يواجه ذوو طلبة تحديات مالية في أغسطس من كل عام، بسبب تزامن الشهر مع العودة من إجازات الصيف، وقرب انطلاق العام الدراسي، وما يتطلبه من دفع القسط الأول من الرسوم الدراسية وشراء مستلزمات الأبناء، وتزداد الأزمة مع موعد استحقاق إيجار السكن السنوي. وأكد أولياء أمور «فارس حمد، محمود فتحي، إبراهيم عبدالرحمن، أسماء إسماعيل»، أنهم يعانون كثرة الضغوط المالية خلال شهر أغسطس من كل عام، خصوصاً بعد عودتهم من الإجازات السنوية التي عادة ما تستهلك مدخرات العام، مشيرين إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت مناسبات بداية من شهر رمضان المبارك وعيدي «الفطر والأضحى»، إضافة إلى الإجازة الصيفية. وطالبوا المدارس بتطبيق أكبر قدر من المرونة في تحصيل القسط الأول من الرسوم الدراسية. وقالوا: «كثيراً ما تتزامن بداية العام الدراسي، والتزامات مالية أخرى مثل تجديد عقود الإيجار أو أقساطها، الأمر الذي يجعل الوضع أكثر تعقيداً، ويتطلب خططاً استثنائية للتعامل معه». وأكد مختصون أن غياب التخطيط المسبق للأعباء المالية التي تلتقي في أغسطس، يفاقم الأزمة، ويجعل تبعاتها أشد صعوبة، لافتين إلى ضرورة تدارك هذه المشكلة منذ بداية العام. وأفادت مديرة إدارة التنمية الأسرية في هيئة تنمية المجتمع، ناعمة خلفان الشامسي، بأن شهر أغسطس يعتبر أكثر الأشهر استنزافاً للموارد المالية للأسر، كونه يتزامن مع موسم العودة من الإجازات ودخول موسم المدارس والجامعات. وقالت إن «كثيراً من الأسر يقع في مشكلات مالية نتيجة غياب التخطيط المسبق»، مضيفة أن «الخطة المالية المحكمة تمكن الأسرة من تفادي صدمات أغسطس»، لافتة إلى ضرورة أن تكون الخطة قائمة على تحديد الأولويات، ووضع قواعد للإنفاق بحكمة. وحثت الأسر على الاشتراك في خططها بجميع أفرادها، من منطلق المسؤولية الجماعية، لضمان النجاح في تحقيق الأهداف. كما حثتها على وضع خطة طوارئ خلال هذا الشهر لتدبير رسوم الجامعات والمدارس، وتحديد ما يمكن تأجيله للأشهر المقبلة. وشرحت أن «التخطيط المالي هو عملية تسهم بشكل كبير في تقليل الضغوط المالية التي يمكن أن تتعرض لها الأسر، ويمكن أن تؤثر فيها سلباً. كما يعرف أيضاً بأنه مجموعة من الخطط اللازمة للحصول على الأموال، وكيفية استخدامها، ولهذا فإن التخطيط المالي يشير إلى تحديد المتطلبات المالية خلال فترة زمنية محددة». وقالت إن «التخطيط المالي عنصر أساسي لنجاح الأسرة، فمن دون التخطيط ستعمل الأسرة بعشوائية قد ينتج عنها مزيد من التراكمات والخسائر». وأكدت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي أن شهر أغسطس يعد الأصعب بالنسبة إلى كثير من الأسر، نتيجة استنزاف إجازة الصيف الموارد المالية، وحاجة الأسرة إلى تدبير نفقات بداية العام الدراسي، وتأمين المتطلبات المالية الأخرى، المرتبطة بتجديد عقود الإيجار. ولفتت إلى ضرورة وضع الأسرة خطة مالية تتناسب مع دخلها، على أن تضع في الاعتبار الأوقات التي تشهد زيادة في النفقات المالية، للاستعداد لها، من خلال تخصيص مبالغ شهرية، تجنباً لمواجهة الأزمات المالية. وقال الخبير المالي، أمجد نصر، إن شهر أغسطس يشكل هاجساً مالياً لكثير من الأسر والعائلات، خصوصاً بعد عودتها من إجازاتها التي غالباً ما تتضمن إجراء رحلات سياحية أو زيارة بلدانها، وإنفاق جزء كبير من ميزانيتها. وشدد على ضرورة عدم ترك التعامل مع متطلبات هذا الشهر للمصادفة، والحرص على التخطيط المالي منذ بداية العام. ونصح بالعمل على تقسيط المبالغ لسداد الاستحقاقات في مواعيدها بسلاسة. من جهته، قال استشاري الطب النفسي، الدكتور محمد حسن فرج الله، إن المستحقات المتراكمة والأزمات المالية التي تواجهها كثير من الأسر خلال شهر أغسطس يمكن أن تصيب بعضهم بالاكتئاب أو اضطرابات عصبية في حال لم يتعاملوا معها وفق خطة مسبقة بعيداً عن عنصر المفاجأة. وقسم ذوي الأسر في مواجهة هذه الأزمات إلى صنفين، الأول من يعانون أمراضاً عصبية أو مشكلات نفسية، إذ يكون تأثير الضغوط عليهم أكبر بكثير من غيرهم، ويمكن أن تفاقم أزمات هذا الشهر مشكلاتهم وتزيدها سوءاً. وتتمثل الفئة الثانية في الأصحاء، وهم في الغالب من لديهم شخصية قادرة على تحمل الضغوط المختلفة، إلا أنهم ليسوا في منأى عن التعرض لبعض الأزمات، مثل اضطراب النوم والاكتئاب، اللذين قد يكونان شرارة لمشكلات صحية أشد خطراً. وشدد على ضرورة التخطيط المسبق للتعامل مع أزمات هذا الشهر المالية بشكل مبكر سنوياً. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :