تواجه محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن للبقاء في البيت الأبيض المزيد من العوائق والاضطرابات، أما خصمه دونالد ترامب فقد أحكم قبضته على الحزب الجمهوري، وأصبح أول مرشح يزكيه لخوض انتخابات الرئاسة 3 مرات متتالية. مع تعليق حملته الانتخابية، بسبب إصابته بفيروس كورونا، لم تهدأ العاصفة الديموقراطية الداعية إلى انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق للبيت الأبيض، مما جعله «أكثر تقبلاً» لسماع مناشدات التنحي، في حين واصل منافسه دونالد ترامب فرض «سيطرة كاملة» على الحزب الجمهوري. وأعلن البيت الأبيض أن بايدن أصيب بفيروس كورونا، وأنه «تلقى اللقاح بالكامل، وسيواصل ممارسة واجباته بالكامل» أثناء فترة الحجر بمنزله، مما يعني تعليق مشاركته في الحملة الانتخابية، حيث ألغى خطاباً كان مقرراً في نيفادا، وهي ولاية متأرجحة يتقاسم فيها الديموقراطيون والجمهوريون فرص الفوز. وأكد بايدن أنه «بخير»، لكن هذا الإعلان يؤجج الدعوات إلى انسحابه من السباق الرئاسي، بعد أن هدأت هذه العاصفة الديموقراطية إبان تعرّض منافسه الجمهوري دونالد ترامب لمحاولة اغتيال السبت الماضي. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، التي لا تزال تتمتع بنفوذ كبير، قالت لبايدن مؤخراً إنه قد «يقضي على حظوظ الديموقراطيين في الفوز» بالانتخابات، فيما تحدث زعيم الديموقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية الديموقراطية بمجلس النواب حكيم جيفريز مع بايدن، وعبّرا عن «مخاوف من احتمال أن يحرمهم من الأغلبية» إذا لم ينسحب من الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل. كما دعا المسؤول الكبير بالحزب الديموقراطي والنائب عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف إلى انسحاب بايدن، وإفساح المجال لمرشح آخر، غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس شدد على أن الرئيس «أبلغ المسؤولين بأنه هو مرشح الحزب الديموقراطي» وأنه يعتزم «الفوز». ولم يعط بايدن أي إشارة إلى أنه يغيّر رأيه بشأن البقاء في السباق، لكنه بات حالياً «أكثر تقبلاً» لسماع مناشدات التنحي، حسبما نقلت «نيويورك تايمز» عن ديموقراطيين اطلعوا على محادثاته مع شومر وجيفريز، حيث كان على استعداد للاستماع إلى بيانات استطلاعية جديدة ومثيرة للقلق، وطرح أسئلة حول كيفية فوز نائبة الرئيس كامالا هاريس، وهي أبرز المرشحين لتعويضه إذا قرر الانسحاب. وقال أحد مستشاري بايدن، رفض الكشف عن هويته، إنه سيكون من الخطأ وصف بايدن بأنه متقبل لفكرة الانسحاب، لكنه «مستعد للاستماع»، بعد أن نجح شومر وجيفريز في إقناع مسؤولي الحزب بتأجيل بدء ترشيح بايدن لمدة أسبوع، مما أدى إلى إطالة أمد الجدل حول جدوى ترشيحه. وأضاف أن هذا القرار استند إلى حقائق ثابتة و3 أمور مهمة: الاقتراع، والتبرعات والولايات المتأرجحة، وكلها لا تتجه في الاتجاه الصحيح بالنسبة لبايدن، الذي مدد برنامج الإعفاء من القروض الطلابية بعد إلغاء قروض 35 ألف أميركي إضافي. سيطرة ترامب في هذه الأثناء، واصل ترامب فرض «سيطرة كاملة» على الحزب الجمهوري، بينما يستعد لإلقاء أول خطاب له منذ نجاته من محاولة اغتيال في بنسلفانيا السبت الماضي، وفق ما وصفت صحيفة وول ستريت جورنال، مشيرة إلى أنه أسكت معظم منتقديه داخل الحزب في المؤتمر الوطني بميلووكي، حيث رفعه الجمهوريون إلى مرتبة البطل. وقبل ترامب رسمياً ترشيح حزبه للمرة الثالثة على التوالي، في خطوة غير مسبوقة، حيث لم يحاول أي رئيس سابق في العصر الحديث العودة من خسارة إعادة الانتخابات. وأكدت الصحيفة أن إدانة ترامب في أواخر مايو الماضي في قضية الأموال السرية أعطته دفعة لجمع التبرعات، وحصدت حملته ما يقرب من 53 مليون دولار في أول 24 ساعة. وفي يونيو الماضي، جمع ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري 331 مليون دولار، متجاوزاً الـ264 مليوناً التي جمعها بايدن والحزب الديموقراطي. كما أدى أداء بايدن الكارثي في أول مناظرة مباشرة مع ترامب إلى جعل العديد من الجمهوريين يشعرون بالثقة بشأن عودة مرشحهم إلى البيت الأبيض، فيما جعلته محاولة الاغتيال «بطلاً» في نظر الكثيرين بحزبه. وأظهر مؤتمر الحزب الجمهوري وحدة في صفوف الجمهوريين في مشهد يتناقض مع الانقسامات التي تعصف بالحزب الديموقراطي، إذ قدّم منافسون بارزون لترامب على ترشيح الحزب تأييداً قوياً لموقفه، على الرغم من انتقادهم له في السابق، ومن بينهم نيكي هيلي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، وكذلك حاكم فلوريدا رون دي سانتيس. أما السيناتور جيه. دي فانس، الذي اختاره ترامب ليخوض معه السباق على بطاقة نائب الرئيس، فقد تقبّل ما يمثله ترامب من مزيج سياسي يعبّر عن الشعبوية المحافظة والسياسة الخارجية التي تميل للانعزال، مما يجعله في موقع قوي ليكون القائد المستقبلي لحركة ماغا، اختصاراً للأحرف الأولى من حملة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى». وبالنسبة لخصوم ترامب السياسيين، فإن سيطرته على الحزب الجمهوري تنذر بفترة سياسية أكثر قتامة، يفي فيها بوعوده بتوسيع صلاحيات منصب الرئاسة، والانتقام من أعدائه، وتهديد المؤسسات الديموقراطية القائمة منذ زمن طويل. من جهته، أكد إيريك ترامب، نجل المرشح الجمهوري، أن «العالم كله يفتقد القوة التي كانت عليها أميركا»، مشدداً على أن العلاقات بين دول الخليج العربي والولايات المتحدة كانت «مذهلة» خلال فترة رئاسة والده. وقال إيريك لـ «العربية»، على هامش المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، «كنت في الخليج للتو... كما تعلمون، أقضي الكثير من الوقت في كل هذه البلدان وأذهب إلى هناك... وكانوا يحبون والدي»، مضيفاً أن «العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة كانت مذهلة في عهد دونالد ترامب، ولم تعد لدينا علاقة في عهد الرئيس الحالي. ليست لديه الطاقة، وليس محبوباً، وليست لديه القوة والثبات».
مشاركة :