جبر الخواطر وكسرها مرآة آدميتنا التي لا تكذب

  • 8/5/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لأننا لسنا أجسادا فقط، فإن النفوس التي تبتهج وتتألم هي الجزء الأهم في يومياتنا، فما الجسد سوى وسيلة، وتبقى النفس هي عنوان الإنسان، وهي التي تتلقى سرورها، أو ينعى إليها حزنها، فجبر الخواطر إذا رحمة لا يجيدها سوى من تمرسوا في واقع الحياة كبشر يحملون روح الإنسان الحقيقية، وكسر الخواطر سيظل خطيئة لأنه يستنزف النفوس، ويقصي المتعطشين للرحمة بعيدا عن حلمهم المشروع في أن يجدوا حياة تليق بالجميع إنسانية وخيرية! جبر الخواطر من النعم التي أعطيت سلوكا لكل من رحم الإنسان وأحب الخير له، وكسر الخواطر كان نتيجة لشرخ عميق في نفس لم تذق طعم المثل والوصايا، ولم تمتثل لها، وراح صاحبها يتشوه فكرا وعقلا منذ بدء تلقيه لأولى صدمات الواقع، فقرر أن يعلي في نفسه قيم الأنا، وأنكر كل ما علمه إياه الأجداد وما حكوه له من حكايات الإنسان، وماذا يقع له حين يقرر أن لا يستلهم الضمير وهو يخوض معارك الحياة التي لا تنتهي. جبر الخواطر هدية أهديها لك عندما أكون في الحالة المثلى من وعيي الإنساني، وفي المرتبة الأعلى من خيريتي الداخلية، وحينما أكون في السياق كامل الانضباط على مسارات فهمي لدوري في حياة الآخر وليس حياتي فقط، وأما كسر الخواطر فهو التمثيل الأعلى لمنظومة التراجع عن عهد الفطرة الذي قطعه الإنسان على نفسه، وهو التمثيل الأدنى لمحاولة الإنسان أن يصنع عالمه الخاص القائم على سردية لا يمكن وضع مبررات مقبولة لها عند المجتمع مهما حاول. يمكننا أن نجبر الخواطر لأننا نريد، ويمكننا أن نكسرها أيضا بإرادتنا، لكننا لا يمكننا أن نهرب من ملاحقة كل فعل سواء كان ذلك الفعل الذي يلاحقنا وهو يزرع في نفوسنا سعادة غامرة حين نسعد أحدهم، أو ذلك الشعور البغيض بالذنب حين ننأى بوجوهنا عن مسكين عابر سبيل فلا نجرؤ أن نلتفت إلى الوراء بعد أن كسرنا فيه شيئا من أشياء كسرها آخرون، لأننا نعرف أن ما ارتسم على وجهه من كسر الخاطر هو شهادة رسوب حصلنا عليها، ونحن كبشر لا نطيق أن ننظر في شهادات الرسوب خاصة الأخلاقية، لأنها تعلن عن حجم ضعفنا الإنساني وحجم أزمتنا الداخلية. يمكنك أن تجبر الخواطر لسعادة قلبك أنت، فكل من جبروا خواطر الناس تأنقوا صحة نفسية ونشاطا وإيجابية، وكل من اختاروا الجانب الآخر من الطريق لم يحققوا السعادة التي توهموها حين ظنوا للحظة لم تكن الأفضل في مسيرة حياتهم بأن التعالي على الآخر، أو كسر فؤاده يمكن أن يضيف لهم شيئا يكون رافعة لضعفهم المتجذر في أعماقهم، لكن هذا لم يحدث، ولن يحدث! hananabid10@

مشاركة :