في دراسة كبيرة لها تنشرها صباح الثلاثاء وخصت بها صحيفة "الأهرام" المصرية، أكدت هدى عبد الناصر، استاذة العلوم السياسية وابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أن تيران وصنافير سعوديتان، كما أثبتت بالوثائق والأوراق الخاصة التي وجدتها في أرشيف والدها الخاص تبعية الجزيرتين للسعودية. وقسمت هدى عبد الناصر الدراسة إلى 3 مراحل: الأولى تضمنت المذكرة الإيضاحية للوثيقة التي صدرت من إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية وتؤكد ملكية السعودية للجزيرتين. والثانية تتعلق بالأسس التي استندت إليها الخارجية المصرية في ذلك. والثالثة نص القرار رقم 180 لسنة 1958 الخاص بتعديل بعض أحكام المرسوم الصادر في 15 يناير من العام 1951 بشأن المياه الإقليمية المصرية. وتؤكد ابنة عبد الناصر في المبحث الأول من الدراسة أن الجزيرتين سعوديتان مستدلة على ذلك بمذكرة مرسلة لعبد الناصر في 20 مايو تقول إن اسرائيل لم يكن لها وجود على خليج العقبة عند توقيع اتفاقية الهدنة المصرية الإسرائيلية في 24 فبراير من العام 1949 إلى أن أخلت القوات الأردنية منطقة بير قطار وبلدة ام الرشراش والتي احتلتها إسرائيل في اليوم التالي وشيدت بها مدينة إيلات الحالية. وتقدمت مصر باحتجاج لإدارة الهدنة ولذلك اتفقت الحكومة المصرية مع شقيقتها السعودية على أن تقوم القوات المصرية باحتلال تيران وصنافير، وهما الجزيرتان التي تتحكمان في مدخل خليج العقبة. وقامت القوات المصرية بتركيب مدفعية سواحل في منطقة رأس نصراني وسيطرت تماما على الملاحة في الخليج. وقالت: "لقد أرسلت الخارجية المصرية في 27 فبراير 1950 مفكرة إلى الحكومة البريطانية بوصفها الدولة التي تستخدم الخليج لتموين قواتها في الأردن تفيدها بأنها اتفقت مع السعودية على احتلال تيران وصنافير وأن ذلك لن يعرقل المرور البحري في الخليج. كما أرسلت مفكرة مماثلة للسفارة الأميركية في 30 يناير 1950. وقامت مصلحة الموانئ البحرية المصرية بإرسال برقية مماثلة لكافة شركات الملاحة العالمية والقنصليات توضح فيها أن منطقة المياه الساحلية الواقعة غرب الخط الموصل ما بين رأس محمد ورأس نصراني منطقة ممنوعة لا يجوز الملاحة فيها". وتشير هدى عبد الناصر في المبحث الثاني إلى أنه صدر قرار جمهوري يحمل رقم 180 لسنة 1958 بتعديل مسافة المياه الإقليمية المصرية من 6 أميال طبقا للمرسوم الصادر في 15 يناير 1951 إلى 12 ميلا وقعه الرئيس عبد الناصر، مضيفة أنه مما سبق يتضح وبجلاء بل وبالأدلة أن تيران وصنافير تتبعان المملكة العربية السعودية وقامت مصر بالدفاع عنهما بعد قيام إسرائيل في مايو 1948 وتهديدها للجزير. وذكرت ابنة الرئيس المصري الراحل في المبحث الثالث أن الأسس التي تضمنتها مفكرة وزارة خارجية مصر في العام 1951 استندت إلى أن التهديدات التي مارستها اسرائيل لاحتلال الجزيرتين دفعتا البلدين الشقيقين، السعودية ومصر، إلى قيام مصر بالاتفاق التام مع السعودية على احتلال الجزيرتين وتعزيز حق مصر وكذلك أي حق للسعودية فيما يتعلق بتيران وصنافير اللتان يتحدد مركزهما الجغرافي على بعد 3 أميال بحرية على الأقل من الشاطئ المصري في سيناء و4 اميال بحرية من الجانب المواجه للسعودية لقطع خط الرجعة تماما على أي محاولة للاعتداء على حقوق مصر من جانب إسرائيل.
مشاركة :