يعتبر موضوع النظام الغذائي الأمثل لتحقيق الصحة وإطالة العمر من القضايا الشائكة التي تشهد تباينًا كبيرًا في آراء الخبراء. فبينما كان الاعتقاد السائد لفترة طويلة أن النظام الغذائي النباتي هو الخيار الأفضل، أظهرت دراسة حديثة أن هذا النظام قد لا يكون الحل الأمثل لإطالة العمر البيولوجي. وقد أثارت هذه الدراسة جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية، حيث طرحت تساؤلات حول فكرة أن النظام الغذائي النباتي، برغم فوائده الصحية العديدة، قد يؤثر سلبًا على العمر البيولوجي. ويتعارض هذا الاكتشاف مع التوصيات السابقة التي كانت تشجع على اتباع نظام غذائي غني بالنباتات لتحسين الصحة وإطالة العمر. في حديثها مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، قدمت اختصاصية التغذية لورا كلارك نصيحة هامة تتعلق بوجبة الإفطار. وأشارت إلى أن تناول الإفطار ببطء قد يساعد الجسم على هضم العناصر الغذائية بشكل أفضل، مما يسهم في تقليل الضغط النفسي وزيادة امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الضرورية لصحة الخلايا. وأكدت كلارك أن تخصيص وقت كافٍ لتناول الإفطار، ولو لمدة عشر دقائق، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير في مكافحة الشيخوخة. أما الدكتورة لينيا باتيل، اختصاصية التغذية، فقد شددت على أهمية تناول وجبة غداء غنية بالخضراوات متعددة الألوان، موضحة أن المواد الكيميائية النباتية الموجودة في هذه الخضراوات تلعب دوراً مهماً في تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو الضرر الذي يلحق بالخلايا بسبب الجذور الحرة، والتي تعتبر من العوامل الرئيسية في عملية الشيخوخة. وأكدت باتيل أن الأطباق التي تحتوي على خضراوات بألوان متنوعة تحتوي على كميات أكبر من الألياف الضرورية للحفاظ على صحة الأمعاء، والتي ترتبط بشكل مباشر بالصحة العقلية. من جانبه، أوضح الدكتور حسين الزبيدي، رئيس قسم النشاط البدني ونمط الحياة في الكلية الملكية للأطباء العامين، أن تقليل كمية الطعام المتناول في وجبة العشاء يمكن أن يسهم في إطالة العمر. وأشار إلى أن تقييد السعرات الحرارية، خصوصاً في الليل، يمنح الجسم فرصة لتنظيف خلاياه وإصلاحها، وهي عملية ضرورية للحفاظ على الصحة وإطالة العمر. وأجمع خبراء التغذية على أن الاعتدال هو العنصر الأهم في الاستمرار باتباع نظام غذائي صحي. وقد أكدت لورا كلارك على ضرورة التوقف عن انتقاد الذات بشكل مفرط، وعدم القلق من تناول بعض الحلوى بين الحين والآخر، بينما نصح الدكتور الزبيدي بالتركيز على التغييرات الكبيرة في نمط الحياة، وعدم الانشغال بالتفاصيل الصغيرة مثل تناول الحلوى بشكل نادر. وتوضح هذه الآراء المتنوعة أن الطريق إلى صحة أفضل وإطالة العمر لا يعتمد على نوع معين من الأنظمة الغذائية بقدر ما يعتمد على اتباع أسلوب حياة متوازن ومعتدل، حيث إن التركيز على نوعية الطعام وتوقيته، جنباً إلى جنب مع تقليل التوتر والضغط النفسي، قد يكون المفتاح الحقيقي لمكافحة الشيخوخة.