قال خبراء ومديرو هيئات سياحية حكومية إن المنتجات السياحية المختلفة التي تقدمها إمارات الدولة تسهم في جعلها وجهة سياحية عالمية متكاملة، موضحين أن المنتج السياحي الذي تقدمه دبي يختلف عن ذلك الذي تقدمه أبوظبي، والأمر نفسه في الشارقة ورأس الخيمة وبقية إمارات الدولة. وأعربوا عن ثقتهم بقدرة الإمارات على أن تصبح الوجهة السياحية الأولى على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم بشكل عام، وذلك لما تملكه من مقومات مميزة وعناصر جذب، وأكدوا أن الدولة ماضية في خططها بتعزيز القطاع السياحي وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي خصوصاً في ظل خططها الرامية لتخفيض الاعتماد على النفط. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمعرض سوق السفر العربي والتي حملت عنوان مستقبل الإمارات كمركز سياحي عالمي، حيث ناقشت الجلسة الرؤية الكبيرة لدولة الإمارات كواحدة من المراكز السياحية الرائدة في العالم، وكيف سترتقي خلال العقد المقبل وما بعده. مجلس السياحة العالمي وأكد جيرالد لوليس، رئيس مجلس السياحة والسفر العالمي، مدير السياحة في دبي القابضة والرئيس الفخري لمجموعة جميرا، أن دولة الإمارات تحولت من محطة صحراوية إلى وجهة سياحية بامتياز يزورها الملايين من السياح من مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن المقومات التي تملكها دولة الإمارات تعتبر الأفضل إقليمياً، أولها البنية التحتية الهائلة التي تمتلكها الدولة، زيادة عن البنية اللوجستية، حيث تملك الإمارات المطار الأكثر ازدحاماً في العالم والمتمثل في مطار دبي، بالإضافة إلى مطارات أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة . كما تملك عنصراً أصبح مهماً في الآونة الأخيرة، وهو الأمن والأمان، حيث أصبح المسافر يحرص على أن تكون وجهته المقبلة آمنة ومستقرة، ولن تجد دولة في العالم أكثر أماناً من الإمارات. وأضاف لوليس أن صناعة السياحة والسفر في الإمارات لابد أن تحافظ على نسقها المتصاعد، وذلك بخلق منتج سياحي متنوع ومختلف، بعيداً عن التقليدي، حيث إن السائح الذي يقدم إلى الإمارات يجب أن يجد في دبي ما لا يجده في أبوظبي، ويرى في الشارقة ما لا يستطيع رؤيته في رأس الخيمة، مشيراً إلى أن الجهات المسؤولة يجب أن تستمر بطريقة توفر للسائحين والزائرين تجارب مثيرة غنية سواء من الناحية الثقافية والبيئية والسياحة العلاجية والرياضية. دبي من جانبه قال عصام كاظم الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، إن النموذج السياحي الذي قدمته دبي ودولة الإمارات بشكل عام خلال السنوات القليلة السابقة، دليل على ما تستطيع هذه الدولة القيام به في المستقبل، وأضاف أن دبي تعمل على تعزيز منتجها السياحي من خلال التركيز على قطاعات مختلفة منها قطاع سياحة الأعمال التي تقدر حصتها بنحو 20 % من مجلس سياح دبي. كما تعمل على زيادة عدد فنادقها من الفئات المتوسطة. الشارقة قال خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، إن الهيئة تحرص على الارتقاء بمنتج الإمارة السياحي وتحقيق مكانة مرموقة على خريطة السياحة الإقليمية والعالمية، وانسجاماً مع توجه الدولة في عام 2015، وأضاف أن ما تقدمه الشارقة يختلف عما تقدمه باقي إمارات الدولة، حيث يستطيع السائح التعرف على المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية بالإضافة إلى السياحة البحرية في خورفكان، والسياحة العائلية. وأشار إلى أن الشارقة لا تحاول التنافس مع دبي أو نسخ نموذجها السياحي، بل بالعكس نعمل على أن يكون المنتج السياحي الذي نقدمه في الشارقة مكملاً لما تقدمه دبي أو أبوظبي أو باقي إمارات الدولة. ورداً على سؤال طرحه أحد الجمهور حول ضرورة الحصول على رخصة عمل منفردة للشركات السياحية قال المدفع للإمارات خصوصية معينة، فلو حصلت على رخصة سياحية للعمل في أبوظبي لن تستطيع بتلك الرخصة العمل في الشارقة أو دبي، لكل إمارة قوانينها الخاصة في القطاع السياحي، ولذلك نجد أن الرخص السياحية يجب أن تصدر من كل إمارة على حدة. وأوضح المدفع أن إمارة الشارقة تعمل على زيادة مخزونها من الفنادق المتوسطة والاقتصادية من خلال تشجيع الاستثمار في هذا القطاع، مشيراً إلى أن أرقام 2015 والربع الأول من العام الجاري أكدت أن أداء الفنادق المتوسطة تفوق على أداء الفنادق الفاخرة. أبوظبي ويوافق سلطان مطوع الظاهري المدير التنفيذي بالإنابة للسياحة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على الرأي السابق، حيث إنه لا أحد يتنافس مع أحد في الإمارات، وإن الجميع مشارك في خطط الدولة للارتقاء بأداء قطاعها السياحي، وقال نحاول أن نقدم تجربة مختلفة عن تلك التي تقدمها دبي، ولن نضع خططاً مبنية على ما حققته دبي. نستفيد من الزخم الذي تشهده سياحة دبي كما تستفيد هذه الأخيرة من الزخم السياحي في أبوظبي. جميعاً نمثل دولة الإمارات ونحاول أن نجعل السائح يزور جميع إمارات الدولة. وأضاف أن أبوظبي ركزت على سياحة الأعمال والسياحة العائلية، لكن أيضاً سياحة الترفيه من خلال عالم فيراري وياس ووتروورلد والمشاريع التي أطلقناها في هذا القطاع، كما نعزز سياحتنا الثقافية من خلال جذبنا لـ3 من أهم متاحف العالم أهمها متحف اللوفر أبوظبي. دون أن ننسى أهمية السياحة الرياضية من خلال حلبة ياس للفورمولا ون وبقية المسابقات التي ننظمها. وأشار الــــظاهري إلى أن أبوظبي حققت 10 % نمواً في عدد سياحها خلال الربع الأول، كما أنها تخطط لإضافة 10 آلاف غرفة فندقية خلال السنوات الأربع المقبلة ليصبح العـــدد 40 ألفاً بحلول 2019. رأس الخيمة وقال هيثم مطر الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير السياحة في رأس الخيمة، إن هذه الأخيرة تملك أعلى الجبال على صعيد الدولة كما تملك العديد من المرافق البحرية المميزة، مما يجعلها القبلة السياحية الطبيعية الأولى محلياً، وأضاف أن المنتج السياحي في الدولة يسير نحو التكامل لا التنافس. وبذلك يستفيد الجميع. وأضاف أنه من المتوقع أن يبلغ عدد السياح في الإمارة 850 ألف سائح نهاية العام الجاري، بزيادة نحو 100 ألف سائح عن 2015، مشيراً إلى أن لدى رأس الخيمة إمكانات سياحية كبيرة تؤهلها لتحقيق نمو ثابت في القطاع السياحي خلال السنوات المقبلة، وأنها تستهدف الوصول إلى مليون سائح في حلول عام 2018. وأضاف أن نسبة الإشغال في الفنادق ارتفعت بنسبة 62% في يناير الماضي بزيادة قدرها 23% مقارنة مع يناير 2015، مشيراً إلى أن الدول التي جاءت في الـــمرتبة الأولى في عدد السياح الزائرين منـــها بريطانيا، روسيا، والهند، كما زاد عدد السياح الخليجيين بنسبة 25% في يناير من العام الجاري مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. طيران الإمارات من جانبه أكد تييري انتنوري نائب الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والرئيس التجاري لطيران الإمارات، أن شركات الطيران المحلية ومطارات الدولة تلعب دوراً محورياً وكبيراً في تعزيز القطاع السياحي في الدولة، حيث إنها تربطها ببقية دول العالم. وأضاف أن المستقبل زاهر بالنسبة لدولة الإمارات لما تملكه من مقومات أهمها موقعها الجغرافي الذي يربطها بـ75 % من سكان العالم في رحلة جوية مباشرة أقل من 8 ساعات. وأضاف أن طيران الإمارات تملك اليوم 52 مليون مسافراً على رحلاتها وأسطولاً هو الأكبر في الطائرات الكبيرة عالمياً، كما تملك طلبيات مؤكدة بأكثر من 112 طائرة للانضمام إلى أسطولها خلال السنوات الخمس المقبلة، كما أنفقت المجموعة أكثر من 22 مليار درهم في تسويق وجهة دبي والإمارات خلال السنوات العشرين الماضية.
مشاركة :