النساء المسنات أكثر عرضة للوفاة بعد جراحات استبدال شرايين القلب مقارنة بالرجال

  • 7/17/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يتسبب تراجع جودة المستشفيات التي تحال إليها المريضات لإجراء جراحة استبدال شرايين القلب، في الولايات المتحدة، في وفاتهن بنسب مرتفعة مقارنة بالرجال. وعرفت الدراسة التي أجريت في جامعة ميتشيجن المستشفيات متدنية الجودة بأنها المستشفيات التي ترتفع فيها معدلات وفاة المرضى خلال شهر من تلقي العلاج. وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية القاتل الرئيسي للنساء. سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن النساء المسنات أكثر عرضة للوفاة بعد إجراء جراحات استبدال شرايين القلب مقارنة بالرجال المسنين، وأرجعت السبب في ذلك إلى تراجع جودة المستشفيات التي تحال إليها المريضات لإجراء الجراحة. وأظهرت الدراسة التي أجريت في جامعة ميتشيغن الأميركية ونشرتها الدورية العلمية “جاما نتورك أوبن” أن فرص إحالة المريضات اللاتي تزيد أعمارهن عن 65 عاما إلى مستشفيات متدنية الجودة في الولايات المتحدة لإجراء جراحات استبدال شرايين القلب تزيد بنسبة 26 في المئة مقارنة بالمرضى الرجال، مع تعريف المستشفيات متدنية الجودة بأنها المستشفيات التي ترتفع فيها معدلات وفاة المرضى خلال شهر من تلقي العلاج. وذكرت الدراسة أن 7 في المئة من المريضات المسنات يفارقن الحياة بعد إجراء جراحات استبدال الشرايين في مستشفيات متدنية الجودة في الولايات المتحدة مقابل 5 في المئة للرجال. وتقول كاثرين واجنر طبيبة الجراحة من جامعة ميتشيغن إنه "على مستوى الولايات المتحدة، تزيد احتمالات وفاة النساء بعد جراحات استبدال شرايين القلب، وكذلك ترتفع احتمالات أن يخضعن لهذه النوعية من الجراحات في مستشفيات متدنية الجودة". وأضافت في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية: “من المعروف أن معدلات وفاة النساء جراء هذه الجراحات أعلى من الرجال”. وتشير هذه النتائج إلى ضرورة إجراء تحسينات في مستويات المستشفيات متدنية الجودة، وتوفير فرص متساوية لإحالة النساء إلى المستشفيات عالية الجودة مثل الرجال، وذلك لتقليل الهوة بين معدلات وفاة الرجال والنساء جراء هذه الجراحات. وشملت الدراسة نحو 450 ألف مريض خضع لجراحة استبدال شرايين خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2020. وتتشابه أمراض القلب والأوعية الدموية بين النساء والرجال، لذا فإن فهم الاختلافات يمكن أن يساعد على الوقاية من الأزمات القلبية أو الحد من آثارها. وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية هي القاتل الرئيسي للنساء، إلا أن المخيلة الجمعية لا تدركها مثلما تفعل مع معاناة الرجال من هذه الأمراض.. وقد يرجع ذلك إلى أن النساء يشهدن تطور أمراض القلب والأوعية الدموية بعد أقرانهن من الرجال بحوالي 10 سنوات. فبينما يتعرض الرجال للأزمة القلبية الأولى في سن 65 عامًا تقريبًا، يبلغ متوسط أعمار إصابة النساء بالأزمات القلبية للمرة الأولى حوالي 71 عامًا. إضافة إلى ذلك، لا تمسي أمراض القلب السبب الرئيسي وراء وفيات النساء إلا بعد سن 85 عامًا. ◙ 7 في المئة من المريضات المسنات يفارقن الحياة بعد إجراء جراحات استبدال الشرايين وتقول الدكتورة سامية مورا، طبيبة أمراض القلب في مستشفى بريغهام للنساء التابع لهارفارد، “أحد المفاهيم الخاطئة بشأن أمراض القلب والأوعية الدموية هو ظن النساء بأنهن سيتوفين فجأة إثر أزمة قلبية أو ذبحة صدرية”. وفي الحقيقة، يستغرق تطور أمراض القلب عقودًا طويلة، وتشير الأدلة الناتجة عن تشريح عدد من الشابات اللائي توفين جراء أسباب أخرى، إلى أن أمراض القلب قد تبدأ في العشرينيات أو الثلاثينيات، كما أنه من المرجح أن تتسبب أمراض القلب بالتأثير على جودة الحياة لفترة طويلة، مقارنة باحتمالية تسببها في وفاة مفاجئة. وفي فبراير عام 2016، أصدرت جمعية القلب الأميركية تقريرًا طبيًا حول إصابة النساء بأمراض القلب، تتويجًا لشهور من البحث والتحليل على أيدي فريق من الخبراء. احتوى التقرير على عدد لا يُحصى من الاختلافات، بعضها خفي، والآخر أكثر وضوحًا. وتتشارك النساء مع الرجال في عوامل الخطر الشائعة لمرض التروية القلبية، بما في ذلك ارتفاع مستوى الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم والتدخين وسوء التغذية، والكسل، والوزن الزائد “خاصة في المنتصف” ومرض السكر والاكتئاب. ويمثل التدخين ومرض السكر عاملي خطر على النساء من كل الأعمار، بينما يبدو أثر العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب واضحًا لدى النساء الأكبر عمرًا. ويحمل “ارتفاع مستوى الكوليسترول” لدى النساء معنى مختلفًا، إذ يمثل انخفاض البروتين الدهني عالي الكثافة (إتش دي إل) أو الكوليسترول النافع وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية عاملًا أكثر خطورة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (إل دي إل) أو ما يُعرف بالكوليسترول الضار. ويمكن للرجال والنساء على حدٍ سواء التعرض للذبحات الصدرية، ألم الصدر الساحق الذي يُعد العلامة الكلاسيكية لأمراض القلب. إلا أن النساء أكثر عرضة للمعاناة من أعراض أقل دراماتيكية مثل الإرهاق والضيق العام أو ضيق التنفس أثناء التعرض للضغط أو خلال الأنشطة اليومية المعتادة. كما أن النساء أكثر عرضة أيضًا لأعراض الأزمات القلبية الأقل شيوعًا، مثل التعب والغثيان والدوار والخفقان وآلام الفك والكتف والذراع والظهر أو المعدة. ويعتقد البعض أن أمراض القلب تمثل مشكلة أكبر بالنسبة للرجال. ومع ذلك، فهي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة لكل من النساء والرجال في الولايات المتحدة. ونظرًا لأن بعض أعراض أمراض القلب لدى النساء قد تختلف عن الأعراض لدى الرجال، فقد لا تستطيع النساء تحديد المشكلة التي ينبغي الكشف عنها. وأكثر الأعراض التي تصيب النساء في النوبات القلبية شيوعًا هي نفس أعراض الرجال، نوع من ألم الصدر أو الضغط أو الانزعاج الذي يستمر أكثر من بضع دقائق أو يأتي ويذهب. ولكن لا يكون ألم الصدر شديدًا في كل الأحوال، بل ولا يكون أكثر الأعراض شيوعًا، خاصة عند النساء. وغالبًا ما تصف النساء النوبة القلبية بأنها ضغط أو ضيق. ومن الممكن أن تحدث الإصابة بنوبة قلبية دون ألم في الصدر. والنساء أكثر عرضةً من الرجال لأعراض النوبات القلبية غير المرتبطة بآلام صدرية، وتشمل تلك الأعراض: ● الشعور بالانزعاج في الرقبة أو الفك أو الكتف أو أعلى الظهر أو البطن. ● ضيق النفس. ● تورم في أحد الذراعين أو كليهما. ● الغثيان أو القيء. ● التعرُّق. ● الدوار أو الدوخة. ● الإرهاق غير المعتاد. ● حرقة المعدة (عُسر الهضم). وقد تكون هذه الأعراض مبهمة وغير ملحوظة بالقدر الذي تُلاحظ به آلام الصدر الساحقة المرتبطة غالبًا بالنوبات القلبية. وقد يرجع هذا الأمر إلى انتشار الانسدادات لدى السيدات، ليس في الشرايين الرئيسية فحسب، ولكن أيضًا في الشرايين الأصغر التي تغذي القلب بالدم، وهي حالة تُعرف بمرض القلب في الأوعية الدموية الصغيرة أو مرض الأوعية الدموية الصغيرة التاجية.

مشاركة :