حالة ترقب وتفاؤل وإيجابية تتناقل بين السعوديين هذه الأيام، وهم بانتظار الإعلان عن تفاصيل برنامج التحول الوطني الذي تتناقل وسائل الإعلام المختلفة مقتطفات مختلفة ومتنوعة عنه، كلها كانت أشبه بفواتح الشهية. ومع كل معلومة يتم تبادلها عن هذا البرنامج الطموح والمنتظر كان الحديث يتسع بأمل وشغف. السعودية تعيش في عالم متغير، وبالتالي مسألة طبيعية ومتوقعة أن يطالها التغيير المنشود، وبحسب ما تم تداوله حتى الآن في الإعلام عن برنامج التحول الوطني، تبدو ملامحه طموحة وواعدة وجريئة ومميزة. السعودية تتغير في عالم يتغير، ومن حق أبنائها أن يكون لديهم جميعًا رؤية وطنية طموحة فيها أهداف واضحة الملامح وخريطة طريق سوية تسير نحو مستقبل فيه نقلة نوعية حقيقية، فالمشاريع الوطنية الكبرى ذات الرؤية الدقيقة والأهداف البعيدة الأجل ترسم دائمًا طريق المستقبل ببوصلة واضحة الاتجاه. السعوديون باتوا يكوّنون بشكل متدرج فكرة وجود مشروع وطني عملاق مبني على رؤية طويلة الأجل، ويكون جريئًا وطموحًا ومختلفًا ومليئًا بالتحديات. هذه النوعية تحديدًا من الطروحات هي التي تصنع الفرق. وهناك فرق كبير بين من يكون لديه موعد مع التاريخ، أو من يكون لديه موعد مع المستقبل. السعودية بلد حديث في عمره لم يتجاوز المائة عام منذ تأسيسه، وستون في المائة من تركيبته السكانية دون الخامسة والعشرين من العمر، فهو مجتمع شاب يحتاج إلى لغة جديدة يخاطب بها، وتجيب عن كثير من الأسئلة وتزيل من أمامه العقبات وتفتح في طريقه أبواب الفرص. السعوديون لديهم قناعة بأن هناك بيروقراطية تعيق الطموحات، وربما يوجد خوف من التغيير مبالغ فيه أدى إلى رتابة إلى حدّ الملل أثرت على نمط التفكير والتأمل، وبات السعوديون يقارنون أنفسهم بجيران لهم كانوا يسبقونهم في التطوير والتنمية بعشرات من السنين على أقل تقدير، حتى انقلبت الآية. هناك قناعات لدى السعوديين أن لديهم القدرة على تقديم أفكار خلاقة وإبداعية، وهذا يتطلب مواكبة العمل الإداري لهذه الأفكار. أيضًا، هناك كثير من الأصوات التي تنادي بالإقدام على التطوير في البيئة الإدارية في القطاعات كافة. السعوديون لديهم قناعة أن ارتباطهم بالنفط فقط اقتصاديا مسألة انتهى وقتها، والمطلوب أن يواجهوا الواقع الجديد بخطة تخرجهم من الاعتماد على اقتصاد السلعة الواحدة. حالة الترقب والتفاؤل والأمل الموجودة في السعودية بانتظار مشروع التحول الوطني، هي لحظة نادرة في تاريخ الأمم، وهي محطة طال انتظار السعودية لها.
مشاركة :