اختتمت فعاليات ثاني أيام مؤتمر (سعود الأوطان)، الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بجلسة بعنوان «ذكرياتي مع الفيصل» أدارها الأستاذ صالح بن عبدالرحمن المانع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، والذي تطرق لبعض المواقف الإنسانية والعملية للأمير سعود الفيصل كما تطرق لمواقفه تجاه قضايا أمته العربية والاسلامية. د. الشواف: كان لاعب كرة مميزاً في منتخب جامعة (برينستون) الأميركية وتحدث السفير سلطان الصائغ نائب مدير عام مكتب الأمير سعود الفيصل سابقاً، حول عدد من المواقف الخاصة مع الأمير الراحل الذي رافقه فيها لسنوات طويلة امتدت من فترات الدراسة والفترات العملية وقال الصائغ إن الأمير سعود الفيصل لم يكن يعرف الشكوى من المرض أو إرهاق العمل وكان يرفض الخنوع والكسل ويعمل بجد وأحيانا أكثر من طاقته حيث كان يعمل في المكتب والمنزل وفي الطائرة ، فقد كان، رحمه الله، رجلا لا يخشى في الدفاع عن وطنه وأمته لومة لائم، وهو ما جعل منه نموذجاً متميزاً للعطاء الوطني، واستحق أن ينال محبة واحترام الجميع ، مؤكداً أن علاقاته مع زملاء الدراسة والعمل كانت دائماً متجذرة وراسخة لتجسد بوضوح حالة من المحبة المتبادلة لرجل استطاع بقدراته الدبلوماسية المتميزة أن يكون صوت الحق، واخاً للجميع. د. أبوزنادة: الراحل صاحب فكرة إنشاء الهيئة السعودية للحياة الفطرية وتطرق سعادة الدكتور سعود الشواف المستشار القانوني للأمير سعود الفيصل رحمه الله - لمزاملته للأمير الراحل منذ فترة الطفولة ومروراً بفترات الشباب والكهولة والشيخوخة فقال: أن أول لقاء بينهما كان في جامعة (برينستون) بولاية نيوجيرسي الأمريكية عام 1964م، ثم العمل سوياً بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لوزارة البترول والثروة والمعدنية وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة بعد ذلك انتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين) وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية. وأضاف د. الشواف أن الأمير الراحل كان يهوى الرماية والصيد والفروسية وكان محباً للطبيعة البدوية وكان يتنقل من أجل ذلك إلى المغرب والجزائر والغابات الأفريقية كما كان لاعب كرة قدم مميزا في منتخب جامعة (برينستون) الامريكية، إلى جانب ولعه بالتاريخ وخاصة التاريخ القديم. وتحدث أ.د. عبدالعزيز حامد أبوزنادة، الأمين العام السابق للهيئة السعودية للحياة الفطرية عن علاقته بالأمير الراحل سعود الفيصل، حيث كشف أن العلاقة بينهم تمتد لنحو 30 عاما، بدأت في عام 1986 م عندما فكر الأمير الراحل في إنشاء هيئة الحياة الفطرية، حيث دعاني للاجتماع معه لدراسة فكرة إنشاء الهيئة حيث كان الراحل كثير الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها، واسترجع د. أبو زنادة ذكريات لقائه الأول مع الأمير الراحل فقال: رشحت الجامعة اثنين كنت أحدهما، وكنت حينها رئيساً للجمعية السعودية لعلوم الحياة، وأستاذاً وعميداً سابقاً بالجامعة، ولم أكن أعرف عنه – رحمه الله – أكثر من كونه وزير الخارجية اللامع والناجح، وفكرت كثيراً في سبب طلبه لمقابلتي، ولماذا يريدني سموه؟ لم تفلح كل تكهناتي لمعرفة ذلك، وحاولت كسب الوقت لمزيد من المعلومات، لكنني فشلت ووجدت نفسي ولأول مرة في مواجهة الوزير الأنيق طيب المحيا عذب الحديث، رحب بي سموه، واستأذنني لإنهاء ما أمامه من سلال من المعاملات، ثم توقف عن العمل، ليعطيني ملفاً طلب مني أن أتسلى في قراءته كانت المفاجأة أن الملف كان عن طيور الحبارى، وكان ذلك اللقاء هو بداية إنشاء الهيئة الوطنية للحماية الفطرية وإنمائها. وتحدث د. أبوزنادة عن الكثير من المواقف الإنسانية للأمير سعود الفيصل برعايته لأسرة أحد الرعاة الذي قتل أثناء عمله في حادث طائرة بإحدى المحميات الطبيعية.
مشاركة :