البنوك المركزية تعزز احتياطات الذهب وتخفض الدولار واليوان

  • 8/12/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل البنوك المركزية حاليًا على تنويع استثماراتها بعيداً عن الدولار واليوان في حين تقوم بزيادة احتياطياتها من الذهب، وينبع ذلك من تصاعد التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، وفق ما ذكرت صحيفة "نيكي إيشيا" اليابانية. احتياطيات النقد الأجنبي تعد الاحتياطيات من النقد الأجنبي أصول تحتفظ بها البنوك المركزية لسداد الديون الخارجية وتغطية تكاليف الاستيراد في أوقات الطوارئ. كما أنها تمول التدخلات في العملة حيث يتم الاحتفاظ بالعديد من هذه الاحتياطيات عادة في أصول مقومة بالدولار وغالبًا في سندات الخزانة الأمريكية القابلة للتحويل بسهولة. وفقًا لصندوق النقد الدولي، اعتبارًا من مارس 2024 بلغ إجمالي رصيد الاحتياطيات الأجنبية العالمية 12.3499 تريليون دولار. انخفاض احتياطات الدولار انخفضت نسبة العملة الأمريكية في الاحتياطيات الأجنبية العالمية بشكل كبير من أكثر من 70% في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وفي الوقت الحالي، تقبع حصة الدولار من الاحتياطيات الأجنبية التي تحتفظ بها البنوك المركزية والحكومات في أنحاء العالم عند أدنى مستوى لها على الإطلاق. مثل الدولار 58.9٪ من هذه الحصة الدولية ما يجعله لديه زيادة طفيفة بنسبة 0.4% من أدنى مستوى قياسي في نهاية عام 2023. كما تقارن بحصة الدولار التي تجاوزت 70٪ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. تقليل احتياطات اليوان كما تتجه احتياطات العملة الصينية إلى الانخفاض، وأدى التدخل الروسي في أوكرانيا إلى فرض عقوبات أمريكية صارمة تحرم موسكو من التعامل داخل النظام المالي العالمي القائم على الدولار وهو ما دفع الاقتصادات الناشئة بل والمتقدمة إلى تجميع الذهب الذي لا يرتبط بأي دولة محددة. ويعكس التحول من حيازات العملات حالة التفتت العالمي التي طالت البنوك المركزية كذلك. وانخفض اليوان، الذي اكتسب حصة أكبر بعد إدراجه في سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي في عام 2016. وفي نهاية مارس، بلغت حصة العملة الصينية 2.2% من الاحتياطيات الأجنبية العالمية بانخفاض 0.7% من نقطة مئوية عن ذروته الأخيرة في مارس 2022. ورغم انخفاض قيمة اليوان، فإن الصين لا تزال تواجه تحديات كبيرة. أسباب خفض الاحتياطات النقدية ردًا على التدخل الروسي في أوكرانيا، سعت الولايات المتحدة وأوروبا واليابان إلى استبعاد روسيا من شبكات تسوية الدولار وتجميد الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي الروسي المودعة في البنوك المركزية لدول أخرى وقد أدى هذا فعليًا إلى تعقيد تداول العملات. كما وقد أدت هذه الخطوة إلى قيام الدول في جميع العالم بتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار واليوان مما قد يفضل أصولًا مثل الين وفقًا لـــ"كاراكاما". أشار تقرير صادر عن "جولدمان ساكس" في أبريل إلى أن أوكرانيا والنرويج والبرازيل وسبع دول أخرى خفضت حيازاتها من اليوان من الربع الأول من عام 2022 إلى الربع الرابع من عام 2023. ويقول محللون أنه في ظل عدم وجود نهاية في الأفق لحرب روسيا في أوكرانيا أو الاضطرابات في الشرق الأوسط فإن هناك خطرًا جيوسياسيًا محتملًا آخر يلوح في الأفق وهو المتمثل في فوز دونالد ترامب. فلو عاد الرئيس السابق للبيت الأبيض فمن المرجح أن تشتد المواجهة بين الولايات المتحدة والصين وينخفض على أثرها سعر العملتين. بريق الذهب يجذب البنو المركزية يأتي ذلك في ظل استمرار الدول في تنويع احتياطياتها زادت مشتريات الذهب - المعروف بندرته واستقلاله عن مخاطر الائتمان- حيث بلغت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب في عام 2023 نحو 1030 طناً بعد أن سجلت رقماً قياسياً بلغ 1082 طناً في عام 2022. وللعام الثاني على التوالي تتجاوز فيه المشتريات الصافية 1000 طن. وفي الربع الثاني من عام 2024 بلغت المشتريات الصافية نحو 183 طناً بزيادة 6% على أساس سنوي، وفقاً لإحصاءات مجلس الذهب العالمي. مشتريات البنوك المركزية الكبرى من الذهب أفاد البنك المركزي الصيني في يوليو أن احتياطياته من الذهب بلغت نحو 2264 طناً في نهاية يونيو ليحافظ على هذا المستوى لمدة شهرين متتاليين بسبب ارتفاع أسعار الذهب العالمية بعد أن زادت احتياطياته لمدة 18 شهراً متتالياً منذ نوفمبر 2022 بنسبة 16.3%. اقرأ أيضاً: 4 عوامل تدفع أسعار الذهب للارتفاع عالمياً خلال الفترة المقبلة وفي الوقت نفسه، أعلن البنك المركزي البرازيلي أن نسبة احتياطي الذهب لديه بلغت 2.6% في نهاية عام 2023 بزيادة 0.08 % عن العام السابق في حين انخفضت حصة اليوان بمقدار 0.57 % إلى 4.8% مما يضعه في المرتبة الثالثة بعد الدولار واليورو.

مشاركة :