أظهرت دراسة حديثة أجريت في جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن أدوات الذكاء الاصطناعي الطبية المتخصصة أظهرت قدرة عالية على تحديد سرطان البروستاتا بدقة تصل إلى 84% لدى الرجال، مقارنة بدقة أقل بلغت 67% للحالات التي اكتشفها الأطباء. وفي بيان رسمي صادر عن الجامعة، تم الكشف عن تفاصيل هذه النتائج الهامة التي جاءت بعد مقارنة بين بيانات المرضى المصابين بسرطان البروستاتا التي جمعها الأطباء، والبيانات التي أخرجتها أداة "Unfold AI". وتم تطوير هذه الأداة بواسطة شركة "Avenda Health" وحصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" للاستخدام. وتستند أداة "Unfold AI" إلى خوارزمية متقدمة للذكاء الاصطناعي تستخدم لتصور احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا بناء على نتائج اختبارات سريرية متعددة، وتم اختبار هذه الأداة على مجموعة من 50 حالة يشتبه في إصابتها بأورام البروستاتا، حيث قام فريق مكون من 10 أطباء بإجراء الاختبارات نفسها. وأشارت النتائج إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تحسين دقة التشخيص والعلاج بشكل كبير، ما قد يقلل من الحاجة إلى إزالة البروستاتا بالكامل، ويحد من الآثار الجانبية المرتبطة بهذه العملية، مثل سلس البول والعجز الجنسي. واستخدام هذه الأدوات الذكية يمكن أن يعزز من استهداف العلاج ويقلل من المخاطر المرتبطة بالعلاج الجراحي التقليدي. وتؤكد نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا على الأثر الإيجابي المحتمل لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال تشخيص سرطان البروستاتا، حيث تظهر الأداة "Unfold AI" تفوقاً ملحوظاً في دقة التشخيص مقارنة بأساليب الكشف التقليدية، ما يوفر الأمل في تحسين رعاية المرضى وتخفيف الأعباء التي يواجهونها بسبب العلاجات الجراحية الموصى بها. وهذه الابتكارات التكنولوجية تمثل تقدماً مهماً نحو تحقيق تشخيصات أكثر دقة وعلاجات أكثر تخصصاً، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة للمرضى، ومع استمرار تطوير وتحسين أدوات الذكاء الاصطناعي، من المحتمل أن نشهد تحسينات إضافية في كيفية إدارة وعلاج أمراض السرطان، وهو ما قد يغير من طريقة تقديم الرعاية الصحية بشكل جذري.