غير مكتفية بالأرض.. إسرائيل تسرق المطبخ الفلسطيني

  • 7/21/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة كينغستون البريطانية رونالد رانتا للأناضول: - هناك تشابه بين احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واستيلائها على الثقافة الفلسطينية - إعادة تسويق الأطباق الفلسطينية باسم إسرائيلي يُنظر إليه كجزء من نهج أوسع ينكر حقوق الفلسطينيين ووجودهم - تصدير المطبخ والمعرفة الطهوية الفلسطينية أصبح أكثر صعوبة بسبب التحديات الناجمة عن الاحتلال حذر أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كينغستون البريطانية، رونالد رانتا، من مساعي تل أبيب لـ"أسرلة" و"سرقة" المطبخ الفلسطيني، لافتا إلى أن الفلسطينيين يعتبرون ذلك "جزءا من مخطط إسرائيلي لمحو ذاكرتهم وهويتهم الثقافية". وفي حوار مع الأناضول، اعتبر رانتا - وهو مؤلف كتاب "الغذاء والهوية الوطنية" - أن "هناك تشابها بين احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واستيلائها على الثقافة الفلسطينية". وبينما تُقدم إسرائيل أطباق المطبخ الفلسطيني للرأي العام العالمي كجزء من تاريخها وثقافتها، وفق رانت، يقول الفلسطينيون إن هذه الأطباق تعود لهم، وأن إسرائيل تسعى إلى سرقة ثقافتهم الغذائية كما سرقت أرضهم. ** إنكار إسرائيلي الكاتب والأكاديمي البريطاني رانتا أشار في حديثه إلى أن "إسرائيل لا تظهر رغبة في قبول المأكولات الفلسطينية". وأوضح في هذا الصدد أن الناس عندما يعيشون سويا فإنه عادة ما يحدث تبادل ثقافي فيما بينهم، ويشمل ذلك تبني أطباق الطعام وتكييفها بما يتناسب مع أذواقهم. واستدرك قائلا: "لكن المثير في الأمر فيما يتعلق بالإسرائيليين والفلسطينيين على وجه التحديد، هو نقص الاعتراف بالمأكولات التي يتم تبنيها وتكييفها؛ فهناك إحجام من الجانب الإسرائيلي في كثير من الأحيان عن الاعتراف علنا بتبني أطباق من المطبخ الفلسطيني". ولفت إلى أن "الثقافة الغذائية الإسرائيلية تتأثر بالعديد من الثقافات مثل العربية والفلسطينية والعثمانية والشرق أوسطية واليهودية والأوروبية، وأن الثقافة الفلسطينية هي واحدة من هذه المؤثرات". وحول سبب عدم اعتراف إسرائيل بتبني الطعام الفلسطيني، قال رانتا إن الأمر يتعلق بـ"مسألة الصراع والاحتلال". وأوضح أن "قبول الطعام الفلسطيني أو الاعتراف به أو النفوذ الفلسطيني في الغذاء يعني قبول الشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية والدولة الفلسطينية المستقبلية؛ ولهذا السبب يصعب على الكثير من الإسرائيليين قول ذلك". ** "أسرلة" المطبخ الفلسطيني وذكر رانتا أن الفلسطينيين ينظرون لقضية "أسرلة" (جعلها إسرائيلية) المطبخ الفلسطيني على أنها "محو لهويتهم الثقافية وذاكرتهم". وأعرب عن اعتقاده بأن القضية الحقيقية بالنسبة لمنتجي الأغذية الفلسطينيين "ليست تبني الغذاء الفلسطيني وتكييفه بل الاحتلال نفسه". وأشار إلى إعادة تسويق الأطباق الفلسطينية باسم إسرائيلي، معتبرا أن ذلك "يُنظر إليه من قبل كثيرين على أنه جزء من نهج أوسع ينكر حقوق الفلسطينيين ووجودهم". مع ذلك، يرى رانتا أن تأثير المطبخ العربي على المطبخ الإسرائيلي بدأ في الآونة الأخيرة يُقبل بشكل متزايد في الإعلام وعالم الطهي بإسرائيل. وأشار في هذا الصدد إلى وجود بعض الطهاة الإسرائيليين الذين يتحدثون بصراحة عن هذا الأمر، لكنه غير متأكد من مدى تغلغل هذه الظاهرة في المجتمع. واعتبر أن الرغبة في قبول المطبخ العربي "تتماشى مع رغبة إسرائيل في تصوير نفسها على أنها مجتمع متنوع وشامل". لكن رانتا أكد على أنه لا يزال هناك عزوف في الأوساط الإسرائيلية عن تسمية المأكولات الفلسطينية بأنها فلسطينية. وأوضح قائلا: "في السنوات الأخيرة، هناك من يعلن صراحة في إسرائيل أن بعض المنتجات الغذائية هي منتجات عربية، لكن على سبيل المثال يسمون الحمص بالحمص العربي متجنبين تسميته بالفلسطيني". ** تضرر منتجي الأغذية الفلسطينيين وعن التأثير الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي على منتجي الأغذية وأصحاب المطاعم الفلسطينيين، أوضح رانتا أن الاحتلال له تأثير أوسع من مجرد الطعام، حيث يؤثر على الثقافة الفلسطينية بشكل عام. ولفت إلى أن تصدير المطبخ والمعرفة الطهوية الفلسطينية أصبح أكثر صعوبة بسبب التحديات الناجمة عن الاحتلال. ورغم التحديات، إلا أن الطهاة الفلسطينيين ما زالوا يفتتحون مطاعم والمؤلفون الفلسطينيون يناقشون بصراحة قضية الاستيلاء على المطبخ الفلسطيني. وأعرب رانتا عن اعتقاده بأن التعريف والمناقشة المفتوحة حول هذه القضية قد تكون طريقة لتقريب الناس حولها، رغم أنه يعترف بأن هذا أمر صعب التحقيق. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :