أكد القنصل التونسي في جدة فتحي النفاتي أن المملكة كانت من أوائل الدول التي استثمرت في تونس، وحرصت تونس من جهتها على وضع التدابير الكفيلة برفع نسبة الاستثمارات السعودية، ودعم الشراكة بين البلدين، وشهدت العلاقات دفعا نوعيا تجسد خاصة عقب زيارة الرئيس الباجي قائد السبسي في أكتوبر الماضي، وما ترتب على هذه الزيارة خير دليل على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والرغبة المشتركة في توطيدها خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية. وقال عقب توقيع اتفاقية تعاون وشراكة لتيسير حركة الاستثمارات السعودية في جهة الوسط بتونس مع غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة: إن الاتفاقية بين غرفتي مكة المكرمة والوسط التونسية خير دليل على الحرص على توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين. من جهته، أكد ماهر جمال رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة، في كلمته خلال مراسم حفل التوقيع، أن العلاقات السعودية التونسية تعتبر نموذجا لتطور علاقات الإخاء والتعاون في المحيط العربي والإسلامي والدولي، إذ يميزها الثبات والعراقة منذ بدايتها في العام 1951 على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وزعيم الحركة الوطنية التونسية المرحوم الحبيب بورقيبة. وقال: إن العام 1966م شهد توقيع أول اتفاقية صداقة وتعاون بين البلدين الشقيقين، وفي نفس السنة استقبلت تونس، الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي زارها ثانية سنة 1973م. وأبان جمال أن العلاقات الثنائية تطورت بتصاعد راسخ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، لتصل قيمة الاستثمارات لنحو 277 مليون دولار، وفرت 6215 فرصة عمل تقريبا، وبلغت قيمة المشروعات التنموية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية 500 مليون دولار، كما وافق الصندوق على تقديم قرض لتونس بقيمة 129 مليون دولار، لتمويل مشروعات إنتاج كهربائي، فضلا عن فرص التبادل التجاري في مختلف القطاعات الإنتاجية بين البلدين. وقدم الوفد نبذة عن جهة الوسط التي تعتبر منطقة ثقافية اقتصادية سياحية زراعية، ذات اقتصاد متنوع، وتحتكم على نحو عشرين مليون شجرة زيتون، واحتلت تونس العام الماضي قائمة الدول المصدرة لزيت الزيتون على النطاق العالمي، وكذلك اول منتج لزيت الزيتون البيولوجي كذلك، وتشتهر جهة الوسط بالزراعة البيولوجية. يشار إلى أن التبادل التجاري السلعي بين المملكة وتونس حقق ارتفاعا من 179 مليون دولار في عام 2010م إلى 320 مليون دولار في عام 2014م، أي معدل نمو بنسبة 79% خلال السنوات الأربع الماضية.
مشاركة :