هل تتمكن “أرابتك”من انتزاع تنفيذ برج دبي القادم ؟

  • 4/27/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه المقالة التحليلية محاولة استعراض التحديات والفرص التي تواجه أرابتك من انتزاع تنفيذ برج دبي القادم والذي اعلنت عنه شركة إعمار العقارية والذي من المتوقع أن يكون الأعلى في العالم. مناقشة هذا الموضوع ليست ترويجاً لأي من الشركتين إعمار وأرابتك، بقدر ماهو تساؤل يهدف الى تقييم مبدئي – أولي لشركة أرابتك يتعلق بقدرتها على تنفيذ مشاريع عقارية ضخمة خصوصاُ أن الشركة كانت المقاول الرئيسي في برج خليفة الأعلى في العالم لحد الآن. هل تعثر اداء أرابتك في السنوات الأخيرة اخرجها من دائرة زيادة قطاع المقاولات في الإمارات وفي منطقة الخليج؟  أم انها لا تزال قادرة على أستعادة موقعها الريادي؟! يعتمد هذا التحليل بشكل أساسي على الكشوفات المالية الصادرة والمعتمدة من قبل أرابتك والمرسلة الى سوق دبي المالي، خلال 10 سنوات، تنتهي بنهاية العام 2015. التحديات: سوف اترك للمستثمرين وصف أداء إدارة الشركة السابقة سواء مجلس إلادارة  أو الادارة التنفيذية، والذي ترك من وجهة نظري عبئاً ثقيلاً على الإدارة الحالية وخصوصاً مجلس الإدارة الذي كان عليه ان يتخذ قرارات مؤلمة لا مفر منها قادت إلى خسائر قياسية بلغت 2.3 مليار درهم في عام 2015 فاقت الــ 50% من رأسمال الشركة و41% من حقوق الملكية. أولاً: ملاحظات للمدقق الخارجي لقد قدم المدقق الخارجي تقريراً متحفظاً عن حسابات 2015 ملخصها كالآتي: أ ـ هناك صافي أصول بقيمة 310 مليون درهم عن عمليات الشركة في السعودية، عرضت على انها محتفظ بها للتخلص منها لاحقاً ولم يتم تقديم دليل كافٍ إذا كان محتفظ بها بقيمة أقل (بحسب متطلبات معايير عرض التقارير الدولية رقم 5). ب . ظهور مبلغ 478 مليون درهم مستحق الاستلام يمثل خلافاً تعاقدياً مع (ميدان) ولم تقدم الشركة دليلاً على توقيت تغطية هذا المبلغ. جـ . هناك مبلغ 301 مليون درهم يمثل ديونا لصالح الشركة لم يتم تأكيدها والمدقق غير متأكد حول مدى امكانية تغطية وسداد هذه الديون. د. بالإضافة إلى التحفظات الثلاثة أعلاه، أكد المدقق الخارجي على: 1- هناك خلاف على حصة غير مسيطرة في قطر وتعتقد الشركة أن هذا الموضوع لا يؤثر على الشركة كمجموعة. 2- حدث حريق في إحد المشاريع تحت الانجاز بعد نهاية السنة وتم اعتبار دعوى التعويض 285 مليون درهم كجزء من إيرادات السنة. ثانياً:-  تكلفة الإيرادات ( بشكل رئيسي تكلفة العقود) منذ عام 2010  لم تنخفض عن 85% إلى ان فاقت هذه النسبة 100% و الى تحقيق مجمل خسارة في عام 2015 بنسبة 19%، على الرغم من ارتفاع إيرادات الشركة خلال الفترة 2011-2015 بنسبة 47%. إن ارتفاع التكاليف المباشرة للعقود (الإيرادات بشكل عام) يضغط على مجمل الربح ويقلص قدرة الشركة على تغطية كفوءة للمصروفات الإدارية وتوليد صافي دخل مناسب يسمح بتوزيعات ارباح نقدية. ثالثاً:- المصروفات الإدارية ارتفعت المصروفات الإدارية بشكل غير مسبوق خصوصاً عام 2014 حيث قفزت إلى 742 مليون درهم وشكلت 81% من مجمل ربح السنة وهي أعلى مما كانت عليه في عامي 2012 و2013 بنسبة 53% و 50% على التوالي. رابعاً : التخلص من بعض الموجودات (أو صافي الموجودات) من الممكن ان تقوم الشركة بالتخلص من موجودات (او صافي موجودات) من عمليات الشركة خارج الامارات وهذا العامل قد يضغط على أداء الشركة في 2016. خامساً: سياسة توزيع الارباح لقد كان خطأ كبيرا توزيع 40% أسهم في عام 2013، فبالإضافة الى العوامل السابقة، زيادة عدد الأسهم التي تفرض السعي الحثيث لرفع الارباح للمحافظة على ربحية السهم، شَكَلَ رفع عدد الاسهم عاملا مضافا يضغط على ربحية السهم. الفرص على الرغم من كل مرٌت به أرابتك من مشاكل خلال السنوات الماضية، إلا انها لا تزال تمتلك مفاتيح نجاح تمثل فرصاً حقيقية خلال الاعوام القادمة. أولاً: الخبرات المتراكمة: تمتلك الشركة خبرات هندسية وفنية واسعة  أكسبتها قدرة على تنفيذ مشاريع مهمة وتوجت هذه المشاريع بتنفيذ برج خليفة الأعلى في العالم، وهذه ميزه مهمة تحسب للشركة وهي قادرة اليوم على تهيئة الفرق الهندسية والفنية المطلوبة لتنفيذ أعمال مهمة في الإمارات وفي المنطقة. ثانياً: تخفيض التكاليف : أنظر باحترام الى الجرأة التي تحلى بها مجلس الإدارة وبشكل خاص رئيس مجلس الإدارة على خفض التكاليف حيث تراجعت التكاليف الإدراية بنسبة 15% خلال عام 2015 مقارنة بعام 2014 وخصوصاً الرواتب والاجور التي انخفضت بنسبة 16.7% خلال الفترة نفسها. ثالثاً: خسائر تخفيض قيمة : تحملت الشركة في 2015، 231 مليون درهم رفع مخصص ديون مشكوك في تحصيلها وخسائر          ناتجة عن تخفيض قيم موجودات مثل عقارات تطوير وعقارات تحت الانجاز ومخزون بطئ الحركة علما ان اجمالي هذه الخسائر كان 7.5 ملايين درهم فقط في 2014، ومن المرجح أن لا تتكرر هذه الخسائر خلال 2016 بنفس الكثافة. رابعاً: امكانية تحسين سيولة الشركة من خلال تكثيف جهود تحصيل الديون لصالح الشركة، بحدود 6 مليارات درهم من أعمال منجزة لصالح عملائها وتمت المصادقة عليها من قِبل أستشاريي عملائها. الاستنتاج : من هذا العرض المُرَكَز والمختصر وعلى الرغم من تعثر الشركة، أعتقد ان أرابتك قد تجاوزت الاسوأ، ولكن الاهم مما تقدم هو إصرار رئيس مجلس الإدارة على إعادة الشركة الى مسارها الصحيح وهذا يؤدي الى إعادة الثقة بالشركة. إن حصول أرابتك مؤخرا على عقد في إمارة الفجيرة بـــ 1,1 مليار درهم مؤشر مهم على تلك الثقة ويشير الى إمكانية الحصول على عقود حكومية  وغير حكومية مهمة قادمة. أرابتك قادرة على تنفيذ برج دبي القادم، وإذا تمكنت من انتزاع عقد التنفيذ، ستضع نفسها في مكانة لا تشاركها فيها شركة مقاولات اخرى في المنطقة. وضاح الطه وضاح الطه عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد CISI في دولة الامارات

مشاركة :