاراً أو سياقاً ونتحرك على أساسه، وليكن نصف أعضاء اتحادنا بالتعيين، وإذا ما أصرينا على الانتخاب الكامل للمجلس، فلماذا لا نجرب خيار القائمة التي يختارها الرئيس وتنتخبها الجمعية العمومية بديمقراطية! كيف تنظر إلى منصب نائب رئيس الاتحاد؟ منصب النائب الثاني اعتبره حلقة زائدة، وبالإمكان الاكتفاء بنائب واحد وأمين عام وخلاص. والمدير العام، شو وضعه في تصورك للمجلس الجديد؟ المدير العام منصب غير موجود أصلاً في هيكلة اتحاد الكرة، ولذا أرى ضرورة إلغائه ونقل مهامه إلى الأمين العام. وأين حصة بعض الأسماء المعروفة التي ابتعدت عن العمل الرياضي؟ باختصار، حب الكراسي وعشق الأضواء من قبل بعض رؤساء مجالس إدارات الأندية وراء ابتعاد أبناء لعبة كرة القدم الحقيقيين، وهذه خسارة جسيمة لكرة الإمارات عموماً. أقوى العقاقير ما هو العدد الأنسب لفرق دوري المحترفين؟ بسرعة، 14 فريقاً هو العدد الأنسب، ولا بد من تقييم التجربة بعد 3 سنوات من التطبيق لمعرفة السلبيات والإيجابيات من قبل لجنة فنية مختصة، وكي لا يتم استخدام ورقة عدد فرق الدوري كل مرة في الانتخابات. أخيراً، ماذا عنك، لماذا لم ترشح لانتخابات الدورة المقبلة؟ كفاية، لــن أكرر تــجربة الترشح أبداً، بعد الذي عشته ورأته عيني، وباختصار، الوسط الكروي موبوء بمرض مستعصٍ لن يشفى منه حتى لو تم استخدام أقوى العقاقير! 2 كشف علي حميد النقاب عن أن فرق دوري المحترفين الإماراتي لكرة القدم صرفت خلال الموسم الجاري أكثر من 2 مليار درهم، معتبراً المبلغ خيالياً ومبالغة خارج الوصف، رافضاً وضع الدوري الإماراتي ثانياً بين الدوريات الآسيوية، مشدداً على أن الواقع يشير إلى غير ذلك، مستدلاً على ذلك بالترتيب الحالي للمنتخب الوطني الذي يعد نتاجاً طبيعياً للدوري، متسائلاً: كيف يكون دورينا الثاني آسيوياً ومنتخبنا جاء في التصنيف الرابع، دورينا لو كان فعلاً ثانياً في القارة الصفراء، لتسابقت أندية أوروبا على خطب ود لاعبي الإمارات! محطات ■ لاعب سابق في النادي العربي أم القيوين لكرة القدم 1970. ■ مدير ومدرب فريق النادي. ■ الأمين العام للنادي. ■ عضو مجلس إدارة اتحاد الطائرة. ■رئيس لجنة حكام الكرة الطائرة. ■ نائب رئيس اتحاد الدراجات. ■ رئيس اللجنة التنظيمية للدراجات. ■ نائب رئيس لجنة الإعلام الرياضي. ■ عضو لجنة إعلام الاتحاد العربي لكرة القدم. ■ عضو لجنة المعلقين الرياضيين العرب. ■ محاضر في الاتحاد العربي لكرة القدم. ■رئيس قسم المدربين بوزارة الشباب والرياضة. ■عضو الفريق العربي الموحد لاتحاد الإذاعات العربية. ■معلق رياضي منذ 73 وحتى الآن. اكسروا الجدران العالية بين الهيئة والاتحاد دعا علي حميد إلى حتمية تكسير ما وصفه بالجدران العالية بين الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم لمصلحة الرياضة والشباب في الدولة، داعياً الطرفين إلى ضرورة التنسيق والتعاون والعمل المشترك على أرض الواقع وليس في الكلام فقط، مشدداً على أن التنسيق والتعاون والعمل المشترك بين الطرفين لا بد وأن يثمر عن وقائع ونتائج ملموسة بإمكان أي مراقب الشعور بها بوضوح، لافتاً إلى أن المشهد الحالي للعلاقة بين الهيئة العامة واتحاد الكرة لا يشير إلى أن هناك نتائج حقيقية على أرض العلاقة بينهما! وطالب حميد الهيئة العامة بضرورة عدم الشعور بالتخوف من فزاعة الفيفا في علاقتها مع اتحاد كرة القدم، واعتبار كل تحرك منها نوعاً من التدخل في شؤون الاتحاد، لافتاً إلى أن الاتحاد من الناحية العملية جزء من الهيئة العامة وتابع لها، وابن من أبنائها، ومن حق الابن على الأب الرعاية والدعم، ومن حقوق الأب على الابن الطاعة الممكنة! وشدد حميد على أن جانب من مشكلة رياضة الإمارات بصورة عامة، وكرة القدم خصوصاً، يكمن في عدم النضوج بعد خوض تجربتين انتخابيتين في مجال المستديرة، مستبعداً حدوث النضوج المطلوب في القريب المنظور في حال بقي الفكر والتفكير دون تغيير حقيقي، مستدلاً على ذلك بالوقوع في شبكة أخطاء وصفها بأنها تفشل، مبدياً أسفه للوقوع بمثل تلك الأخطاء في زمن الاحتراف! الحلم الثاني يحتاج إلى قلوب من حديد لفت علي حميد إلى أن تحقيق الحلم الإماراتي بالوصول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية يحتاج إلى قلوب من حديد، معترفاً بقوة منتخبات مجموعة الأبيض في الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، واصفاً منتخبات اليابان وأستراليا والسعودية والعراق التي تلعب مع الأبيض، بالقوى الكروية الكبرى في القارة الصفراء. وشدد حميد على أن مهدي علي المدرب الوطني للمنتخب الأول، يمثل خيار المرحلتين الحالية والمقبلة من مسيرة المنتخب، داعياً إلى ضرورة دعمه بشتى الوسائل لتحقيق الحلم المونديالي الثاني للكرة الإماراتية، لافتاً إلى أنه من الخطأ التفكير ببديل لمهدي في هذا التوقيت، حتى مع الاختلاف في طريقة وضعه برامج إعداد المنتخب ومدى تعارضها مع مصالح الأندية. ودعا حميد إلى ضرورة تطبيق تجربة استقدام الحكم الأجنبي، مشدداً على أنه لا بد من تنفيذ التجربة في ظل عدم ثقة بعض الأندية بالحكم المحلي، متسائلاً: لماذا نتقبل التعاقد مع لاعبين ومدربين أجانب، ونتخوف من استقدام الحكم الأجنبي، معتبراً تجسيد التجربة مدخلاً للتنافس ورفع مستوى الحكم المحلي، متنبئاً بحدوث نوع من الإفلاس على صعيد الأندية في غضون سنتين في ظل الارتفاع الملحوظ لمستويات الصرف، منوهاً إلى أن هناك أندية لا تقدر الآن على دفع رواتب لاعبيها في الألعاب الأخرى.
مشاركة :