رسوم متحركة تروي معاناة الكوريين الشماليين

  • 8/30/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يشعر برغبة كبيرة في رواية ذكرياته على غرار غيره من الكوريين الشماليين الهاربين من بلدهم الأكثر انغلاقاً في العالم والمحكوم بالحديد والنار، لكنه لا ينشر مذكراته مكتوبة بل يصورها في رسوم متحركة يبثها عبر الانترنت. يعتمد شوي على موهبته في الرسم، أما الوصول الى أكبر عدد من المشاهدين فهو متاح عبر شبكة الانترنت. وهكذا تمكن من مخاطبة كثيرين عن المعاناة التي عاشها في بلده، ومعاناة الاندماج في المجتمع الجديد في كوريا الجنوبية. عمل شوي (36 سنة) رساماً في مشاريع إنتاج رسوم متحركة في كوريا الشمالية 8 سنوات، قبل أن ينتقل الى الشطر الجنوبي العام 2010، وهو ينشر منذ أيار (مايو) حلقة أسبوعية من برنامج «ويب تون» عبر منصة «نافر» الواسعة الانتشار في كوريا الجنوبية. ويصل عدد متابعيه الى عشرين ألفاً أسبوعياً. تدور هذه الرسوم المتحركة حول قصة لاجئ كوري شمالي في العشرين من العمر اسمه يونغ-شول، يحاول الاندماج في المجتمع الجنوبي، في مهمة لا تخلو من المصاعب التي يعبر عنها الرسام بأسلوب ساخر. فالآتون من كوريا الشمالية يعيشون معاناة كبيرة، قبل أن يتمكنوا من الانخراط في المجتمع الجديد وثقافته المختلفة، وذلك بعد أن تنتهي أشهر طويلة من التحقيق معهم في سيول للتثبت من أنهم ليسوا جواسيس لنظام بيونغ يانغ. وتصور الحلقات الصدمات الثقافية للاجئين، ففي مركز الاستجواب ينتظر اللاجئ الشاب التحقيق معه متوقعاً أن يصادف شتى أنواع التعذيب، كما هي الحال في الشمال، قبل أن تصيبه الدهشة حين يأتي دوره ويجلس مع المحققين ويقدموا له فنجان قهوة. يتطرق شوي إلى النقاط التي تجمع الكوريين على جانبي الحدود، وإلى عوامل الاختلاف أيضاً. ويقول: «لا أريد أن أحكم ما الأفضل وما الأسوأ، أريد فقط أن أظهر أننا مختلفون وأيضاً متشابهون». بدأ شوي نشر رسومه في مجلة شهرية تطبع في سيول، لكنه لم يبلغ الجمهور العريض كما كان يأمل. ويقول بارك شانغ- جاي مؤسس دار «كوريورا» الناشرة للمجلة: «كان الجمهور محدوداً»، لذا شجع الرسام على النشر عبر الانترنت من دون حدود. وإضافة الى مشروع الرسوم المتحركة، يعمل شوي منذ سنتين في برنامج يبث عبر موقع «يوتيوب» مخصص للكوريين الشماليين الهاربين من نظام بلدهم. وفي كل حلقة، يستخدم شوي موهبته ليصور مشهداً من مشاهد الحياة اليومية في كوريا الشمالية، ثم يناقش الأمر مع لاجئ آخر. وعمل شوي في أحد أكبر استوديوات الرسوم المتحركة في كوريا الشمالية وكان يحصل على كثير من «اللحم والسكر» إضافة الى راتبه، مكافأة على عمله، لكنه أصيب بصدمة حين أدرك أن الأجانب العاملين معه يتقاضون مبالغ أكبر بكثير، ما دفعه الى الاستقالة. ثم جنى مالاً وفيراً من بيع الأقراص المدمجة المقرصنة، الى أن أوقفته السلطات. وإذا كان ممارسو هذا النشاط يواجهون عقوبات قاسية في كوريا الشمالية، فإن شوي أفلت من ذلك لأن عدداً من زبائنه كانوا من النافذين في السلطة.

مشاركة :