وجدت دراسة جديدة أن أشكال الحياة المعقّدة ربما نشأت في محيطات الأرض قبل نحو 1.5 مليار سنة مما كان يعتقد سابقا. وتُشير الدراسات السابقة إلى أن الحياة الحيوانية لم تظهر على الأرض حتى نحو 635 مليون سنة مضت، وذلك بسبب توفّر عنصر الفوسفور. ثم في العصر الإدياكاري، منذ نحو 635 مليون إلى 541 مليون سنة، ظهرت أشكال حياة شبيهة بالحيوانات ذات أجسام لينة، مع زيادة تركيز الفوسفور المذاب في مياه البحر في أعقاب أنشطة تكتونية عالمية مكثفة. ومع ذلك، تزعم أحدث دراسة نُشرت في مجلة Precambrian Research أنها وجدت علامات محتملة لحياة حيوانية معقدة بدأت حتى قبل 2.1 مليار سنة. ويشتبه العلماء، بما في ذلك أولئك من جامعة كارديف، في أن التكوينات غير المفسرة في الرواسب التي يبلغ سمكها نحو 2.5 كيلومتر والتي اكتشفوها في فرانسفيل، الغابون، قد تحتوي على حفريات لمثل هذه الأشكال المبكرة من الحياة. ومع ذلك، يقولون إن أشكال الحياة الغامضة هذه ربما انقرضت قبل أن تتمكّن من الانتشار عالمياً. وفي الدراسة، قام العلماء بتحليل التكوينات الصخرية القديمة الغريبة في الغابون، لفهم ما إذا كانت تحتوي على عناصر تظهر علامات الحياة مثل الأكسجين والفوسفور. وقد وجدوا أدلة على وجود نبضة مفاجئة مكثفة من المياه الغنية بالفوسفور تتدفق إلى قسم من قاع المحيط، ما أدى إلى إنشاء خزان حيث يُمكن أن تنشأ حياة معقّدة مبكّرة. وكتب الفريق في الورقة البحثية: "نقترح أن هذه النبضة المحلية التي لم يتمّ التعرّف عليها سابقاً في تركيز الفسفور المذاب في مياه البحر، بنفس القدر من مستويات مياه البحر في العصر الإدياكاري". ويقولون إنه قبل أكثر من ملياري عام، كانت الرواسب الصخرية المكتشفة في الغابون جزءاً من قاع البحر المنفصل عن المحيط العالمي الذي يدعم كميات ثابتة من الفسفور والأكسجين. ويقول العلماء إن هذه العناصر كانت من المرجّح أن تتركّز في الصخور من اصطدام الصفائح القارية تحت الماء والنشاط البركاني. ويشتبه العلماء في أن مثل هذه الظروف ربما خلقت "بحراً ضحلاً غنياً بالمغذّيات" ووفّرت "مختبراً" لأشكال الحياة المعقدة للتطور. وكتب الفريق أن "إثراء المغذّيات أدى إلى ظهور حفريات استعمارية كبيرة في مناطق معينة". ويتكهّن العلماء بأن هذه الظروف ربما كانت مواتية للكائنات البدائية لكي تنمو بشكل أكبر، وتظهر سلوكيات أكثر تعقيداً. ومع ذلك، نظراً لأن الرواسب كانت معزولة ومنقطعة عن المحيط، فقد لا يكون لديها ما يكفي من المغذّيات لدعم شبكة غذائية.
مشاركة :