عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة محادثات في القاهرة مساء أمس، وشهدا التوقيع على اتفاقين و7 مذكرات تفاهم و7 برامج تنفيذية في مجالات عدة، فيما شدد وزيرا خارجية البلدين على رفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية. وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن القاهرة «تقف دائماً إلى جوار البحرين لدعم وحدتها واستقرارها إزاء أي محاولة للانتقاص من هذه الوحدة». وأشار إلى اجتماع اللجنة المشتركة المصرية - البحرينية التي تواكب زيارة الملك، معتبراً أنها «دعامة أساسية للتعاون بين البلدين». ولفت إلى أن محادثاته مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في اجتماع اللجنة «تناولت مجمل العلاقات بين البلدين والمشاغل والقضايا العربية وأهمية تعزيز الأمن القومي العربي وأهمية التعاون بين البلدين لتحقيق هذا الغرض، إضافة إلى الأوضاع المضطربة في العالم العربي في العراق وسورية واليمن والتدخلات داخل إقليمنا العربي، الأمر الذي نرفضه تماماً». واعتبر أن «التعاون بين الدول العربية هو الوسيلة لمواجهة هذه التدخلات، والتضامن والتكاتف بيننا كدول عربية هو السبيل للدفاع عن مصالحنا المشتركة إزاء هذه المحاولات... حتى تكون العلاقات مؤاتية لا بد من أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولنا العربية». وأكد الوزير البحريني «متانة العلاقات» التي تربط بين بلاده ومصر، ووصف زيارة العاهل البحريني لمصر بأنها «مهمة»، ووجه الشكر إلى «المواقف المصرية الداعمة لمملكة البحرين على مر التاريخ ضد التدخلات من الجيران كإيران وغيرها». واعتبر أن «هذه المواقف تمثل أكبر إثبات على حرص مصر على الأمن القومي العربي». ورأى أن «موقف مصر الصلب لضمان سلامة الأمن القومي العربي هو الركيزة الأساسية لاستقرار المنطقة»، مشيراً إلى أن «ما شهدته المنطقة في السنوات الماضية استهدف في المقام الأول استقرار دولنا وكياناتها، وما نسعى إليه الآن هو المحافظة على الأمن القومي العربي وسد أي نوع من التدخل قد يؤدي إلى أي شيء من هذا القبيل». وأشار إلى «الفراغ» الذي خلفه «غياب الدول الوطنية كما هي الحال في ليبيا وإلى حد كبير في سورية واليمن وما يتعرض له العراق من تدخلات وتواجد إرهابي على أراضيه»، مشدداً على أن «مصر والبحرين ستواصلان النهج التنسيقي بينهما». ورداً على سؤال عما إذا كان مشروع الجسر بين مصر والسعودية سيؤثر في الجسر ما بين السعودية والبحرين، قال الوزير البحريني إن «الجسر ما بين المملكة العربية السعودية ومصر هو من أكبر المشاريع الاستراتيحية التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة وفي عقود عدة»، موضحاً أن «هذا الجسر سيسهل الحركة التجارية بين منطقة الخليج ومصر وقناة السويس التي هي عصب رئيس للعالم للمرور، وسيسهل الانتقال إلى مصر وسيفتح مشاريع للعمران في الجهتين، وهذا المشروع نتطلع إلى أن يتحقق وفوائده ستكون كبيرة جداً للتجارة البينية وانتقال الخبرات والمواطنين ما بين الدول العربية، خصوصاً ما بين مصر ومنطقة الخليج». وعما إذا كان الصراع مع إيران يقارب الصراع مع إسرائيل، قال إن «لا مقارنة بين الصراع العربي - الإسرائيلي والصراع العربي - الإيراني، فالصراع مع إسرائيل هو صراع مع دولة اغتصبت الأرض وهي دولة احتلال، والطرح العربي يرتكز على مبدأ الأرض مقابل السلام وهو خلاف معروف منذ سنوات. أما ما يجرى بين الدول العربية وإيران فخطير جداً، وهو يلبس عباءة دينية ومذهبية، وهو خطر يهدد الأمة الإسلامية ويهدد وضع المسلمين والدول العربية في شكل كبير، وهو خطر لا يجب أن يستمر. ومن دون الإشارة إلى أننا نطمح في تغير في إيران فهذا أمر يخص الإيرانيين، لكن كل يوم يصدر تصريح أو يتم اتخاذ موقف من إيران لا يعطينا فرصة للتعامل مع التهديدات للأمن القومي التي نواجهها، بل يصبح هذا الموقف الإيراني في مقدم التهديدات، وإذا لم نتعامل معه سيسمح بإضعاف الأمن القومي العربي». وأوضح أن القمة الخليجية - المغربية «جاءت لإبداء الدعم الخليجي للمغرب في قضية الصحراء»، والقمة الخليجية - الأميركية «هي القمة الثانية بعد التي عقدت العام الماضي في كامب ديفيد للبحث في عدد من المواضيع»، مشيراً إلى أن «الركيزة الأساسية هي العمل العربي المشترك ولهذا فإن زيارة العاهل البحريني لمصر تأتي في هذا الإطار، خصوصاً في ظل الترحاب الكبير بتلك الزيارة». وأضاف أن «ما يعنينا كثيراً هو كيفية العمل معاً في إطار العمل العربي المشترك». وتتضمن الاتفاقات التي شهد الرئيس المصري والملك البحريني توقيعها مساء أمس اتفاقاً للتعاون في مجال الملاحة البحرية التجارية واتفاقاً لتجنب الازدواج الضريبي. أما مذكرات التفاهم فتتعلق بالتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية، وبين المعهدين الديبلوماسيين، والاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية البحرية للملاحين، والتعاون في مجالي الشباب والرياضة، والتعاون في مجال الشؤون الاجتماعية، وفي مجال التخطيط. أما البرامج التنفيذية السبعة فتغطي مجالات الشؤون الإسلامية، والزراعة، والتربية والتعليم والتعليم العالي، والصحة، والبيئة، والسياحة والثقافة، فضلاً عن بروتوكول للتعاون في المجال الإعلامي، ومحضر اجتماع الدورة التاسعة للجنة المشتركة. ومن المقرر أن تعقد أعمال اللجنة المصرية - البحرينية العاشرة العام المقبل في المنامة. ويزور العاهل البحريني مشيخة الأزهر اليوم ويلتقي شيخ الأزهر أحمد الطيب. والتقى وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي رئيس أركان القوات البحرينية الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي، في حضور رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي. وناقش اللقاء «عدداً من الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات ودعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة لكلا البلدين»، وفق بيان عسكري مصري.
مشاركة :