بصوته الشجي المتمكن، تربع عمود الفن السعودي الدكتور عبادي الجوهر، على مساحته الغنائية المتفردة بكل اقتدار، فكانت ليلة طربية ساحرة على مسرح عبادي الجوهر أرينا، ضمن فعاليات "موسم جدة 2024" برعاية الهيئة العامة للترفيه (GEA) وتنظيم من بنش مارك. وعاش عبادي الجوهر بصوته الدافئ المشبع بالعراقة والحس المرهف، برفقة المايسترو أمير عبدالمجيد والأوركسترا الموسيقية، ليلة فارهة ممتعة بالسلطنة والانسجام مع جمهور جدة ومتناغمة مع العود "الرنان"، فكانت البداية مع أغنية "دخون" من كلمات الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، ثم قدم الجوهر باقة من أغنياته الجديدة والقديمة "مو بس محتاجك، ما على الدنيا عتب، لا تلوم، حبر وورق، غريب، من عذابي، طال السكوت، اختفت، كل العواذل تشابه"، وعاد الأخطبوط مرّة أخرى، لبداياته الفنية، حيث غنى لجمهور جدة "يا حلاوة" من كلمات لطفي زيني وألحان طلال مداح. بينما تفاعل الجمهور مع "المزهرية"، مستمرا بالتصفيق الذي تمازج مع قدرات عبادي الجوهر الصوتية الأسطورية، التي تختزل أحاسيسه ومشاعره المعلنة والكامنة التي وصلت للجمهور فعاش الجمهور متعة جديدة كجلسات عبادي الجوهر المتفردة بصوته وعوده، حينما ارتجل لأول مرة على المسرح بأغنية "على الميهاف" من كلمات الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبدالمحسن، وتجاوبا مع طلبات الجمهور قدم أغنية "متشابهة يالدور" منفردة بالعود وتفاعل الجمهور بشغف مع أغنية "تدرين وأدري"، مرددين معه كامل الأغنية، وأغنيات أخرى مثل "عيونك آخر آمالي، قالوا ترى" في تناغم وانسجام وطرب. وخلال المؤتمر الصحافي أعرب القدير عبادي الجوهر: عن سعادته بغنائه على المسرح الذي يحمل اسمه"عبادي الجوهر أرينا"، وبهذه الكثافة الجماهيرية، مقدما حبه الكبير واعتذاره، لمن لم يحالفهم الحظ لحضور الحفل، واعداً الجمهور بحفلات أخرى. ومن جهته كشف المايسترو أمير عبدالمجيد، عن كواليس حفل ليلة عبادي الجوهر، وأن أغنية "على الميهاف" كانت مطلب الجمهور من "6" سنوات، وكانت مرشحة كاول أغنية يبدأ بها الحفل، غير أن هيئة الترفيه اقترحت بأن تكون أول أغنية بعد الفاصل في الجزء الثاني من الحفل. يذكر أن هذا الحفل يعد هو الأول للفنان عبادي الجوهر، على المسرح الجديد الذي يحمل اسمه، "عبادي الجوهر أرينا"، حيث اكتملت مقاعد المسرح في طاقة استيعابية، لمدة "4" ساعات متواصلة، قدم خلالها الجوهر أكثر من عشرين أغنية، وعلى هامش الحفل دُشن معرضا يحتوى على مقتنيات، من أوسمة وتكريمات وساعات وأعواد، تروي سيرة فنية خالدة للضلع الأهم في تاريخ الأغنية السعودية. مختتماً الحفل بصعود حفيده ما زال عبادي الجوهر متفرداً بعبقرية العود