كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن تفاقم حاد في أزمة انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة «الحوثي» في اليمن. وأوضحت «الفاو»، في تقرير حديث، أن نسبة الأُسر التي تعاني انعدامَ الأمن الغذائي الشديد في هذه المناطق وصلت إلى 44% في يونيو الماضي، بزيادة نسبتها 3% عن الشهر السابق. وأرجع التقرير هذا التدهور إلى مجموعة من العوامل المتداخلة أبرزها: التدهور الاقتصادي المتسارع، وتراجع المساعدات الإنسانية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، فضلاً عن الآثار السلبية لأزمة البحر الأحمر. وفي سياق آخر، أعلنت القوات البحرية المشتركة، أمس، انضمام السويد رسمياً إلى التحالف الدولي الذي يعمل على حماية الأمن البحري في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة التصعيد الحوثي ضد الملاحة البحرية التجارية الدولية. وقال بيان صادر عن القوات البحرية المشتركة، إن هذا الانضمام يأتي في إطار جهود التحالف المتواصلة لمكافحة الإرهاب والقضاء على القرصنة البحرية، وتعزيز التعاون الإقليمي لضمان بيئة بحرية آمنة ومستقرة. ومن جانبه، أشاد القائد العام للقوات البحرية الأميركية، الأدميرال جورج ويكوف، بانضمام السويد إلى التحالف، مؤكداً أن هذه الخطوة ستعزز قدرات التحالف بشكل كبير. ويشنّ الحوثيون منذ نوفمبر الماضي هجمات، بالصواريخ والمسيّرات والزوارق المفخخة، على سفن تجارية في البحر الأحمر. وهاجموا ما لا يقل عن 88 سفينة تجارية منذ بدء حملتهم ضد سفن التجارة البحرية الدولية، وفقاً لإحصائية نشرها «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى». وتأثرت حركة الشحن البحري التجاري العالمية بهجمات «الحوثي» في البحر الأحمر وخليج عدن، مروراً بباب المندب الذي يمثل ممراً ملاحياً حيوياً للتجارة بين الشرق والغرب، مما أجبر عدة شركات عالمية على تغيير مسارات سفنها نحو مسارات شحن أطول، وإلى الالتفاف حول جنوب أفريقيا لتجنب البحر الأحمر، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن، كما تسبب في ازدحام على الموانئ الآسيوية والأوروبية. ورداً على الهجمات الحوثية ضد الملاحة البحرية، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف بحري دولي وإطلاق عملية «حارس الازدهار» لضمان حرية الملاحة وحماية السفن في البحر الأحمر الذي يمثل منطقة استراتيجية تمر عبرها 12 في المئة من التجارة العالمية. كما بدأت القوات الأميركية والبريطانية، منذ 12 يناير الماضي، تنفيذ ضربات على مواقع للحوثيين. ويقوم الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر بضربات على صواريخ ومسيّرات حوثية يقول إنّها معدّة للإطلاق. كما ينفذ الاتحاد الأوروبي مهمةً أمنية في البحر الأحمر لحماية التجارة البحرية الدولية وتأمين خطوطها الملاحية.
مشاركة :