الكويت - يتابع القطاع المصرفي في الكويت إتمام أكبر صفقة اندماج خلال هذا العام، حيث يُتوقع أن تؤدي إلى ولادة ثاني بنك إسلامي في السوق، مما يضفي زخما لطموحات البلد في أن يصبح مركزا ماليا إقليميا منافسا. ويدرس اثنان من أكبر البنوك في البلاد اندماجا من شأنه أن ينشئ كيانا مصرفيا إقليميا عملاقا بأصول تتجاوز حوالي 53 مليار دولار من شأنه أن يعزز فرص النمو والتوسع. ويخطط بنك بوبيان وبنك الخليج لإجراء التقييم والفحص النافي للجهالة للنظر في جدوى الاندماج، وفق إفصاحين منفصلين من المصرفين لبورصة الكويت الأربعاء. وأكد البنكان أنهما ينسقان للتوقيع على مذكرة تفاهم واتفاقية سرية المعلومات للبدء في أعمال الفحص النافي للجهالة ودراسات التقييم وما يرتبط بها من دراسات جدوى. وأشارا إلى التزامهما بالحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة في هذه العملية. ويعد بنك بوبيان من أكبر البنوك الإسلامية في الكويت، بأصول تبلغ نحو 8.89 مليار دينار (29 مليار دولار)، فيما يمتلك بنك الخليج أصولا بقيمة 7.43 مليار دينار (24.7 مليار دولار). ويعمل بنك بوبيان وفقا للشريعة الإسلامية، ويبلغ رأسماله 420.1 مليون دينار (1.374 مليار دولار)، وتمتلك فيه مجموعة بنك الكويت الوطني حصة تبلغ 59.9 في المئة، والبنك التجاري الكويتي 7.3 في المئة. أما الخليج فينشط كبنك تقليدي ويبلغ رأسماله 380.25 مليون دينار (1.24 مليار دولار)، وتمتلك فيه مجموعة قتيبة يوسف أحمد الغانم (شركة الغانم التجارية) 32.75 في المئة، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية 7.2 في المئة، وشركة بهبهاني للاستثمار وأطراف متحالفون 6.1 في المئة. وأكد البنك في الإفصاح التزامه بالقوانين والتعليمات ذات الصلة، بما فيها الحصول على أي موافقات قد تكون مطلوبة من البنك المركزي والجهات الرقابية الأخرى. أما بوبيان فذكر في بيانه أن “الخطوة تأتي في إطار سعي بنك بوبيان للبحث عن فرص إستراتيجية واعدة للنمو والتوسع على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي”. 53 مليار دولار أصول المؤسسة المصرفية الجديدة، التي ستنشأ من دمج بنكي بوبيان والخليج وفي حين تبلغ قيمة بنك بوبيان 2.4 مليار دينار (7.82 مليار دولار)، تصل قيمة بنك الخليج إلى 1.13 مليار دينار (نحو 3.7 مليار دولار، وفقا لبيانات جمعتها وكالة بلومبيرغ. وعلق رئيس إدارة الأصول في شركة الاستثمارات الوطنية محمد الحمد على الصفقة قائلا في مقابلة مع العربية بيزنس، “إننا قد نشهد تخارجا من ملاك البنكين بعد الاندماج”. وأوضح أن ما يحدث بين بنكي الخليج وبوبيان شبيه بما حصل مع اندماج بيت التمويل مع البنك الأهلي المتحد في البحرين، معتبرا أن الخبر إيجابي لبورصة الكويت. وتتزامن محادثات الاندماج ضمن صفقات مشابهة بالقطاع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تسعى البنوك لزيادة حجمها للتنافس بشكل أفضل مع المنافسين. وتلجأ البنوك إلى عمليات الاندماج لتحقيق قيمة مضافة فارقة لطرفي الصفقة، مما يجعلها في وضع قوة ويفتح لها الباب أمام نهضة مضاعفة عدة مرات من حيث الاستقرار والنمو للكيانين معا. وتتميز البنوك الإسلامية بأن علاقتها مع المتعاملين ليست قائمة على أساس دائن ومدين، بل هي علاقة تؤكد على تقاسم المخاطر والأرباح والخسائر. كما أنها تستهدف منح الخدمات المالية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والتي تجد صعوبة في الحصول على التمويل التقليدي من البنوك التجارية، نظرا لعدم امتلاكها الضمانات المطلوبة. وكانت إحدى آخر الصفقات الكبيرة أيضا مرتبطة ببيت التمويل الكويتي (بيتك)، الذي اتفق في عام 2022 على الاستحواذ على البنك الأهلي المتحد في البحرين بعد أربع سنوات من المفاوضات في هذا الصدد. وسبق أن ذكرت بلومبيرغ أن بيت التمويل الكويتي يدرس شراء حصة كبيرة في بنك الاستثمار السعودي. ويعد بيتك أكبر بنك إسلامي في الكويت بأصول تبلغ حوالي 38 مليار دينار (123.8 مليار دولار)، وهو الثاني في منطقة الخليج بعد مصرف الراجحي السعودي. وشهدت عمليات الاندماج زخما أيضا بعدما عيّن بنك البحرين الوطني بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس كمستشار مالي، بينما يدرس إمكانية الاندماج مع المنافس المحلي بنك البحرين والكويت.
مشاركة :