محاربة الإرهاب بالإسلام - يوسف القبلان

  • 4/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الإسلام دين الرحمة والمحبة والسلام والتكافل والتسامح، ومن المؤسف أن المنظمات الإرهابية رفعت راية الإسلام للترويج لفكر متطرف وأعمال إجرامية لا علاقة لها بالإسلام وتتعارض مع تلك القيم الإسلامية العظيمة. لقد تم تشويه الإسلام فقيل في وصف داعش تنظيم (الدولة الإسلامية) وهي لا تنظيم ولا دولة ولا إسلامية. لكن الإعلام غير المحايد أصبح يربط أي عملية إرهابية في أي مكان بالإسلام. هي مجرد جماعات فوضوية متطرفة استغلت الدين لتحقيق مآرب خاصة بواسطة القتل والتفجير والاختطاف والعمليات الانتحارية. جماعات متطرفة في فكرها وأساليبها سواء ربطت نفسها بالإسلام أو بغير الإسلام. يعلم الجميع أن الإرهاب لا دين له وأن المنظمات الإرهابية حاربت الإسلام حين ارتكب ممارسات إرهابية تحت شعار الإسلام. لقد تم تشويه الإسلام بواسطة نشاط منظمات متطرفة تزعم أنها إسلامية وأنها تمثل فكر وثقافة وأخلاق الإسلام. من هنا جاء التحالف الإسلامي العسكري ليحارب الإرهاب بالإسلام بعد أن أصبح الإرهاب خطراً على الجميع وتشويها للدين الإسلامي وقيمه الإنسانية. هذا التحالف ينقل رسالة إلى العالم تعبر عن موقف إسلامي صلب ضد داء الإرهاب. رسالة تقول إن الإسلام ضد الإرهاب مهما كان مصدره ومبرراته. رسالة واضحة قوية تتطلب حملة إعلامية منظمة تخاطب العالم بلغة واحدة وخطاب إعلامي موحد. هذه الرسالة تقول أيضاً إن محاربة الإرهاب لا تنجح بالتنديد، والبيانات العاطفية. لا بد من عمل متكامل يتعامل مع هذا الداء بالوسائل الوقائية والفكرية والأمنية والإعلامية. من هنا جاءت مبادرة المملكة لتقوم بدور قيادي في إنشاء تحالف يعلن للعالم أن المرحلة هي مرحلة عمل جدي وأن التحالف يحارب الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته وأهدافه. ومن خلال الحديث الصحفي للناطق الرسمي لقوات التحالف العميد أحمد عسيري، أجد أن الخطوط العريضة للعمل القادم تتمثل في النقاط التالية: - التركيز على الإرهاب بشكل كامل، وليس داعش فقط. - القيام بجهود وقائية لمنع تجنيد العرب والمسلمين في التنظيمات الإرهابية. - قرارات التحالف الإسلامي تصدر بالإجماع وليس من خلال التصويت. - عمليات التحالف الإسلامي ستكون في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة. - وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب من أربعة محاور وهي عسكرية وفكرية وإعلامية ومالية. وهذا يتضمن تجفيف منابع الإرهاب. - تسخير خبرة المملكة في مكافحة الإرهاب مالياً وأمنياً وعسكرياً لدعم هذا التحالف. وهكذا تنتقل جهود مكافحة الإرهاب إلى مرحلة جديدة تتسم بالرؤية الواضحة والعمل التكاملي المنظم والجهود التنسيقية المستمرة من أجل السلام والأمن وتعزيز القيم الإسلامية الحقيقية التي اختطفتها المنظمات والجماعات الإرهابية وحرفتها إلى فكر متطرف أساء للإسلام والمسلمين. إنها مرحلة تتطلب مشروعاً فكرياً إعلامياً ضخماً برؤية وأساليب جديدة يستمر لمدة زمنية طويلة وليس كحملة موقتة. Yousef_algoblan@hotmail.com

مشاركة :