عندما تتحول الأحلام إلى أهداف تصطدم بالواقع، ولكن ذلك لا يعني عدم إمكانية تحقيقها. ولكي تتحقق فلابد أن تكون الرؤية واضحة والأهداف محددة والآلية قابلة للتطبيق. وبمثل وضوح الأهداف لابد من وضوح المعوقات وتحديدها ووضع الآلية لتجاوزها أو تقليص أثرها السلبي على خطط التنمية والتطور. لن أتحدث عن الأهداف ولكن أستطيع أن أقول إن تحققها مرهون بتحقق تقدم على مستوى معالجة المعوقات. تتحقق الأهداف عندما يصبح تعليمنا بمستوى طموحاتنا ويتجاوز النمطية التي تعود عليها. تتحقق الأهداف إذا لم تلوثها الإقليمية أو الطائفية أو المناطقية أو العصبية الجاهلية. تتحقق الأهداف إذا تمت محاصرة الفساد بكافة أشكاله والزج بأربابه خارج دائرة المسؤولية الوطنية وعقاب من يستحق العقاب. تتحقق الأهداف إذا بنيت على إحصاءات دقيقة للكثافة السكانية والمعطيات الجغرافية وتجردت من العواطف. تتحقق الأهداف عندما نصغي لجميع الأصوات بما في ذلك الناقد منها كما أكدت على ذلك القيادة مراراً وتكراراً. تتحقق الأهداف عندما نقضي على أسباب التقاطب الاجتماعي والمناطقي والديني. بتحديد الأهداف ورسم خطط تنفيذها وبتجاوز هذه المعوقات يستطيع الوطن أن يحقق حلم المسؤول والمواطن على حدٍ سواء. أما لو غفلنا عن واحدة أو أكثر من تلك المعوقات فمهما رسمنا من خطط ومهما اتخذنا من خطوات فلن نستطيع الوصول لها أبداً. بتحديد الأهداف وتجاوز المعوقات استطاع "لي كوان يو" بناء سنغافوره الحديثة. ومثله استطاع بارك شونغ هي بناء كوريا الجنوبية الحديثة. وكذلك استطاع مهاتير محمد بناء ماليزيا الحديثة. m.alquaiz@gmail.com
مشاركة :