بعدما أمضت سنوات في ظل جو بايدن، باتت كامالا هاريس في مقدم الساحة السياسية الأمريكية، وأمامها أسابيع قليلة قبل الانتخابات الرئاسية، لتفرض نهجها الخاص في مواجهة دونالد ترامب المتسلح بدعم واسع من حزبه. وتواجه المرأة الخمسينية التي حلت مكان الرئيس الديموقراطي بعد انسحابه المفاجئ من السباق، معادلة حساسة جداً. فكيف ستتجنب انتقاد إرث بايدن في ظل شعبية هزيلة، في حين تسعى لإعطاء دفع جديد للحملة الانتخابية؟. مدعية في مواجهة "مفترس"  بعد الإشادة مرتين بالإرث "الاستثنائي" لجو بايدن، كشفت المرشحة البالغة 59 عاماً العناوين الرئيسية لحملتها، واضعة مسألة الحق في الإجهاض في صلبها. وقالت المرشحة الديموقراطية "سنحارب لمنح كل فرد الحق في التصرف بجسده بحرية، ونحن نعلم جيداً أنه إذا أتيحت الفرصة لترامب سيصدر حظراً على الإجهاض في كل من الولايات الأمريكية". كما قارنت كامالا هاريس بشكل مطول بين ماضيها كمدعية عامة وخصمها الجمهوري الذي دين مؤخرا بتهم جنائية. وقالت "أرى أي نوع من الرجال هو دونالد ترامب" ووصفت الرئيس السابق بأنه "مفترس" و"محتال". وصرحت ويندي شيلر أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون "حاولت بوضوح إقناع الناخبين بأنها تتمتع بالصفات المطلوبة لتكون رئيسة". غنيمة حرب  لكن على السناتورة السابقة التغلب أولا على عقبة كبيرة: وصولها المتأخر في السباق إلى البيت الأبيض. كان أمام دونالد ترامب، الذي يخوض السباق إلى البيت الأبيض منذ عام 2022، أشهر طويلة لتشكيل فريق حملته الذي يقود عملية منظمة على غرار مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي. في المقابل، أمام كامالا هاريس أقل من أربعة أشهر لتطوير صورتها كمرشحة وتحسين صورة الديموقراطيين التي تراجعت مع جو بايدن في استطلاعات الرأي. وحرصا منها على الفعالية، حافظت على فريق حملة جو بايدن الانتخابية وعلى المقر نفسه والشعار نفسه. وستتمكن نائبة الرئيس من الاعتماد على "غنيمة حرب" لا تقل عن 100 مليون دولار تم جمعها في أقل من 48 ساعة وعلى تعبئة 30 ألف متطوع جديد لتوطيد حملتها خلال الأسابيع المقبلة. بيونسيه وتشابل روان خلافا لجو بايدن الذي اتهمه الجمهوريون بأنه عجوز تشهد حالته الصحية تدهورا، تراهن كامالا هاريس على أنها أصغر من دونالد ترامب بنحو 20 عاما. يكثف فريق حملتها نشر مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي وفي المقام الأول على تيك توك، تحظى بنسبة مشاهدة عالية. ويستخدم أحد هذه المقاطع كلمات أغنية ناجحة للفنانة الأمريكية تشابل روان حظيت بملايين من المشاهدات الثلاثاء. وخلال الساعات الـ 48 الماضية حصلت أيضا على الكثير من الدعم من فنانين في مجال البوب. ولم تتدخل النجمة العالمية بيونسيه علنا في الانتخابات لكنها سمحت وفقا لقناة "سي ان ان" بأن تستخدم حملة كامالا هاريس أغنيتها "فريدوم" على الرغم من أنها معروفة بانها تضبط موسيقاها بشكل صارم. وتقول ويندي شيلر "إذا تمكن فريق حملة هاريس من حشد الناخبين السود والنساء من الضواحي الثرية والناخبين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، فيرجح أن تكون الانتخابات حامية".     تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App