تصاعد التوترات الجيوسياسية يدفع المستثمرين السياديين نحو الأسواق الناشئة

  • 7/22/2024
  • 14:57
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تفوقت التوترات الجيوسياسية على التضخم لتصبح الشغل الشاغل للمستثمرين السياديين، الأمر الذي دفعهم إلى زيادة الاهتمام بتخصيص أصول للأسواق الناشئة، بحسب الإصدار السنوي لتقرير "إدارة الأصول السيادية العالمية" من شركة إنفيسكو المتخصصة في مجال نشاط المستثمرين السياديين. وبحسب التقرير، أشار 83 % من المستثمرين السياديين، بما في ذلك 95 % من المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط، إلى التوترات الجيوسياسية بوصفها الخطر الأكبر على النمو الاقتصادي خلال الأشهر الـ12 المقبلة، ويعكس هذا الاتجاه المخاوف بشأن المنافسة بين القوى الكبرى واحتمال عرقلة التجارة. لا يزال التضخم يشكل مصدر قلق كبير، حيث تتوقع 43 % من صناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية على مستوى العالم، و68 % في الشرق الأوسط، أن يحتل التضخم مكانة مهمة على أجندة البنوك المركزية. ويتوقع نحو 3 أرباع المستثمرين، 71 % في جميع أنحاء العالم و70 % في الشرق الأوسط، أن تظل أسعار الفائدة وعائدات السندات عند مستوى من رقم آحاد متوسط على المدى الطويل، ما يشير إلى تحول في التوقعات السابقة. تستند دراسة إنفيسكو، إلى آراء 140 من كبار مسؤولي الاستثمار، ورؤساء فئات الأصول، وكبار إستراتيجيي المحافظ في 83 صندوق ثروة سيادية و57 بنكا مركزيا، يديرون معا أصولا تبلغ قيمتها نحو 22 تريليون دولار. صناديق الثروة السيادية تتطلع إلى إعادة تشكيل محافظها لتعكس البيئة الكلية الجديدة، حيث يخطط 27 % منها على مستوى العالم و50 % في الشرق الأوسط لزيادة مخصصاتها في مجال البنية التحتية خلال العام المقبل. وجاذبية الأسواق الناشئة آخذة في الازدياد، إذ يتوقع أكثر من نصف صناديق الثروة السيادية (54 %)، بما في ذلك 71 % في الشرق الأوسط، أن تستفيد الأسواق الناشئة من خلال اللعب على حبال القوى العظمى المتنافسة، ويرى 54 % من تلك الصناديق (86 % في الشرق الأوسط) أن الأسواق الناشئة أصبحت أكثر جاذبية بسبب قربها الجغرافي وهيكلتها الإقليمية. ومن بين مناطق الأسواق الناشئة، تتصدر آسيا (باستثناء الصين) هذا الاتجاه، حيث تعدها 83 % من صناديق الثروة السيادية، بما في ذلك جميع الصناديق في الشرق الأوسط، أولوية بالنسبة إليها. الهند في دائرة الضوء لا تزال الهند في دائرة الضوء، حيث ينظر إليها 88 % من صناديق الثروة السيادية في جميع أنحاء العالم وجميع الصناديق في الشرق الأوسط على أنها سوق جذابة لزيادة ديون الأسواق الناشئة. وقالت جوزيت رزق، رئيسة قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في إنفيسكو: "في ظل البيئة الكلية الراهنة التي لا يمكن التنبؤ بها، يقوم المستثمرون السياديون بإعادة إعداد وضبط محافظهم الاستثمارية، مع التركيز بشكل خاص على الأسهم والائتمان الخاص وصناديق التحوط. وتكتسب الأسواق الناشئة زخما ملحوظا، حيث تتبنى الصناديق نهجا انتقائيا تجاهها". إلى ذلك، يكتسب الائتمان الخاص شعبية بين صناديق الثروة السيادية، حيث يتم الاستثمار فيه من خلال الصناديق بـ56 %، وبشكل مباشر بـ30 % (67 % و44 % في منطقة الشرق الأوسط). يذكر أن 35 % فقط من صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم و22 % في الشرق الأوسط لا تملك حاليا أي استثمارات في الائتمان الخاص. ويخطط أكثر من ثلثي صناديق الثروة السيادية (69 %)، بما في ذلك 71 % من الصناديق في الشرق الأوسط، لزيادة مخصصاتها للائتمان الخاص، وإعادة توجيه مخصصات من الدخل الثابت، والأسهم، والأسهم الخاصة. المستثمرون والذكاء الاصطناعي في سياق متصل، يستخدم ثلث المستثمرين السياديين على مستوى العالم الذكاء الاصطناعي في عملياتهم الاستثمارية، بينما يقوم 6 % منهم باستخدامه على نطاق واسع. وترتفع هذه النسب في الشرق الأوسط بمعدل 40 % و15 % على التوالي. وتعتقد الأغلبية العظمى (93 % حول العالم وجميع المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط) أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي في نهاية المطاف دورا في مؤسساتهم. ودفع صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي 66 % من صناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية على مستوى العالم و83 % في الشرق الأوسط إلى إعادة تقييم إستراتيجياتها الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي، واستكشاف تطبيقات جديدة لهذه التكنولوجيا. إلى ذلك، تعمل البنوك المركزية على تعزيز وتنويع احتياطاتها في خضم حالة عدم اليقين، حيث يخطط 53 % منها على مستوى العالم لزيادة حجم احتياطاتها، ويخطط 52 % منها لتنويع إضافي، وتبلغ النسبة في كلا المجالين 56 % في منطقة الشرق الأوسط. ويتمتع ارتفاع مستويات الديون الأمريكية بتأثير سلبي في الدور العالمي للدولار الأمريكي بحسب ما أفاد 64 % من المشاركين على مستوى العالم و33 % في الشرق الأوسط. الذهب يكتسب جاذبية متزايدة في الوقت نفسه، يعتقد 18 % من البنوك المركزية المشاركة في الدراسة، بما في ذلك 20 % في الشرق الأوسط، أن وضع الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية سيكون أضعف مما هو عليه الآن في غضون 5 سنوات. ومن ناحية أخرى، يكتسب الذهب جاذبية متزايدة، حيث قامت 35 % من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم بزيادة مخصصاتها للذهب في السنوات الثلاث الماضية، ويخطط 37 % منها القيام بذلك في السنوات الثلاث المقبلة. وفي الشرق الأوسط، تبدو هذه النسب أكثر وضوحا حيث تبلغ 70 % و78 % على التوالي، ويؤدي استخدام احتياطيات البنك المركزي كسلاح إلى جعل الذهب أكثر جاذبية بالنسبة إلى 56 % من البنوك المركزية بشكل عام، بينما يتفق 48 % على أن ارتفاع مستويات الديون الأمريكية قد عزز من جاذبية الذهب. وتبلغ النسبة في كلا المجالين 88 % في منطقة الشرق الأوسط.  

مشاركة :