أبحر الحرفي علي البراهيم في عالم جديد من الإبداع، حيث أضاف إلى حرفتيه السباكة والنجارة مهارة فريدة هي صناعة المجسمات داخل الزجاج. بدأت رحلة البراهيم في عالم الحرف بالسباكة، التي تعلمها في مواقع مختلفة، ثم اتجه إلى النجارة التي طورها وأبدع فيها. بعد حادث سيارة أبقاه طريح الفراش لستة أشهر، وجد البراهيم نفسه أمام تحدٍ جديد، حيث استغل زجاجة فارغة أمامه ليبدأ رحلته في صناعة المجسمات داخل الزجاج. هذه الحرفة الفنية الصعبة تتطلب صبراً ودقةً كبيرين، لكنها تتيح له إبداع تحف جمالية مبهرة. حرفتي السباكة والنجارة قال: بداية عملي كانت في السباكة حيث عملت في عدد من المواقع ما بين بقيق العضيلية والجبيل وعين دار تعلمت فيها السباكة والنجارة وتأثرت كثيرا برائحة الأخشاب ومنها اتجهت لحرفة النجارة بعد ان كونت نفسي واخذت لي المنشار وبعض الأدوات التي تساعدني على الحرفة حتى اجدتها لتكون لي الحرفة الرئيسية التي عملت بها وطورتها كثيرًا". بداية الفكرة وأضاف البراهيم: "بقضاء من الله وقدره وقع لي حادث انقلاب بالسيارة اقعدني على الأرض قرابة الـ6 أشهر، فكانت لي فعلًا الصدفة في ذلك الوقت حيث كان أمامي زجاجة فارغة وحينها فكرت في كيفية الاستفادة من هذه الزجاجة مع ما كان في السابق أيام السفن استخدام الزجاج التي توضع بها الرسائل، ومنها فكرت في كيفية المحافظة على المجسمات وخصوصا التراثية منها حتى لا تندثر، ومنها بدأت أفكر وأنا مقعد والاستفادة من هذا الجلوس". وتابع: "رغم الصعوبة الكبيرة فهي تحتاج إلى الصبر والتحمل والدقة في إتقان العمل، فحرفة المجسمات داخل الزجاج هي حرفة فنية تشكيلية، وفي نفس الوقت إبداع وتحد لتقديم تحفه جمالية ومبهرة لمن ينظر اليها، وأيضا هي حرفة نادرة تستخدم فيها قوارير الزجاج بجميع مقاساتها وباستخدام خامات هامة مثل: الأخشاب والألوان والفرش والغراء، كما يستخدم فيها أدوات مثل: المنشار الصغير والمبرد والأزاميل والرندة والأسياخ الحديدية". مراحل التصميم وأبرز المجسمات وقال: "في البداية نصمم المجسم الذي نريد العمل عليه، ثم نستخدم الأخشاب ونعمل على الشكل الخارجي، ونقوم بعملية تشريحه إلى أجزاء صغيرة حتى يمكن لها أن تدخل من الفوهة الخاصة بالزجاجة، وهي متفاوتة في الأحجام فهناك فوهة 3ملي وهناك فوهة 2.5 سم ومنها 1 سم، ويتم عمل هذه المجسمات داخل قارورة الزجاج كلها من فوهة القارورة من دون قطع جزء أو عمل فتحة في القارورة". وأكمل: "نقوم فيها بعمل المجسمات المختلفة مثل القصور والقلعة والمعالم الأثرية والحديثة، حيث قمت بعمل مجسمات مختلفة منها مجسمات مثل «النافذة القديمة» التي استغرقت ثلاثة أسابيع. وعمل مجسم «سوق واقف» بدولة قطر حيث استمر العمل فيه شهرين. وجسم فناجين والهاون وجسم الآيات، ومجسم دلت الرسلان ومجسم الأبراج المختلفة منها برج العرب والمملكة ومجسم براد الشاهي والدافور. كما قمت بعمل مجسم قصر إبراهيم التاريخي بعد أن كانت لي الفرصة الدخول للقصر والاطلاع عليه، وهو ما أدهشني كثيرًا وحرصت على عمل هذا المجسم الذي فوق المجسمات الأخرى نظرا لمختلف تفاصيله". وأضاف: "كما أني حرصت على عمل مجسمات تابعة لأرامكو السعودية منها مجسم معمل الغاز، ومجسم بئر رقم 7 أو بئر الخير، حيث كنا نمر على هذا البئر أثناء العمل وهو ما شد انتباهي. وأيضا كنت أشاهده في مجلة قافلة الزيت من خلال الصور له ومنها قررت عمل المجسم الخاص به والذي استغرق ثلاثة شهور ونصف ومن ثم قمت بعمل مجسم الرق الذي استغرق أيضا ثمانية شهور نظرًا لصعوبته الكبيرة. كما قمت بعمل مجسم باب الأحساء وهو الباب الأثري، وأيضا عمل مجسم دكان حياكة البشوت تأثرت بحرفة جدي الحياكة". الكعبة المشرفة والمسجد النبوي وقال: "قمت بعمل مجسم الكعبة المشرفة، وهو رابع مجسم أقوم به للكعبة المشرفة وهو الأصغر من بين المجسمات والأصعب بمساحة داخل الزجاج 12 ملي وفتحه 2 ملي ونصف، وهي عملية معقدة استمر العمل فيها اسبوعين، كما قمت بعمل المسجد النبوي كمجسم متكامل. وأيضًا عمل واجهة قصر إبراهيم، ومجسم المحارة، ومجسم المنز الذي استمر قرابة شهر ونصف ومجسم القاري المتحرك ومجسم صخرة سوق عكاظ ومجسم لجزء من جبل القارة ومجسم قصر المصمك الواجهة ومجسم صناديق قديمة وبيت الشعر الخيمة، ومن أعمالي الخشبية قم بعمل بلدوزر هايدرولك". وفي ختام حديثة قال البراهيم: "أعمل في حرفة المجسمات داخل الزجاج لما يقارب 38 سنة وحتى هذا اليوم، وأمنيتي أن يكون لدي محل كبير وأنشيء متحف يستقبل على الأقل 50 زائر، ومنها وضع ما يقارب ثلاث حرف من نجارة وحياكة ومجسمات داخل الزجاج لنسعد بها الزائر". وتابع: "فخلال مشواري الحرفي كانت لي مشاركات كثيرة منها الجنادرية 18 سنة وشاركت في جميع مناطق المملكة وايضا دول الخليج الكويت الشارقة وداخل المملكة الأحساء وأغلبها تكون حرفة النجارة والمجسمات داخل الزجاج".
مشاركة :