د. إبراهيم بن سالم السيابي إسرائيل هذه الدولة التي في هذه الأيام هي على كل لسان عربي ومسلم؛ بل شعوب العالم بأكمله، نظرا للجرائم المُستمرة التي تتركبها منذ عدوانها الغاشم على غزة والذي دخل شهره الحادي عشر، هذا العدوان يفوق الوصف والتصور من قتل؛ حيث تجاوز عدد الذين قضوا في هذا العدوان (39500 شهيد) جُلهم من النساء والأطفال، ومن تجويع وحصار وهدم وتدمير المباني والمرافق والبنية التحتية مع سبق الإصرار والترصد، أمام أنظار العالم في تحدٍ صارخ على المدنيين العزل؛ حيث يقصفون في المباني في المدارس في المستشفيات في الشوراع والطرقات وفي كل مكان يلتجئون إليه، وهم لا حول لهم ولا قوة مع صمت مطبق وانحياز واضح وفاضح من قوى البغي والشر الراعية لهذا الكيان المجرم المحتل الغاصب. دولة أعلنت قيامها قيادات في الحركة الصهيونية يوم 14 مايو عام 1948 وما يطلق عليه العرب بـ"يوم النكبة"؛ حيث أقيمت دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة بعيد انسحاب الانتداب البريطاني منها، وبعد مجازر وجرائم إبادة وتهجير للسكان الفلسطينيين من مدنهم وقراهم. ودعت هذه القيادات اليهود في العالم إلى دعم "الدولة الغاصبة"، والهجرة إليها باعتبارها "الوطن القومي"، الذي وعدت به بريطانيا اليهود على لسان وزيرها في الخارجية بداية القرن العشرين آرثر جيمس بلفور بعد إصداره ما عرف بوعد بلفور عام 1917. لن نخوض كثيرًا في الجانب التاريخي والتفاصيل لنشأة دولة الاحتلال البغيض لأنه معروف ويحتاج سرده إلى مجلدات ولايمكن أن يحتويه أي مقال، وهذا الاحتلال مع الأسف أصبح واقعا وبمسمى دولة موجودة ومزروعة في قلب العالم العربي والإسلامي في موقع جغرافي يُعتبر حلقة وصل برية بين قارتي آسيا وأفريقيا، وبين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وفي أرض مقدسة هي مهد للرسالات السماوية، والأهم أن هذه الأرض لا يختلف اثنان على مكانتها في قلب كل مسلم؛ حيث يقع أولى القبلتين ومسرى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والذي بارك الله فيمن حوله وهو المسجد الأقصى المبارك. والعودة لذي بدء إلى سؤالنا: هل هذا الصراع الطويل الممتد لأكثر من 75 عامًا وما يحصل حالياً من أحداث منذ طوفان الأقصى وما تبعه من عدوان غاشم على قطاع غزة من هذا الكيان الغاصب المحتل، هل هذا الصراع الطويل نعمة أم نقمة للعرب والمسلمين؟ كشف لنا هذا الصراع حقائق وأبعادًا كثيرة، فهذا الصراع هو في الأصل صراع وجود وصراع عقيدة وليس كما يعتقد البعض فقط صراع احتلال، كما هو عليه الحال في صراعات الاحتلال التي مرت علينا في التاريخ أو تلك التي لا تزال قائمة في بعض المناطق الجغرافية من هذه البسيطة، وهنا سوف نستعرض بعض نتائج هذا الصراع والعدوان الغاشم الجاري حاليا في غزة: هذا غيض من فيض، وهناك الكثير لا حصر له، وفي فضاء مفتوح يقبل مختلف الآراء، ويبقى السؤال: هل هذا الصراع مع هذا الكيان الصهيوني نعمة أم نقمة على العرب والمسلمين؟
مشاركة :