في خضم عالم الأعمال المتسارع، يبرز أداء “فريق العمل” عنصرًا حاسمًا؛ لضمان استمرارية المنظمات وازدهارها، فمن خلال تضافر جهود الأفراد وتكامل مهاراتهم، تبنى منظومة عمل قوية تساهم في تحقيق الأهداف المرجوة بكفاءة وفاعلية. وقد بات تقييم أداء فريق العمل دوريًا ضروريًا لقياس تقدمه واكتشاف نقاط قوته وضعفه. وذلك من خلال تحليل مختلف العوامل المؤثرة على الأداء، مثل: مهارات التواصل والتعاون، وفاعلية القيادة، ووضوح الأهداف، ومدى توافر الموارد اللازمة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الفرق ذات الأداء العالي تتميز بوجود بيئة عمل إيجابية تحفز الإبداع والابتكار. كما أنها تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير مهارات أفرادها وتلبية احتياجاتهم. لذلك، لا عجب أن المنظمات الرائدة تولي اهتمامًا كبيرًا ببناء فرق عمل قوية ذات أداء عال. فهرس المحتوي Toggle أداء فريق العملعادات أساسية للفرق عالية الأداءتحديد الأهداف ومراجعتها بانتظامالتواصل الفعالعقلية حل المشكلاتمشاركة الموارد والمعلوماتالثقة بين أعضاء الفريقالتركيز على النتائجالاحتفال بالنجاحات أداء فريق العمل أثبتت الدراسات الحديثة أن أداء فريق العمل يشكل ركيزة أساسية لنجاح أي مؤسسة، ويقدم لها ميزة تنافسية لا يمكن إنكارها. وتشير الأبحاث إلى أن هذه الفرق تتمتع بقدرة استثنائية على اتخاذ قرارات أفضل من الأفراد، ما يساهم في تحقيق تحسينات هائلة على مختلف الأصعدة، بدءًا من تجربة العملاء وصولًا إلى رضا الموظفين والأداء التشغيلي. وفي خضم ذلك، تكشف دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة “هارفارد” الأمريكية، عن أن الثقة والتماسك هما مفتاح تميز هذه الفرق؛ حيث تظهر الدراسة أن الفرق رفيعة المستوى التي تتمتع بمستويات عالية من الثقة والتعاون بين أعضائها، تسجل معدلات مشاركة أعلى. وتتمتع بقدرات ابتكارية فائقة، كما تظهر قدرة استثنائية على التغلب على التحديات التي تواجهها. وتشير الدراسة إلى أن التواصل الفعّال بين أعضاء الفريق يعد عنصرًا مهمًا يسهم في تحسين أدائه؛ حيث تظهر النتائج أن الفرق المترابطة تسجل زيادة بنسبة 21% في الربحية مقارنة بنظيراتها الأقل اتصالًا. كما تسجل هذه الفرق انخفاضًا بنسبة 41% في التغيب عن العمل، وانخفاضًا بنسبة 59% في معدل دوران الموظفين. وبالإضافة إلى ذلك، تسجل زيادة بنسبة 66% في عافية الموظفين. وتؤكد الدراسة على أن العمل ضمن فريق متميز يعد من أهم العوامل التي تحفز الموظفين على الاستمرار في العمل لدى المؤسسة؛ حيث يشير 37% من الموظفين إلى أن العمل مع فريق رائع كان السبب الرئيس لبقائهم في المؤسسة حتى لو لم يكونوا راضين عن وظائفهم. عادات أساسية للفرق عالية الأداء تتميز الفرق عالية الأداء بوجود مجموعة من العادات تشكل ثقافتها وتحدد طريقة عملها. إن غرس هذه العادات في كل عضو من أعضاء الفريق يساهم على نحو كبير في تحسين أدائه ورفع كفاءته، ما يؤدي بدوره إلى تحقيق أهداف المنظمة ونجاحها على المدى الطويل. تحديد الأهداف ومراجعتها بانتظام لا يمكن لأي فريق أن يعمل بفاعلية دون أهداف واضحة، فعادة ما تضع الفرق عالية الأداء أهدافًا محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنيًا وتراجعها بانتظام؛ لضمان استمرارها على المسار الصحيح. يضمن ذلك أن عمل كل عضو في الفريق يسهم في تحقيق أهداف المنظمة العامة، ما يحفز الموظفين ويحسن الإنتاجية. التواصل الفعال يتواصل أعضاء الفرق عالية الأداء على نحو متكرر وواضح وبناء. يتشاركون المعلومات والتطورات والتحديات بانتظام، ما يقلل من سوء الفهم ويضمن أن الجميع على نفس الصفحة. ويشجعون على تقديم الملاحظات، وهو ما يخلق بيئة من التعلم والتحسين المستمر. عقلية حل المشكلات تواجه جميع الفرق عقبات، لكن الفرق عالية الأداء تتمتع بقدرة مميزة على التغلب عليها، إذ يواجهون التحديات بنظرة إيجابية، ويبتكرون حلولًا إبداعية، ويتعلمون من الأخطاء. ولا تسمح لهم العقبات بإعاقتهم، بل تدفعهم إلى تحسين أساليب عملهم. مشاركة الموارد والمعلومات لا تعمل الفرق عالية الأداء في صوامع مغلقة، بل تتبنى ثقافة الانفتاح والمشاركة. يتبادل أعضاء الفريق المعلومات والموارد بسخاء، سواء فيما بينهم أو مع الإدارات الأخرى. يعزز هذا التعاون روح العمل الجماعي ويحسن كفاءة سير العمل على نحو ملحوظ، كما يحفز تبادل الأفكار والخبرات على الابتكار ويتيح إيجاد حلول إبداعية للتحديات التي تواجهها المنظمة. الثقة بين أعضاء الفريق تشكل الثقة المتبادلة بين أعضاء الفريق ركيزة أساسية لنجاحه؛ حيث يثق أعضاء الفرق عالية الأداء بقدرات بعضهم البعض ويقدرون مهاراتهم وخبراتهم. يقدمون الدعم لبعضهم البعض في الأوقات الصعبة، ويشجعون بعضهم البعض على تحقيق أفضل ما لديهم. تبنى هذه الثقة من خلال التواصل المفتوح والصادق، واحترام الأفراد وتقدير مساهماتهم. التركيز على النتائج لا تكتفي الفرق عالية الأداء بالنشاط العشوائي، بل تركز على تحقيق أهداف محددة، يحددون أهدافًا واضحة وقابلة للقياس، ويضعون خططًا مُحكمة لتحقيقها. كما يقيسون تقدمهم بانتظام ويقيمون فاعلية استراتيجياتهم، عند مواجهة أي عقبات، لا يستسلمون بل يُحللون المشكلات ويجريون التعديلات اللازمة؛ لضمان تحقيق أهدافهم بكفاءة. الاحتفال بالنجاحات تدرك الفرق عالية الأداء أهمية الاحتفال بإنجازاتها؛ حيث يقرون بجهود أعضاء الفريق ويكافئونهم على مساهماتهم. يخلق ذلك جوًا إيجابيًا يحفز الموظفين ويشجعهم على بذل قصارى جهدهم. كما يعزز الشعور بالإنجاز والانتماء للفريق، ويساهم في خلق بيئة عمل محفزة على الإبداع والإنتاجية. في ختام هذا الطرح، نؤكد على أن “أداء فريق العمل” ليس مجرد مفهوم نظري، بل واقع ملموس يمكن تحقيقه من خلال بذل الجهود المخلصة وتطبيق الممارسات الفعّالة. الرابط المختصر :
مشاركة :