رصد تقرير إعلامي أفظع المشاهد التي عاشها قطاع غزة خلال محاولة إسرائيل اغتيال القائد العسكري لحماس محمد الضيف، وقال إن الاحتلال حول سوقا شعبيا إلى مسلخ بشري، بعدما ضرب بقوة ساحقة مستخدما 8 قنابل وزن 2000 رطل، حين كشفت معلومات استخباراتية عن مكان تواجده في مجمع بجنوب قطاع غزة. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، بأن قوة انفجار الذخائر الموجهة بدقة حولت الهدف إلى حفرة مشتعلة، وقتل العشرات من الفلسطينيين وجرح المئات في المنطقة المحيطة بالمجمع الذي كان مكانا لسوق ومصدرا للمياه ومطبخا للحساء يطعم النازحين المدنيين، بحسب السلطات الفلسطينية. حزام ناري وصف محمود أبوعمر الذي قال إنه كان يقف على مسافة 100 ياردة، المشهد على أنه حزام ناري، وأضاف «رأيت أشخاصا يسقطون أمامي». وتحدث آخرون عن تساقط وابل من الشظايا. وقالت إسرائيل إنها هاجمت مجمعا مسيجا، تستخدمه حماس ومسلحون، وإنها اتخذت احتياطات كي تحد من الإصابات بين المدنيين، واعترفت بأن المنطقة كانت محاطة بمدنيين، لكنها أضافت أن المسؤولية عن مقتل المدنيين تقع على عاتق الضيف ومقاتليه، الذين يسعون إلى الاختباء بينهم. وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل قائد كتائب خان يونس في حماس رافع سلامة في الضربة، ولا يزال المسؤولون يقيمون ما إذا كان الضيف قد قتل. وأوضح مسؤول عسكري أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تراقب المجمع، لأن سلامة يستخدمه، وأن الضربة تقررت في ساعتها، عندما أشارت معلومات استخباراتية إلى أن الضيف موجود هناك. الضيف لماذا؟ لعب الضيف دورا رئيسيا في هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل، والتي أدت إلى مقتل 1200 شخص، بحسب ما يقول مسؤولون إسرائيليون، ورفع الجيش الخطة بالتسلسل إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحملت مقاتلات إف-35 بقنابل ثقيلة. وعلق الرئيس الأمريكي جو بايدن تسليم إسرائيل شحنة من قنابل وزن 2000 رطل في الربيع، مجادلا بأن من غير المناسب استخدامها في مناطق ذات كثافة سكانية، وبدأت الإدارة الأمريكية أخيرا شحن قنابل وزن 500 رطل قد علق تسليمها. وقالت حماس إن الضيف لم يقتل في الهجوم، وأكدت أنه لم يكن الهدف، مشيرة إلى أن إسرائيل تستخدم مثل هذه الأعذار لتبرير قتلها عشرات المدنيين. وأشار الطبيب بهاء أبوركبة، الذي يعيش في مخيم المواصي قرب المجمع، إلى أنه سمع صفيرا غير عادي يصم الآذان، واعتقد أنه صاروخ يخترق الأجواء. مسلخ بشري أوضح أنه بدأ يصور بكاميرا هاتفه بينما الذخائر تنفجر، تتلوها انفجارات متتابعة، وانهمرت القذائف على المنطقة بينما ملأ الدخان الهواء. وهرع أبوركبة وصديق له إلى المكان لتقديم الإسعافات الأولية وتفقد العائلة. ويضيف «وجدنا المكان مثل مسلخ»، وأشار إلى أن عائلة صديقه أصيبت، لكنها بقيت على قيد الحياة بأعجوبة في حقيقة الأمر. وقال مدير وكالة الأونروا في غزة سكوت أندرسون، إنه زار مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، ورأى مصابين ممددين على الأرض بسبب عدم وجود أماكن، فضلا عن أطفال جرحى بينهم من كان مبتور الأعضاء بينما هناك نقص في التجهيزات. وأردف في رسالة من المستشفى «رأيت مشهدا من أفظع المشاهد في غزة منذ 9 أشهر». حفر هائلة وحددت إسرائيل المنطقة الأوسع كمنطقة إنسانية، وأبلغت المدنيين بالتوجه إليها خلال أوامر إجلاء سابقة. وخلفت الانفجارات حفرا هائلة، حيث كان المجمع يقع وسط منطقة غابات، وقال ويس بريانت، الخبير البارز المتقاعد من سلاح الجو الإسرائيلي، إن الفيديوهات من المنطقة تشير إلى استخدام عدد من القنابل وزن 2000 رطل. وأشار إلى أنه ليس مستغربا استهداف شخصية بارزة بقنبلتين في المكان الواحد. وأضاف أن سلاح الجو الإسرائيلي عمد إلى ضرب أهداف عدة في المنطقة داخل المجمع، للتأكد من أن المنطقة بكاملها قد دمرت، وأن المستهدفين قد قتلوا. وبحست نائب قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي، الذي عمل على اغتيالات سابقة، فإن الخبراء في سلاح الجو بدؤوا سريعا بالعمل على خطة تتضمن كيفية قتل الرجلين بكل الوسائل الأكثر قوة ودقة. ضحايا غزة حتى أمس: 89,364 جريحا 14,530 مفقودا 38,794 شهيدا
مشاركة :