ضربت وول ستريت موجة تاريخية من إفلاس الشركات، إذ تجاوز حجم طلبات الإفلاس هذا العام المستويات التي شوهدت في الأعوام الـ13 الماضية، حسبما أفادت "إس آند بي جلوبال إنتليجنس". وفقا لتقرير صادر يوم الاثنين، سجل شهر يونيو أعلى مستوى من حالات الإفلاس الشهرية منذ 2020، عندما تسببت الجائحة في توقف عدد من الشركات عن العمل. وأشارت "إس آند بي جلوبال" إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة، ومشكلات سلاسل التوريد، وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي تع] أسبابا رئيسة اليوم. وبعد تسجيل 75 طلب إفلاس الشهر الماضي، ارتفع إجمالي عدد حالات الإفلاس هذا العام إلى 346. في حين أن المشكلات الخاصة بالشركات غالبا ما تتسبب في إغلاقها، وفقا لموقع "بزنس إنسايدر". عندما كان الأمل أقوى بكثير في تخفيض سريع وكبير لأسعار الفائدة بداية العام، ظلت حالات الإفلاس أقل حدة، حسبما أشارت "إس آند بي" في وقت سابق. لكنها بدأت في الارتفاع إلى مستويات بارزة في أبريل، حسبما ذكرت وكالة التصنيف الائتماني، إذ بدأ يتضح للشركات أن السياسة النقدية ستظل مرتفعة لفترة. ونظرا لأن الاحتياطي الفيدرالي أبقى أسعار الفائدة عند مستوى 5.25 % -5.50 % منذ نحو عام، فقد انتقد بعض المحللين البنك المركزي لمخاطرته بإلحاق أضرار بالاقتصاد. وبغض النظر عن حالات الإفلاس، فإن المخاوف الأخرى تشمل موجة من التخلف عن السداد في العقارات التجارية أو تداعيات في قطاع الائتمان الخاص. لكن التفاؤل عاد مرة أخرى تجاه خفض الفائدة، بفضل الاعتدال الأخير في بيانات العمل والتضخم. ومع ذلك، فإن تدهور الإنفاق الاستهلاكي يؤثر أيضا في آفاق الشركات. في حين أطلق تحفيز الجائحة موجة تسوق استمرت طوال 2023، انخفض الإنفاق على التجزئة تدريجيا: في الأشهر الثلاثة حتى يونيو، انخفضت أحجام المبيعات على أساس سنوي 1.3% وهذا يؤثر بالفعل في تقارير الأرباح الفصلية، ويجبر بعض تجار التجزئة على أن يصبحوا أكثر إبداعا، أو يواجهوا قرارات صعبة. قالت شركة نايكي، مثلا، إنها ستعيد تخصيص مليار دولار لمبادرات "مباشرة للمستهلك"، في حين أعلنت شركة وولجرينز الإغلاق المخطط لأكثر من 2000 موقع ضعيف الأداء. من بين حالات الإفلاس البارزة في يونيو التي تتبعتها "إس آند بي جلوبال" كانت شركة صناعة السيارات الكهربائية فيسكر. يتصدر قطاع السلع الاستهلاكية الكمالية حالات الإفلاس هذا العام بإجمالي 55 طلب إفلاس، يليه الرعاية الصحية والقطاع الصناعي، كما ذكرت "إس آند بي جلوبال".