قال الحرس الثوري الإيراني، أمس السبت، إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قتل بإطلاق قذيفة قصيرة المدى برأس حربي وزنه نحو 7 كيلوغرامات مصحوبا بانفجار شديد من خارج غرفته. وزعم بيان الحرس الثوري الإيراني أن عملية قتل هنية جاءت "بدعم من الحكومة الأميركية" لإسرائيل، وهو الأمر الذي نفته واشنطن سابقا، حين أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بالعملية. وتعهد الحرس الثوري الإيراني بـ "رد حاسم على هذه الجريمة"، وقال إن "انتقام طهران سيكون شديدا وفي الوقت والمكان المناسبين وبالطريقة الملائمة." وكانت تقارير صحيفة عدة أشارت، نقلا عن مصادر بينها مسؤولون إيرانيون، إلى أن هنية قتل عبر زرع قنبلة في مقر إقامته في طهران. وكشفت صحيفة "التلغراف" أن جهاز الموساد الإسرائيلي وظّف عملاء أمن إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة في المبنى، حيث كان يقيم هنية. وكانت الخطة الأصلية، وفقا للصحيفة البريطانية، هي اغتيال هنية، في مايو الماضي، خلال حضوره جنازة إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق. غير أن العملية لم تتم بسبب الحشود الكبيرة داخل المبنى واحتمالية فشلها العالية، وفقا لما أطلع به مسؤولان إيرانيان صحيفة التلغراف. وبدلا من ذلك، وضع عميلان أجهزة متفجرة في ثلاث غرف في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري الإيراني في شمال طهران، حيث قد يقيم هنية. في غضون ذلك، نفذت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات طالت أكثر من 20 شخصا، من بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها الجيش في طهران، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدرين مطلعين إيرانيين. وذكرت الصحيفة الأميركية أنه بعد الاغتيال داهمت عناصر الأمن الإيرانية مجمع دار الضيافة، الذي ينتمي إلى فيلق الحرس الثوري والذي كان يقيم فيه هنية بشكل متكرر أثناء زياراته إلى طهران، ووضع العملاء جميع أفراد طاقم دار الضيافة تحت الإقامة الجبرية، واعتقلوا بعضهم، وصادروا جميع الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الشخصية. ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية قولها إن فريقًا منفصلاً من العملاء استجوب كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الذين كانوا مسؤولين عن حماية العاصمة، ووضعوا عددًا منهم قيد الاعتقال لحين اكتمال التحقيقات.
مشاركة :