«الخط العربي» في دبي.. احتفاء بجماليات الحروف

  • 8/7/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يطغى فن الخط العربي بجماله على العديد من الفنون الأخرى، ففيه يظهر جمال الحروف، ويصبح للكلمات روح، وهو من أرقى وأهم الفنون البصرية عالمياً، له سماته الخاصة النابعة من طبيعة اللغة العربية، ما يتيح للخطاطين والفنانين إمكانية التنويع والإبداع في تصميم الكلمات والجمل، والتعبير عن إبداعهم بشكل واضح وقوي، فالمرونة الشديدة في حركة الحروف وتشكيلها جعلت منه وسيلة تعبير قوية لا يضاهيها فن آخر. ويحظى الخط العربي باهتمام كبير في العالم العربي والإسلامي والغربي أيضاً، حيث تقام المعارض والمسابقات لإبراز وتقدير هذا الفن الرفيع، وتستمر المحاولات لإحيائه وتطويره، ليواكب متطلبات العصر الحديث، مع حفاظه في نفس الوقت على خصوصيته ومبادئه، التي لم تتغير مع مرور الزمن. وانطلاقاً من أهمية هذا الفن عربياً وعالمياً اهتمت دبي بهذا المجال، وخصصت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» ورشاً تدريبية بدأت قبل أكثر من عام للموهوبين والراغبين في تعلم هذا الفن من كافة الجنسيات والأعمار، موفرة لهم أفضل الأساتذة والفنانين والخطاطين وراسمي النقوش مع كافة الأدوات مجاناً دون أي مقابل سوى نشر الفن والمعرفة، وتخليد هذا الإرث العربي الأصيل. «البيان» زارت ورش التعليم المقامة في مركز الجليلة لثقافة الطفل بدبي، لتتعرف عن قرب على آليات العمل والتدريب وكيف يستفيد منها الطلاب، والتقت الفنان الخطاط زيد الأعرجي، الذي أشار إلى أن هذه الدورات هي الأولى من نوعها، وأن هيئة الثقافة والفنون في دبي تعد السباقة في هذا الأمر. حيث عملت على الجمع بين الثقافة والتراث والمعاصرة وحفظ الهوية، هوية البلد الرائد في مجال الخط العربي، حيث تتنافس وتتسابق المؤسسات والبيناليهات بشكل غير مسبوق في هذا المجال لإحياء فن الخط العربي، الذي لم يتغير ولم يتأثر بأية فنون أخرى، وهذا من أغرب ما حدث في مجال الفن. أصالة وقال: « إن الخط العربي ولد أصيلاً من رحم هذه الأمة، ولم يتأثر على مر العصور»، مضيفاً: «والخطاط فيما سبق كان يعتني اعتناء خاصاً بالقرآن من أجل أن يكتبه بطريقة محسنة، فكما اعتنوا به لفظاً وتلاوة أيضاً اعتنوا به خطاً ورسماً وكتابة، فظهر إبداع انبثاقي جديد ليس به أي تقليد». وأوضح أن برأيه أي شخص أو مجموعة من الناس يعجبون بنوع ما من الفنون، ويختلف عليه آخرون، أما الخط العربي فأي شخص ذي عقل يقف أمام هذا الفن بإعجاب، فالحرف العربي نشأت به أجمل عناصر التكوين الفني، وهو متحرك لا يقف، وهذا من أرقى معايير الفن للوحة، فإذا نظرت إليه يمدك بطاقة جمالية لا تتوقف إلى أن تتوقف أنت عن النظر إليه، ويستمر في عطائه، وهذه من أسرار الخط العربي وجمالياته المدهشة. هوية وأكد الأعرجي أن الأمة العربية انجبت تسعة خطوط أصيلة لا نزال نتوارثها ونحفظها ونعلّمها، لذا من المهم إقامة ورش ودورات ترتقي بهذا الفن، وتحفز الطلاب والهواة والراغبين في تعلمه، مشيراً إلى أن الدورة مجانية، وتتكفل بتوفير كل أدوات الخط كالألوان والقصبة «الريشة الخاصة بالكتابة»، ودفاتر الكتابة لمنتسبيها. وقال: «ندرس حالياً أمكانية عمل ورش خط للأطفال حتى نستمر في تعزيز هذا الفن المرتبط بالهوية والتراث والأصالة، ونقدم حالياً عدة أنواع من الخطوط من بينها: الرقعة، والديواني، والديواني الجلي، والنسخ، والثلث، بالإضافة إلى الزخرفة والتذهيب. وهذا فن مختلف بحد ذاته على ارتباطه الوثيق بالخط العربي إلا أن له مدارس متنوعة وأشكال مختلفة يتعين على الخطاط الإلمام بها، وأيضاً تقدمها هيئة الثقافة والفنون في دبي بكل تفاصيلها من مدرسين مختصين، والألوان المخصصة، والفرش تعطى للطلبة مجاناً أيضاً، ولدينا العديد من المشاركين من مختلف الجنسيات». انفراد وأكد الأعرجي أن هذا الفن لا يشترط تعلم اللغة العربية، فهو فن منفرد بذاته، ولدينا غالباً طلبة أجانب يبدعون ويتفوقون على آخرين يتقنون اللغة العربية، لأنه فن لا يتم التعاطي معه على أنه لغة وقواعد اللغة، بل هو فن بصري فيه معايير صارمة، لا يمكن الأخطاء فيها، ولا يرضى بصرياً ولا حتى بما يعادل أقل من مليمتر خطأ بصري، هو رسم مقنن بشكل بديع. من جهتها توافق أروج محسن من باكستان، التي بدأت تعلم الخط العربي قبل 4 شهور تقريباً، مع رأي الأعرجي، وتؤكد أنها لا تجد صعوبة في كتابة الخط، لأنها تعشق هذا الفن على الرغم من أنها لا تتقن اللغة العربية قراءة وكتابة. مؤكدة أن كل حرف يتم تعليمه لهم بشكل منفرد، ويعطى وقته لإتقانه، ومن ثم يتم الانتقال لحرف آخر، وهكذا إلى أن أتقنت صنع الكلمات، وتوليفها بالشكل المطلوب، مشيرة إلى أنها تتعلم لأجل أن تستمر في هذا المجال، وتصبح فنانة معروفة فيه، وتؤسس لمعارضها الخاصة. وأوضحت أنها عرفت عن الدورات بمحض الصدفة حين كانت تبحث عن مكان لتعليم الخط أو مدارس متخصصة وتفاجأت بأن الهيئة تقدم ذلك بالمجان فسارعت بالالتحاق. تطور وتقول انتصار عبد عثمان من اليمن، التي بدأت قبل أكثر من 10 شهور في التعلم: «التحقت فور معرفتي بالدورات المجانية، واستفدت منها كثيراً بالفعل، وتطورت بشكل مذهل خلال هذه الفترة خاصة أن لكل حرف زواياه المختلفة. ولكل خط من الخطوط طريقته الخاصة في الرسم وكيف يمكننا التفريق بينها وإتقانها، وإتقان الميلان لكل منها، هذه مبادرة رائعة جداً وقدمت رأيي للهيئة عبر موقعهم الرسمي شاكرة لهم، ومقدرة إذ لم أجده في أي مكان آخر تقديم كل هذه الخبرات بشكل مجاني، وعلى الرغم من أني آتٍ من مكان بعيد إلا أن هذه فرصة لا يمكن تفويتها». تعلق وفي السياق، أشارت يوليا غولغايفا من روسيا إلى أنها تعلمت اللغة العربية قبل 20 عاماً، وتشعر بالسعادة بهذه الورش التي تصقل مهاراتها في فن الخط، ولفتت إلى أنها حين كانت تبحث عن أي مكان لتعلمه وجدت الفرصة سانحة في الحصول على ما تريد بالشكل والطريقة المطلوبين أيضاً مجاناً عبر ورش الهيئة، وهو ما أثار استغرابها وجعلها تنتظم منذ أكتوبر الماضي، وتعتقد أن ذلك أمر مذهل لا يمكن الاستهانة به أبداً. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :