لندن 13 يوليو 2022 (شينخوا) في سعيها للحفاظ على مكانتها كقوة مهيمنة في العالم، تحاول الولايات المتحدة تقسيم العالم، وهي استراتيجية خطيرة ومضللة للغاية، هكذا صرح خبير اقتصادي شهير لوكالة أنباء ((شينخوا)). وذكر البروفيسور جيفري ساكس من جامعة كولومبيا في نيويورك أن العقيدة الاستراتيجية الأمريكية تكمن في أنه لا ينبغي لأي دولة أن تتحدى الهيمنة الأمريكية. وقال ساكس في مقابلة حصرية أجرتها معه ((شينخوا)) مؤخرا "بالطبع، لا تريد الدول الأخرى، بما في ذلك الصين، عالما تهيمن عليه الولايات المتحدة". وأضاف "هذا لا يعني أن الدول الأخرى تريد السيطرة على العالم، وكل ما في الأمر أنها مستاءة من غطرسة الولايات المتحدة المتمثلة في تحديد السياسات العالمية وفي شن حروب تحت قيادتها، كما هو الحال في صربيا وأفغانستان والعراق وليبيا وأماكن أخرى، وفي قيامها أيضا بحمل الدول الأخرى على الالتزام بالمطالب الأمريكية". وقال ساكس إن الولايات المتحدة تقوم في عملية محاولة حماية هيمنتها بتوسيع الناتو، شرقا في أوروبا، والآن حتى في آسيا، من خلال دعوة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا إلى التعاون بشكل وثيق مع الناتو. وذكر الخبير الاقتصادي "إنها استراتيجية أمريكية نمطية لمحاولة تقسيم العالم. إنها خطيرة ومضللة للغاية. ومن المحزن أيضا أن (بعض) الدول تسايرها". وحذر ساكس من عواقب الاستراتيجية الأمريكية في مناسبات متعددة. وقال في مؤتمر استضافته مؤسسة (غيت سنتر) الفكرية الإسبانية في منتصف يونيو "لدى الولايات المتحدة عقلية مفادها أنها لا تزال زعيمة العالم، وهي مسألة منافية للعقل بالنظر إلى الحقائق العالمية، لكنها (تلك العقلية) تؤدي إلى أخطاء هائلة، وفشل في الدبلوماسية، وفشل في التفاوض، وخط قاس للغاية ضد الصين، وهو ما يتعارض تماما مع الاحتياجات الفعلية للكوكب، لأننا بحاجة إلى التعاون في كل مكان". وخلال المقابلة مع ((شينخوا))، أشار أيضا إلى أن الولايات المتحدة لم تعترف بأن غطرستها وسياسات الناتو الاستفزازية أثارت التوترات والعسكرة في أوكرانيا، والآن تستخدم الصراع في أوكرانيا كذريعة لتوسيع الناتو أكثر، وهو "خطأ فادح وكارثة محتملة". وقال ساكس إنه منذ أوائل العقد الثاني من القرن الـ21، تصعد الولايات المتحدة جهود الاحتواء ضد الصين، والتي تشمل إجراءات تجارية أحادية الجانب، ومجال التكنولوجيا، وحواجز استثمارية ومالية، وتحالفات عسكرية جديدة مثل أوكوس. "إنها أعمال أحادية واستفزازية تزيد بشكل خطير من التوترات بين الولايات المتحدة والصين. وهدف الولايات المتحدة يكمن في إضعاف الصين وحشد تحالف ضد الصين. وهذا خطأ فادح وخطير للغاية"، حسبما أضاف. وقال "نحن بحاجة إلى عالم يسوده السلام، لا تستخدم فيه الحرب كسياسة دولة، وعالم تلتزم فيه جميع الدول بميثاق الأمم المتحدة".
مشاركة :