قال الشاعر أبوتمام في فتح عمورية على يد الخليفة المعتصم بعدما استغاثت به امرأة مسلمة صفعها أحد الجنود الرومان فقالت وامعتصماه : السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب والمثل اللاتيني يقول (إذا أردت السلم فاستعد للحرب) وهي عبارة قالها ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ( إننا نسعى للسلام ونفاوض الانقلابيين الحوثيين ولكن يدنا سوف تكون على الزناد وجاهزون للحرب في أي وقت) ونقول ذلك لأن هناك من يفهم خطأ أن تفاوض وفد الحكومة اليمنية مع وفد الانقلابيين من الحوثيين وميليشيا علي عبدالله صالح هو استسلام أو خوف من التورط في حرب استنزاف في اليمن وهذه أمنية لدى أذناب إيران ومطالب الحوثيين في التحول إلى حزب مثل حزب الله في لبنان هو عشم إبليس في الجنة. إن هذه العصابة تراوغ لأنها تنتظر التعليمات من رأس الأفعى في طهران وهي ﻻتملك من أمرها شيء وكنا نتمنى أن تكون الكويت هي محطة السلام وبر الأمان للقضية اليمنية ولكن ﻻزال وفد الانقلابيين يركب رأسه ويصر على مطالبه ونسأل الله لهم الهداية وأن يثوبوا إلى رشدهم وﻻيكونوا أداة بيد نظام الولي الفقيه يحركها كيفما شاء. ﻻيخفى على أحد أن المقاومة الشعبية والجيش اليمني يحققان انتصارات باهرة على الأرض فبعد طرد الحوثيين وميليشيا علي عبدالله صالح من مدينة تعز اﻻسترتيجية وفك الحصار عنها بدعم من قوات وطيران التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية استطاعوا قبل أيام هزيمة تنظيم القاعدة وطرده من مدينة المكلا عاصمة حضرموت التي كان يسيطر عليها منذ سنة تقريبا ولم يبق في اليمن اإﻻ العاصمة صنعاء وأراضي ﻻتزيد عن 20% من مساحة اليمن خاضعة لسيطرة الانقلابيين ولو قرروا اﻻستمرار في الحرب وإفشال مباحثات السلام في الكويت فلن تكون هناك مباحثات أخرى فهذه الفرصة الأخيرة وبعدها ستكون هزيمتهم منكرة. أما في القضية السورية فنقول لكل من يطالب وفد المعارضة السورية بالرجوع للمفاوضات والقبول بالأمر الواقع ويحذرهم من ضياع سوريا كما ضاعت فلسطين وتجرع نفس الكأس لأن وراء نظام الجزار بشار حليفان قويان وعنيدان هما روسيا وايران وأنا أقصد هنا افتتاحية جريدة السياسه الكويتية بقلم رئيس التحرير الزميل أحمد الجارالله يوم الخميس الموافق 28 الجاري بعنوان (أيها السوريون .. ﻻتتجرعوا كأس الفلسطينيين) التي أعتقد أنها دعوة للاستسلام والقبول بالأمر الواقع وهو أن تكون سوريا تحت الاحتلال الروسي الإيراني ويحكمها نظام قمعي دموي برئاسة الجزار بشار الذي هو مجرد دمية بيد روسيا وايران. إن ردنا على هذه الدعوة الانهزامية هو أن المشهد السياسي في المنطقة ليس هو نفس المشهد في سنة 1948 وهو عام النكبة وضياع فلسطين فهناك اليوم تحالف عسكري عربي إسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية التي هي اليوم تعتبر قوة ﻻيستهان بها خاصة إذا كان بينها وبين مصر وباكستان وتركيا تحالف عسكري استراتيجي . أيضا يعلم الزميل أحمد الجارالله أن إيران ليست قوة عظمى فهي ظاهرة صوتية تستعين بالتنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وأنصار الله وداعش في الحرب عنها بالوكالة مع بعض الدعم من الحرس الثوري الإيراني، ونظام الولي الفقيه تجرع كأس السم بطعم الهزيمة عندما وافق على وقف إطلاق النار مع النظام العراقي في حرب الثماني سنوات وخسر الكثير من عتاد ورجال في الحرب. أما النظام الروسي فقد تمرغ أنفه في التراب في الحرب الأفغانية وانسحب منها وهو يجر ذيول الهزيمة عندما كان في قمة قوته وكان يسمى باﻻتحاد السوفييتي وكانت الحرب الأفغانية سببا في انهياره وتفككه إلى عدة دول مستقلة.إن إرادة الشعوب هي التي تصنع المعجزات وليس الأصوات النشاز التي تطالب بالقبول بالأمر الواقع وليعلم هؤﻻء أن فلسطين لم تضيع وهناك شعب فلسطيني يطالب بحقوقه وهناك دول عربية وإسلامية تدعم الحق الفلسطيني والتاريخ يشهد أن فلسطين تعرضت لحروب صليبية وقوى استعمارية كثيرة ولكنها انتصرت في النهاية، والمحتلين الصهاينة سوف يكون مصيرهم مصير الصليبيين وهناك وعد إلهي بعودة فلسطين إلى أهلها واندحار وهزيمة اليهود الصهاينة أحفاد القردة والخنازير إن طال الزمن أو قصر لأن مابني على باطل فهو باطل والعبرة بالنهاية. أحمد بودستور
مشاركة :