خبير اقتصادي شهير: سياسة الولايات المتحدة لاحتواء الصين "فاشلة" وتعكس وهم "الأفضلية"

  • 7/10/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 9 يوليو 2024 (شينخوا) قال خبير اقتصادي أمريكي شهير لصحيفة ((ساوث تشاينا مورنينغ بوست)) إن السياسات الأمريكية غير الحكيمة التي تهدف إلى احتواء الصين فاشلة ولا تؤدي سوى إلى خلق توترات وإضعاف الرفاه الاقتصادي وجعل خطر الحرب وشيكا. وفي مقابلة نشرت يوم الاثنين، أشار جيفري ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، إلى الدور الكبير لـ"الدولة العميقة" الأمريكية في تشكيل السياسة الخارجية للبلاد. وأفاد أن الدولة العميقة، التي لا تزال تنشط وفق الوهم الخطير المتمثل في "أفضلية" الولايات المتحدة، التي لم تعد موجودة، "غير قادرة على قبول حقيقة نجاح الصين". والدولة العميقة، أو مجموعة المؤسسات الأمنية الأمريكية كما ذكر ساكس، تقود "حروب أمريكا، وعمليات تغيير الأنظمة، والسياسة الخارجية بشكل عام" مع مشاركة جماعات الضغط الثقيلة أيضا. وقال البروفسور إن "التوترات بين الولايات المتحدة والصين ناتجة بشكل كبير عن القلق الأمريكي من أن القوة الأمريكية تتضاءل في جميع أنحاء العالم. ويتفاعل صانعو السياسة الأمريكيون إزاء ذلك بشكل دفاعي وبخوف، وغالبا ما يكون بشكل غير حكيم للغاية". ولفت ساكس إلى أن سياسات الولايات المتحدة لاحتواء الصين خلال العقد الأخير تشمل محاولة إبرام اتفاقيات تجارية تهدف إلى استبعاد الصين، وتشديد حظر التصدير على منتجات التكنولوجيا الفائقة وفرض الحواجز التجارية أمام صادرات الصين إلى الولايات المتحدة والأسواق الأوروبية، فضلا عن زيادة عسكرة بحر الصين الجنوبي وعقد التحالفات العسكرية الجديدة مثل (أوكوس). وأردف "أعتقد أن كل أسلوب من هذه الأساليب يمثل فشلا بذاته. فهي لا "تحتوي" الصين، لكنها تثير التوترات، وتقلل من الرفاه الاقتصادي والكفاءة الاقتصادية العالمية، وتقسم الاقتصاد العالمي، وتقربنا من الحرب". وأوضح أن هناك مشاركة ضئيلة للرأي العام في السياسة الأمنية الأمريكية، ومعظمها سري بالفعل، مضيفا أن الدولة العميقة انخرطت في عدد كبير من عمليات تغيير الأنظمة السرية والعلنية وفي حرب واسعة، تسهلها شبكة من القواعد العسكرية الخارجية في مختلف البلدان في جميع أنحاء العالم. وفي معرض إشارته إلى أن الصين متقدمة في بعض التقنيات العالمية الرئيسية اللازمة للسنوات القادمة، بما في ذلك الخلايا الكهروضوئية والسيارات الكهربائية وغيرها من المجالات، قال الخبير الاقتصادي إنه لا توجد قدرة مفرطة في مجال السيارات الكهربائية، بل هناك حاجة لبناء أسواق السيارات الكهربائية في البلدان الناشئة والنامية. وأضاف أنه "لسوء الحظ، من المرجح أن تصبح الولايات المتحدة وأوروبا أكثر حمائية وستغلق أسواقها بشكل كبير أمام السيارات الكهربائية الصينية، لكن منتجي السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة وأوروبا لن يكون بمقدورهم التنافس مع السيارات الكهربائية الصينية في الأسواق الثالثة في الاقتصادات الناشئة والنامية". وتوقع الباحث أنه لن تكون هناك أي دولة هي المهيمنة في القرن الـ21 "لأن القدرات التكنولوجية والعسكرية ستكون منتشرة على نطاق واسع، والاتجاهات الديموغرافية ستؤثر على الهيمنة الواحدة". وأضاف أنه لا يوجد تاريخ حتى لمحاولة الصين أن تصبح قوة عالمية مهيمنة، مبينا أن "تاريخ الصين الطويل في فن الحكم لم يكن قائما على السيطرة على إمبراطوريات ما وراء البحار". وقال "نحن لا نشهد نهاية العولمة"، مضيفا "لقد كانت العولمة جزءا لا يتجزأ من تاريخ البشرية وستظل كذلك، خاصة وأن التكنولوجيات الرقمية الجديدة تجعل الروابط العالمية أكثر إلحاحا". وأوضح أن العالم يواجه توترات جيوسياسية متزايدة، خاصة وأن الولايات المتحدة "تواجه الحقيقة القاسية المتمثلة في أنها ليست الوصية على العالم"، لافتا إلى أن الوهم المتمثل في أن أمريكا ما تزال تقود عالما أحادي القطب هو مصدر الصراع المتزايد.

مشاركة :