يخلق غياب الحدود مشاكل جمة في العلاقات الإنسانية سواء المهنية أو الأسرية وحتى بين الأزواج، ووضعها يجعل العلاقة صحية ويضمن استمرارها، ذلك لأن كل واحد منا له منطقة وحدود لا يقبل أن يتم تجاوزها، ويشعر بالأذى والألم عندما يتجرأ الآخر عليه ويتعدى حدوده. وهذه الحدود أنواع، كما تقول الكوتش ربيعة الغرباوي التي تميز بين الحدود العاطفية، وتؤكد على ضرورة احترام الآخر لمشاعرنا، لأن الأصل هو أن نعبر بحرية عن عواطفنا دون أن تمارَس علينا رقابة أو أحكام، وبين الحدود المادية التي يكون تجاوزها مصدر إزعاج كبير لدى البعض، وكمثال على ذلك، عندما يعطي شخص ما لنفسه الحق في تغيير طريقة ترتيبك للأوراق بمكتبك أو إعادة ترتيب المطبخ. هناك أيضا الحدود الفكرية، والتي يظهر تجاوزها بشكل كبير في الوسط المهني، حيث يمكن أن يستعمل الأشخاص الموجودون في مناصب القرار سلطتهم، دون شعور، فيتسببون في أذى للطرف الآخر. وفي ما يتعلق برسم الحدود بين الأزواج، فهو أمر قد يبدو غريبا، لأن كل واحد من الأزواج يعتبر شريكه ملكا له، ويعتقد أنه يجب أن يعرف عنه كل صغيرة وكبيرة وأن يصدر عليه أحكاما في كل السياقات، وهذا غير صحيح كما تشرح الكوتش ربيعة الغرباوي في هذا العدد من "كيف الحال".
مشاركة :