«دبي الدولي للخط العربي».. احتفاء بجمالية الكلمة

  • 4/20/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يطل معرض دبي الدولي لفن الخط العربي في دورته التاسعة بمجموعة من الأعمال الفنية التي تنقسم بين الكلاسيكي والمعاصر، لأكثر من 50 فناناً من الإمارات والعالم العربي وتركيا وإيران. وقدم المعرض الذي أقيم الافتتاح الرسمي له أول من أمس، في مركز وافي، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والأديب محمد المر، ووزير الصحة ووقاية المجتمع رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، عبدالرحمن العويس، مجموعة من النصوص الدينية والحكم والأشعار التي خطت بريشة تصوغ الأبجدية العربية وفق تصاميم تحتفي بجمالية اللغة والكلمة. تجاورت في هذا المعرض الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الأعمال المعاصرة مع الأعمال الكلاسيكية للمرة الأولى، لإيجاد حوارية جمالية فريدة. وقال عبدالرحمن العويس، «إن الهيئة استطاعت أن تتفوق على نفسها، فالدورة تفوقت على سابقتها من ناحية المستوى وآلية العرض، والأعمال الموجودة، وكذلك التناغم بين الكلاسيكي والمعاصر، إلى جانب إضافة جناح الزخرفة الذي يبرز التواجد الخليجي والعربي فيه بعد أن كان محتكراً في إيران». ولفت الى أن مجموعة الأعمال التي تعود لمحمد المر تبرز جماليات الخط العربي وتضيف للمعرض، مشدداً على أن الإمارات باتت قبلة الخطاطين، والتجمع الموجود فيها عالمي، ويضم كل أطياف وجنسيات العالم، وباتت الأولى عالمياً في استقطاب الفنون الإسلامية والخط على نحو خاص. وأكد رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الذي يستمر حتى 30 أبريل، الدكتور صلاح القاسم، لـ«الإمارات اليوم» على أن الهيئة تستفيد من التجارب السابقة، من خلال وضع معايير للخطاطين المشاركين، والدمج بين الخبرات المختلفة، لخلق قاعدة من الخطاطين والتواصل مع الخبراء، ومنح فرصة للأجيال الصاعدة والجمهور لتذوق هذا الفن، خصوصاً أنه ينطوي على الكثير من الجماليات. ولفت الى أن اختيار الموقع أتى بهدف توجيهه لجميع الناس، إلى جانب ورش العمل الخاصة بالأطفال والكبار والمحاضرات التي يصل عددها إلى 24، وهدفها إيجاد حلقة وصل مع الجمهور وتقديم المعلومة الفنية. مقتنيات محمد المر قدم الأديب محمد المر مجموعة من الأعمال التي تعود لمقتنياته في «بيات غاليري»، حيث غلب على المجموعة الأعمال الخطية التي تعود إلى مجموعة من الفنانين من العالم العربي وتركيا، فيما كان من بين اللوحات الموجودة في المعرض عملان للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، وهما يحملان بصمته التجريدية والحروفية، إلى جانب عمل تجريدي للفنانة نجاة مكي، وأعمال تجسد الطبيعة في الإمارات للفنان جون هاريس، وغيرها الكثير من أعمال الخط التي تحمل نصوصاً قرآنية. حديقة شارك الفنان عبدالقادر الريس في القسم المعاصر من خلال لوحاته الحروفية، مشيراً إلى أنه ركز على اللون مع إدخال الحرف عليه مستخدماً خط الثلث، فلوحاته تبدو كالحديقة، معتبراً أن من يحب اللوحات التجريدية هو الذي ينجذب إلى لوحاته، وأن كتابة الخط باللون أتت معه بالممارسة، وأن عمله يصعب تقديمه من قبل متبعي النمط الكلاسيكي، تماماً كما يصعب عليه تقديم اللوحة الخطية الكلاسيكية. ورأى أن المعرض في تطور مستمر، وكل دورة تأتي أفضل من سابقتها. فخر الأجيال اعتزازاً بدبي والنجاح الذي وصلت إليه، اختارت الفنانة نرجس نور الدين تقديم مجموعة من أبيات الشعر من قصيدة «فخر الأجيال» لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، فالبيت الأول يبرز كيف أن المجد لا يتحقق لأيٍّ كان، فيما البيت الثاني يتحدث عن دبي تحديداً. ولفتت إلى أنها اعتمدت خط الجلي الديواني، والأسلوب الكلاسيكي مع بعض التصرف، موضحة أنها تقدم اللوحة المعاصرة لكنها لا تنكر فضل الكلاسيكي على عملها وما وصلت إليه. وأشارت إلى أن التصرف في اللوحة يكون ضمن حدود تحافظ على النسبة الذهبية للحرف، واصفة المعرض الذي تشارك فيه منذ دورته الثانية بأنه من المنصات المهمة التي تتيح تبادل التجارب والخبرات. أسس كلاسيكية شارك الخطاط الإماراتي خالد الجلاف في لوحتين، اختار للوحة الأولى نصاً شعرياً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحمل تصميم الوسام، واستخدم فيها الخط الكوفي الأقرب إلى الفاطمي، أما في النص الثاني فقد اختار نصاً دينياً، ورسمه على شكل بوابة. ولفت إلى أن مشاركته أتت في الجانب الكلاسيكي في المعرض، وهذا يعني أن أسس وعناصر العمل الكلاسيكي لابد من توافرها، منها الورق المقهر، والحبر الطبيعي، والذهب والزخرفة. ورأى أن الانتقال من اللوحة الكلاسيكية الى المعاصرة ليس صعباً، لأن اللوحة المعاصرة لا تحدث قطيعة مع الكلاسيكية، بل تتبدل فقط طريقة استخدام الأدوات. حكم العرب قالت الإماراتية فاطمة البقالي: «شاركت بعمل واحد، واخترت نصاً من حكم العرب، هو «المرء في طي لسانه لا في طيلسانه». ونوهت بأن النص جذبها أولاً نظراً للغة الموجودة فيه والسجع المعروف بزيادة جماليات اللغة، وكذلك بسبب المعنى العميق الذي يحمله والهادف للتركيز على الجوهر، مبينة أنها تعمدت تغييب الزخرفة في اللوحة كي تتناسب مع معنى النص الذي يركز على الجوهر، موضحة أنها استخدمت خط جلي الإجازة. واعتبرت البقالي أن الخطاط يضع بصمته في اللوحة، فالخطاط فنان، وأي نص يستوقفها ويلامس إحساسها تخرجه بقلمها، منوهة بأنها تتبع المدرسة الكلاسيكية، التي تراها غنية ومتجددة بما يكفي.

مشاركة :