الكل يتساءل في لبنان هل تهجم ايران ووكيلها اللبناني حزب الله على إسرائيل انتقاما لاغتيال مسوؤلي حماس إسماعيل هنية و حزب الله فؤاد الشكر في الضاحية الجنوبية بيروت . هجوم او لا هجوم ورد إسرائيل او لا رد هو في كل افواه اللبنانيين الذين تعبوا من الحروب والكوارث وتدمير قراهم الجنوبية وتهجير سكانها . وقال امين عام حزب الله حسن نصر الله الشعب اللبناني ان الحزب سيأخذ وقته في الرد على اغتيال " بطله الراحل شكر " وانه سيكون رد مدروس . أي درس هذا الذي اذا حصل سيكون للبنان المزيد من المآسي والكوارث التي تنهال عليه وهي لن تنقذ لا الشعب الغزاوي ولا الفلسطينيين وستغرق المنطقة في حرب وحشية على غرار ما تقوم به إسرائيل في غزة على الشعب الغزاوي . معظم الرحلات الجوية للشركات الأجنبية الغت رحلاتها الى مطار رفيق الحريري في بيروت . المسافرين الذين أتوا خلال الصيف لزيارة أهلهم في لبنان ينتظرون الفرج للعودة الى اقامتهم الخارجية . طبول الحرب الإسرائيلية مع ايران وحزب الله تتزايد وتحذيرات الدول الغربية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا لإيران وحزب الله من الهجوم على إسرائيل تواكبها تأكيدات هذه الدول بانها ستدافع عن إسرائيل بكل قواتها العسكرية الموجودة في المنطقة . الاحتمالات مخيفة ولكن هناك من يعتقد ان ايران لن تهاجم إسرائيل خصوصا ان هناك جدل في البلد بين الحرس الثوري المتشدد والرئيس المنتخب بيزيكشين الذي حسب المصادر الغربية يريد تقليل التوترفي بلده . لكن استقالة مستشاره جواد ظريف يؤكد الانقسام في البلد . المبعوث الرئاسي الاميريكي آموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم وغدا يصل في بيروت . سيكرر لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري حليف حزب الله ان اذا هاجمت حزب الله إسرائيل بشكل واسع سيكون رد الدول الغربية المساند لإسرائيل مدمر للبنان وللمنطقة . هوكشتين سيضغط على حزب الله بالتفصيل لبري عواقب هجوم حزب الله العشوائي على إسرائيل . كفى الحروب على راس الشعب اللبناني والكوارث خصوصا انها لم تنقذ الشعب الغزاوي من مأساته ولم تحرر الفلسطينيين من الاحتلال الكارثي . معروف ان الدول الغربية لسوؤ الحظ هي حليفة إسرائيل ولن تغير عن هذا التحالف رغم كل ما قامت به إسرائيل من انتهاكات وجرائم وتجويع وقتل الأطفال في غزة . حرب وحشية كارثية استهدفت مدنيين أبرياء ولكنها لم توقف دعم الغرب لإسرائيل رغم كل ما قامت به الدولة الصهيونية . والآن وحزب الله يريد القيام بمغامرة انتقامية على الدولة الصهيونية يضع البلد والمنطقة تحت خطر لم يعد يتحمله . حزب الله قضى على الموسم السياحي وإمكانية الحصول على القليل من العائدات من اللبنانيين الذين يعملون في الخارج . هذا الحزب الذي يصف نفسه بالمقاومة هو في الحقيقة مقاومة ضد شعبه وذلك منذ قبل ٢٠٠٦ . لقد أدى خدماته لإيران وسورية باغتيالات في لبنان منها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولائحة طويلة من ضحاياه . ثم قاوم الشعب السوري وحاربه من اجل حماية نظام القى بالقنابل على شعبه . فما هذه المقاومة القاتلة للشعوب البريئة التي تتطلع الى السلام والامن والابتعاد عن الحروب .ان توجه القطع البحرية العسكرية الاميريكية الى المتوسط وشواطئ لبنان وإسرائيل ووجود مواكبة فرنسية وبريطانية بمعداتها العسكرية لردع أي هجوم إيراني يهدد سلامة لبنان اذا استخدمت هذه الآليات . يتخوف اللبنانيين من خرق هواتفهم الذي بدأ من إسرائيل والخوف على ضرب ما تبقى من بنية تحتية في البلد من كهرباء الى انترنيت لعزل البلد . فكيف يصمد بلد امام هذه الاحتمالات الكارثية . حزب الله يريد دفع التعويضات لاهل الجنوب الذين تهجروا بسبب حربه ضد إسرائيل لمساندة حماس . من أي مال تدفع حكومة تصريف الاعمال المفلسة للذين هجروا لكي يساند حزب الله حماس لكنه لم يساند شيء فالكارثة على الشعب الغزاوي وقعت على يد الدولة الصهيونية وقصف حزب الله ارتد على لبنان وليس على الشعب الغزاوي . فإسرائيل ضاعفت وحشيتها وحرمانها على الشعب الفلسطيني . ان موعد المفاوضات على وقف اطلاق النار في غزة يوم الخميس بالغ الأهمية لمنع أي هجوم انتقامي من حزب الله وايران ورد إسرائيل . لكن المأساة الأخرى ان رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو لم يشبع من الحروب التي تبقيه في الحكم . فالمرجو ان تنجح الضغوط الاميريكية عليه لقبول وقف اطلاق النار والبحث فيما بعد الحرب الوحشية في غزة لكن الامل ضئيل لأن نتانياهو مثل نصر الله لا يشبع من الحروب المدمرة . باريس-رندة تقي الدين
مشاركة :