اغتيال قائد أركان «أحرار الشام» يكشف اختراق المدنيين المبايعين لـ«داعش» سرًا

  • 4/25/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف التفجير الانتحاري الذي استهدف قائد أركان حركة أحرار الشام الإسلامية في محافظة إدلب أمس، حجم الخروقات الأمنية في صفوف قوات المعارضة السورية في شمال سوريا، والتي تتصدرها «خلايا نائمة» تعمل لصالح تنظيم داعش ولصالح النظام السوري، وتستهدف قيادات عسكرية بارزة في المعارضة السورية، كان آخرها مقتل القيادي «أبو حسين بنش». وأكدت مصادر المعارضة السورية مقتل القيادي أبو حسين بنش واسمه الحقيقي «ماجد حسين الصادق قائد أركان حركة أحرار الشام الإسلامية، إلى جانب ثلاثة مقاتلين من الحركة، جراء استهداف انتحاري مقرا للحركة في بلدة بنش في ريف مدينة إدلب». والصادق ضابط منشق عن الجيش السوري، وشغل مناصب عدة في حركة أحرار الشام قبل أن يصبح «رئيس أركانها». وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «شخصا مجهولاً كان يستقل دراجة نارية قام بركنها عند مقر الحركة، ثم اتجه راجلاً نحو تجمع لعدد من مقاتليها وقام بتفجير نفسه بحزام ناسف»، مشيرًا إلى سقوط جرحى بعضهم في حالات خطرة. وقالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن أبو حسين بنش، تعرض للاغتيال في منطقة يوجد فيها 400 مقاتل من أحرار الشام، مما يؤكد أنه هو الشخص المستهدف من التفجير دون غيره. وقال القيادي في «أحرار الشام» محمد الشامي لـ«الشرق الأوسط» إن «شبهات قوية تدل على تورط تنظيم داعش في العملية»، مشيرًا إلى أن أبو حسين الذي يتحدر من مدينة بنش، «تولى في عام 2014 المنصب الأمني العام في الحركة، وبدأ بملاحقة فلول تنظيم داعش، كما أنشأ وحدة الاستخبارات العسكرية في التنظيم». وقال إن القيادي «تعرض لثلاث محاولات اغتيال في وقت سابق منذ عام 2014». وتعاني حركة أحرار الشام وحلفاؤها في إدلب وريفي حلب الشمالي والغربي، منذ أكثر من عام، من عمليات اغتيال وتصفيات تنفذها «داعش» من جهة، وقوات النظام السوري من جهة أخرى، بحسب ما يقول الشامي، مشيرًا إلى أن بصمات «داعش» «واضحة في عمليات اغتيال في معسكر الحميدية، وإدلب، وجسر الشغور». وحركة «أحرار الشام» من أكثر المجموعات المعارضة المعرضة للخرق الأمني من قبل «داعش»، بالنظر إلى أن عناصر في الحركة كانوا من المقربين من التنظيم، قبل طرده من مناطق المعارضة في ريفي إدلب وحلب واللاذقية في وقت مبكر من عام 2015. ومنذ ذلك الوقت، أخذت الحركة على عاتقها مهمة ملاحقة «فلول التنظيم وخلاياه النائمة» في المنطقة، نظرًا إلى أنها تتمتع بحيثية عسكرية واسعة في شمال سوريا. إضافة إلى «داعش»، تتعرض الحركة وحلفاؤها إلى خروق من النظام السوري أيضًا. وقال الشامي إن الاستخبارات العسكرية في «أحرار الشام» ألقت في شهر مارس (آذار) الماضي على خلية تابعة للنظام، تتألف من أربع رجال وامرأة يعملون مدرسين، وكان النظام يزودهم بمعدات وأجهزة لتنفيذ اغتيالات في المنطقة. وأكد أن الحركة ومنذ صيف 2015 «فككت 20 خلية نائمة، 12 منها تابعة لـ(داعش)، و8 تابعة للنظام في ريفي حلب وإدلب، وكانت موكلة بمهمات الاغتيالات». ويشير الشامي إلى أن التكتيك الذي يتبعه النظام هو أن خلاياه تزرع العبوات في مناطق التماس، وعلى تخوم الجبهات، «خلافًا لخلايا (داعش) التي تمارس عمليات الاغتيالات في المناطق الآمنة في داخل المدن والقرى الخاضعة لسيطرة المعارضة». ويؤكد الشامي أن «داعش» «يشكل خطرا على كل الفصائل، لذلك توجهنا لإنشاء مكاتب أمنية واستخبارات عسكرية ورصد وتحري ومراقبة الأشخاص ووضع كاميرات، لتعزيز الإجراءات الأمنية». ويتحدث ناشطون عن «قدرة كبيرة لقوات (داعش) على تنفيذ الاغتيالات في مناطق الشمال الغربي في إدلب وريف حلب، وذلك بعد طرد التنظيم من المنطقة». ويقول مصدر عسكري معارض في الشمال السوري لـ«الشرق الأوسط»، إن خلايا «داعش» النائمة «توجد منذ وقت طويل، ويعمل التنظيم على تأهيلها لتنفيذ تلك العمليات»، لافتًا إلى أن بعض المتورطين والمشتبه بهم «غادروا إلى الرقة، في حين حصل آخرون على الأمان، وأوقفوا نشاطاتهم العسكرية والدعوية والأمنية». وكان تنظيم «لواء داود» من أبرز الفصائل العسكرية التي أعلنت بيعتها لتنظيم داعش، وغادر إلى الرقة في خريف 2014، وبدأ بالقتال في كوباني في أواخر العام نفسه. هذا، وظهرت بعض التنظيمات التي لا تقاتل «داعش»، بذريعة فتوى دينية تحرم قتال المسلمين، وتقاتل إلى جانب قوات المعارضة المعتدلة ضد النظام فقط، أبرزها لواء داود باشا و«غرباء الشام»، و«أحفاد عمر»، وكتيبة «أبو عمارة»، و«جيش الأقصى»، و«جيش محمد»، و«جيش أهل السنة»، فضلاً عن كتائب الشيشانيين والقوقاز. ويقول المصدر إن تلك الألوية «أحجمت عن مبايعة التنظيم لكنها تمانع قتاله». غير أن تلك الألوية لا تشكل خطرًا على الفصائل المعتدلة، علمًا بأنها موجودة في إدلب وريف حلب الشمالي والغربي، لكن الخطر «يمثله المدنيون من المبايعين للتنظيم سرًا، والذين يشكلون الخلايا النائمة التابعة للتنظيم». ويشرح المصدر آليات عمل تلك المجموعات وتجنيدها، حيث إن «داعش» وبعد تسلله إلى مناطق المعارضة، «يفتح أبواب التطوع، عن طريق دورة شرعية وسن التشريعات. وبعدها يخضع المنتسبون لدورات عسكرية تتراوح مدتها بين أسبوع و3 أشهر، يجري خلالها فرز المتدربين بين: خلايا التخريب، القتال المباشر، الانغماسيين، إضافة إلى صناعة وتطوير العبوات والصواريخ، ويخضع المتدربون الذين يظهرون ثقة للتدريب لمدة 3 أشهر». ويضيف المصدر: «الخلية النائمة تتألف عادة من 6 أشخاص قادرين على تنفيذ عمليات لصالحه بسبب الولاء المطلق. هناك قائد المجموعة وأميرها، ويُبايَع على الموت، ويكون اختصاصه التفجير والتلغيم ويساعده شخصان، فيما تتألف المجموعة من خبير بتصنيع كواتم للمسدسات المعدة للاغتيالات». ويقول المصدر إن تلك الخلايا النائمة «عادة ما تصنع عبوات تتراوح أوزانها بين 600 و1500 غرام، تُلصق بالأهداف قبل أن يتم تفجيرها عن بُعد»، لكن بعض العمليات «تتطلب وجود انتحاريين كما في حالة الاغتيال الأخيرة، وذلك يعود إلى التعليمات والقوانين التي يفرضها التنظيم على تلك الخلايا».

مشاركة :