فى ظهر الأحد الماضى أعلن الرئيس بايدن انسحابه من الاستمرار فى الانتخابات الرئاسية بعد أدائه الكارثى فى المناظرة، التى عقدت بينه وبين الرئيس السابق ترامب وما تلا ذلك من زلازل هزت الحزب الديمقراطى ودعوات الكثيرين من مسئوليه والمانحين لحملته الانتخابية بمطالبته بالانسحاب، وأن الامر أصبح ضرورة ملحة حتى لا يخسر الحزب انتخابات الرئاسة وكذلك الأغلبية فى المجلسين. رغم ذلك رفض الرئيس بايدن كل محاولات الضغط وأنه سيظل فى حملته الانتخابية وصرح فى إحدى المقابلات التليفزيونية أن الله وحده هو الذى يستطيع منعه من الاستمرار فى مسعاه فى رسالة تحد تدل على رفضه مقترح الانسحاب. غير أن مد الاحتجاجات تزايد لدرجة مفزعة، فما كان منه بعد اطلاعه على معلومات مؤكدة يوم السبت الماضى أنه حتما لن يفوز، وبناء عليه أعلن انسحابه وذكرفى بيانه المقتضب أنه يدعم نائبته السيدة كامالا هاريس لتحل محله، وهو الأمر الذى قبله البعض لخبراتها حيث كانت المدعى العام لولاية كاليفورنيا ثم انتخبت بعدها عضوا فى مجلس الشيوخ ثم نائبة للرئيس. المؤشرات الأولية تؤيد السيدة هاريس كبديل إلا أن عددا غير قليل يبدى تحفظا واضحا وبالتالى قد تكون هناك اعتراضات علنية على ذلك فى الأيام المقبلة قبل مؤتمر الحزب الذى سيعقد فى نهاية أغسطس. ربما تكون السيدة هيلارى كلينتون بديلا أكثر قبولا لأنها تحظى برضا اللوبى الصهيونى إضافة الى خبراتها التى لا تضاهى. هى أيضا تحاول لفت الأنظار إليهامنذ نوفمبر 2023، إنها الوحيدة التى تستطيع هزيمة ترامب وأنها كانت على وشك هزيمته فى انتخابات 2016، غير أنهم لم يعيروا حالات ظهورها المبالغ فيها إلتفاتا. لم تيأس أبدا فى مسعاه اوالإعلان عن نفسها بإصرار وأنها «عبده مشتاق»، وأنها تملك القوة الدافعة التى تمكنها من الثأر من غريمها دونالد ترامب والذى تعتقد فى قرارة نفسها أنه سرق منها منصب الرئاسة فى الانتخابات الرئاسية عام 2016، وأنها أفضل بديل لبايدن الذى تعرفه جيدا نتيجة عملها معه سنوات طويلة حيث كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية فى إدارة الرئيس أوباما وكان بايدن نائبا لأوباما، شغلت قبلها وظيفة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك كما كان لها دور سياسى كبير عبر مسيرة زوجها الرئيس الأسبق بل كلينتون عندما كان رئيسا للولايات المتحدة لمدة ثمانى سنوات. شاركونا صفحة الفيسبوك علي الرابط: https://www.facebook.com/elteleghraph/ كما أنها دائما من المفضلين لدى اللوبى الصهيونى «أيباك»، وأنها من المناصرين المخلصين لكل ما تقوم به إسرائيل، ولها سجل حافل بالدعم المطلق لإسرائيل وبالتالى فهى كنز إستراتيجى لا يفنى لأيباك. كان أول خروج لها بتاريخ 14نوفمبر الماضى والذى نشرته وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة بكثافة لافتة وأعلنت فيه أن حكم حماس فى غزة يجب أن ينتهى وأنها يجب أن ترحل، وأضافت أن وقف إطلاق النار الذى يدعو إليه التقدميون فى الحزب الديمقراطى من شأنه أن يطيل دائرة العنف ويديمها فى المنطقة التى مزقتها الحروب، وأن وقف إطلاق النار الكامل سيمكن حماس من البقاء فى السلطة، وأن وقفه فى الوقت الحالى سيكون خطأ فادحا وسيمكن حماس من إعادة تسليح قواتها، وأن محاولات التوقف المحدودة للقتال تؤدى لتجميد الصراع بدلا من حله، وأن توفير إدخال المساعدات الإنسانية وخروج المدنيين سيكون هو المسار الأكثر حكمة. تأمل بعض ما جاء فى خطابها فى مؤتمر أيباك عام 2016 عندما كانت مرشحة للرئاسة الأمريكية فى مواجهة دونالد ترامب: « من الرائع أن أكون هنا لأرى العديد من الأصدقاء. لقد حظيت بشرف العمل مع أعضاء أيباك لتعزيز وتعميق العلاقات بين أمريكا وإسرائيل، وكان لدينا دائما يقين راسخ لا يتزعزع بتحالفنا ومستقبل إسرائيل كوطن آمن وديمقراطى للشعب اليهودى. ولقد ساعدنا دعمكم فى توسيع التعاون الأمنى والإستخباراتى وتطوير نظام الدفاع الصاروخى وبناء تحالف عالمى لفرض أشد العقوبات فى التاريخ على إيران وغير ذلك كثير. إننى أعلم أنكم جميعا تدركون أهمية هذه الانتخابات. إن الرئيس القادم سوف يتخذ قرارات سوف تؤثر على حياة وطرق حياة الأمريكيين، كما أنها ستؤثر على أصدقائنا فى مختلف أنحاء العالم، لذلك يتعين علينا أن ننجح فى تحقيق ذلك الهدف. بينما نجتمع هنا تحدث ثلاثه تطورات خطيرة، أولها العدوان الإيراني المستمر، وتصاعد التطرف، والجهود المتزايدة لنزع الشرعية عن إسرائيل على الساحة العالمية، وكلها أمور يجب أن تجعل التحالف الأمريكى الإسرائيلى أكثر أهمية من أى وقت مضى، ولابد أن تكون الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أى وقت مضى، وأن تكونا أقوى من أى وقت وأكثر تصميما على الانتصار على أعدائنا المشتركين من أى وقت مضى، وكذلك تعزيز قيمنا المشتركة. أمريكا تحتاج إسرائيل القوية لردع أعدائها ومواجهتهم، وتحتاج إسرائيل القوية للعمل معا لمواجهة التحديات المشتركة وبالتالى فإنه يتعين على الولايات المتحدة أن تمد إسرائيل بأحدث الإمكانيات الدفاعية لتتمكن من الردع والقضاء على أى تهديد. ويتعين علينا أن نعمل معا لتطوير تقنيات أفضل للكشف عن الأنفاق ومنع تهريب الأسلحة والاختطاف والهجمات الإرهابية. استمروا فى التحدث بصراحة ولا تسمحوا لأحد بإسكاتكم، وأنه لا يوجد مكان لمعاداة السامية، لا فى أمريكا ولا فى أوروبا ولا فى أى مكان آخر. إن أمريكا لا تستطيع أبدا أن تكون محايدة عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل وبقائها. إننا نرى فى إسرائيل قصتنا وقصة كل الشعوب التى تناضل من أجل الحرية وتقرير المصير». هذا هو الكارت الرابح للسيدة هيلاري والذى قد تظهره الأيام القليلة القادمة.
مشاركة :