نستذكر نحن الكويتيين سنوياً الغزو العراقي الغاشم للكويت بتاريخ 2 أغسطس، إذ مرّ عليه 34 عاماً، حيث قام أكثر من 100 ألف جندي عراقي، تدعمهم 700 دبابة، بالدخول غدراً إلى الأراضي الكويتية. وقد تشكّلت الحكومة الكويتية بالمملكة العربية السعودية في مدينة الطائف، حيث تواجد أمير الكويت حينها الشيخ جابر الأحمد الصباح، وولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح، طيب الله ثراهما، والعديد من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية. واستمر الاحتلال العراقي للكويت بأفعاله المدمرة لمدة 7 أشهر، وانتهى بتحرير الكويت بتاريخ 26 فبراير 1991. لقد تواردت هذه الأحداث المؤلمة والمأساوية إلى ذهني، وأنا أتابع ما يعرضه تلفزيون الكويت من مشاهد مروعة من هذا الاحتلال المخزي من قبل دولة عربية لشقيقتها وجارتها العربية، التي ساندتها في المحن والحروب التي تعرضت لها. لقد وقف الشعب الكويتي الأصيل ــ رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً ــ وقفة حازمة، وقاوم بكل قوة، وبكل شجاعة، هذا الغزو الغاشم، فاستشهد الأغلبية منهم، وروت دماؤهم الزكية أرض الوطن، والبعض منهم تم إعدامهم ورمي جثثهم أمام أهاليهم! وتم أسر آخرين من أفراد المقاومة، وتم نقلهم إلى السجون العراقية، ومن ثم تعذيبهم، وصبروا على التعذيب في الأسر، وبالتالي عُثر على رفاتهم في قبور جماعية، وقد بلغ عدد الشهداء الكويتيين 1342 شهيداً. لقد دافع هؤلاء الأبطال من أبناء الشعب عن وطنهم الكويت بشراسة وبذلوا أرواحهم ثمناً لحريتها، وروت دماؤهم الزكية أرضها لتنمو شجرة استقلالها، لننعم نحن شعبها لاحقاً بوطن حر يمنحنا الأمن والأمان والرفاهية. ويحق لنا أن نتساءل ونسأل أهل الفساد، الذين امتدت أياديهم إلى المال العام، سواء بالاختلاس منه من دون وجه حق، أو من خلال تزوير الجناسي، أو شراء الشهادات العلمية، وغيرها من الأمور الشائعة، التي تعتبر سلباً لحق الوطن وحقوق المواطنين، ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم تتمتعون بخيرات انبتتها شجرة الحرية المروية بدماء الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم لتستمر الكويت حرة مستقلة؟! لقد وثق بكم أصحاب القرار، وتبوأتم كراسي المناصب لتنمية الكويت وتطويرها، ولكنكم توجهتم إلى الخديعة والنصب، واستوليتم على المال العام لتحقيق مصالحكم وطموحاتكم الشخصية، ولم تتعظوا من أحداث الغزو العراقي لوطنكم، بل اقتديتم بالغزاة وسرقتم ممتلكات وخيرات وطنكم، وأصبحتم للكويت غزواً داخلياً، ومصيركم – بإذن الله تعالى – كمصير الجيش الغازي.
مشاركة :