داعش عزز من موجات الكراهية للإسلام في الغرب

  • 4/29/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - سميح الكايد: حمل المشاركون في مؤتمر رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا وأثره في العلاقات الدولية) - الذي اختتم اعماله أمس - المؤسسات الإعلامية الغربية وخاصة في ألمانيا المسوؤلية في مواجهة شيوع الإسلاموفوبيا وتوظيفها سياسياً ضد العرب والمسلمين في الغرب عموماً وفي ألمانيا على وجه الخصوص من قبل حركة بيغيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا. وأشار المتحدثون في المؤتمر إلى أن انتشار الإسلاموفوبيا في ألمانيا منذ سنوات أثار مخاوف المسلمين من عواقب هذه الظاهرة الخطيرة على حقوقهم الأساسية، التي تضمنها دولة القانون الألمانية وعلى السلم الاجتماعي في أكبر دولة أوروبية. سياسة ميركل إلى ذلك لاحظ بعض المتحدثين ما أسماه الانعطافة الإنسانية في سياسة المستشارة الألمانية ميركل وقرارها التاريخي في شهر سبتمبر 2015 بفتح حدود ألمانيا وإنقاذ حياة مئات آلاف اللاجئين، معتبراً أن ذلك الموقف أدّى إلى تغيير نوعي في المزاج الشعبي تجاه المسلمين، خاصة بعد وصول أكثر من نصف مليون لاجئ مسلم من سوريا والعراق وأفغانستان إلى ألمانيا وازدياد ادعاءات "أسلمة المجتمع الألماني". سلبية التناول الإعلامي وأجمع المؤتمرون على أن التحوّل السلبي في تغطية الإعلام الألماني يعود بالدرجة الأولى إلى تبني وسائل الإعلام الجماهيرية، خاصة الخاصة منها، خطاباً تحريضياً ابتعد بشكل كبير عن المهنية وأخلاقيات العمل الصحافي وساهم في "شيطنة" المسلمين وتكريس الصورة النمطية المشوّهة عن الإسلام. معاداة الإسلام وأشاروا إلى تنامي تأثير حركة بيغيدا العنصرية المعادية للأجانب وواقع مجتمع الهجرة الألماني بصورة عامة، والإسلام بصورة خاصة، لافتين هنا إلى أن الديمقراطية الألمانية أمام اختبار صعب، خاصة بعد تحقيق حزب "البديل من أجل ألمانيا"، القريب أيدولوجيا من بيغيدا، مكاسب كبيرة في انتخابات ثلات ولايات ألمانية في منتصف شهر مارس 2016، إذ صار على السياسيين الألمان الاعتراف بأن معاداة الإسلام باتت شكلاً من أشكال العنصرية، حيث يُحوّل الخطاب الإعلامي المسلمين الألمان إلى كبش فداء ويُحمَّلون مسؤولية كل مشاكل البلاد. ودعا المتحدثون إلى مواجهة التوظيف السياسي للمخاوف اللاعقلانية من المسلمين من قبل حركة بيغيدا وحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليمني الشعبوي والمعادي للتعدّدية الدينية والثقافية في المجتمع الألماني. حقوق الأقليات وأوصوا بتأطير الإعلاميين والإعلاميات وتطوير معايير إعلامية تتعامل مع حقوق الأقليات بشكل مستنير ومنفتح وتساهم في الابتعاد عن عقلية الاستقصاء. وأوصوا المسلمين بالتعامل الجيّد مع الإعلام بشكل واعٍ وصحيح لتصحيح مسار الصورة وتوحيد جهودهم من أجل ردم الهوة بين الواقع والصور المشوّهة التي تنشرها بعض وسائل الإعلام عنهم. حالة المجتمع اليوناني وقالوا تعتبر الإسلاموفوبيا ظاهرة عالمية مبنيّة على الجهل وغياب الوعي، ولهذا فهي تنتشر في المجتمع اليوناني المعاصر، وكأنها وباء يصل إلى حد التهديد القومي لوجود هذا المجتمع. وعلاوة على ذلك، يتم وصف الحركات الدينية في العالم العربي على أنها حركات متطرّفة، فيتم إخفاء دورها التحرّري من قوى الاحتلال الخارجي للمناطق العربية، مثل الحركة السنوسية ضد الطليان، والمهدية ضد الإنجليز. وأوضحوا أن هذا البلد يتأثر بكل ما يجري على الساحة الاوروبية وحتى الأمريكية، وخصوصاً تلك المسائل المتعلقة بالإسلام والمسلمين، حيث عجل تحرير وسائل الإعلام بتضخيم الإسلاموفوبيا وانتشارها بشكل أسرع في المجتمع اليوناني. وبالإضافة إلى كل ذلك، فبعد انحلال الاتحاد السوفياتي عام 1990، حدثت تغيّرات مهمة، وكان على حلف الناتو تبني أيدولوجية جديدة لتبرير وجوده بعد إلغاء حلف وارسو. فحلت محاربة التطرف الإسلامي محل محاربة الشيوعية العالمية، على الرغم من أن ظاهرة التطرّف لم تشكل عملياً أي تهديد للغرب، وكون اليونان عضواً في الناتو فتبنت سياسة الحلف الجديدة، لتصبح مسألة محاربة ظاهرة الإرهاب تأخذ أبعاداً سياسية وحضارية وثقافية واجتماعية داخل المجتمع اليوناني، وخاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، عندما بدأ المجتمع اليوناني يهاب من كل ما هو مسلم، كما أصبح الإرهاب البيولوجي والكيميائي هاجساً يومياً أيضاً. التنظيمات الإسلامية المتشددة وأكدوا أن ظهور التنظيمات المتشدّدة باسم الإسلام مثل داعش، قد عزز من ظاهرة الإسلاموفوبيا، إذ كشفت ضربات باريس عن أن مخاوف المجتمع اليوناني هي مخاوف حقيقية وليست مجرد قلق ومنذ ذلك الحين، بدأت وسائل الإعلام اليونانية في التركيز بشكل مستمر على نقاط معينة، من أجل غسل دماغ الشريحة الأكبر من الشعب اليوناني، وجعلها تنفر من الديانة الإسلامية، دون إعطاء أي فرصة لمعرفة مبادئ وأركان هذا الدين الحنيف، فيما يخصّ المسائل الاجتماعية والتعاون بين البشر. مراكز قوى ولفتوا في هذا السياق إلى وجود قوى خارجية استطاعت أن تؤثّر بشكل كبير على مراكز اتخاذ القرار في الدولة اليونانية، مستخدمة عدداً من الصحفيين والسياسيين والأكاديميين لخدمة مصالحها، والتي عادة ما تكون مضادة لكل ما هو إسلامي، ولو كان ذا طابع استثماري. هذا بالإضافة إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تستخدم كحصان طروادة من قبل الحزب النازي اليوناني المسمى بالفجر الذهبي، وذلك من أجل رفع نسبة ناخبيه، والحصول على مقاعد برلمانية إضافية للاقتراب من كرسي السلطة. هجمة إعلامية ظالمة وقالوا يتعرّض الإسلام والمسلمون اليوم لهجمة إعلامية غربية ظالمة شرسة تستهدف تشويه صورته في أعين الغرب وإنكار قيم الإسلام النبيلة وتعاليمه السامية، متناسية ذلك التاريخ الإسلامي النبيل القائم على مبادئ التسامح والوفاء والاحترام والإغضاء؛ ما جعل العالم الغربي يتكدّر صفوه باسم الإسلام والمسلمين، ويخاف من حضارتهم وثقافتهم ورقيهم مخافتهم من الأسد؛ بل أكثر من هذا. مواقف سياسيين معادية للإسلام ونبهوا إلى أن حملات التشويه وغرس الكراهية للإسلام لم تعد قاصرة على وسائل الإعلام فحسب؛ وإنما امتدّت لتشمل كبار السياسيين الذين باتوا يغذون وسائل الإعلام بالتصريحات والمواقف المعادية للإسلام والمسلمين، فكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن والرئيس أوباما صرّحا في عدّة تصريحات بأن حربهم هي حرب على الإسلام وأنهم يحولون دون قيام إمبراطورية إسلامية فاشية، وفي هذه الأيام يملأ المترشح للرئاسة الأمريكية دونالدو ترمب الجو الأمريكي توتراً وعداءً للإسلام والمسلمين، فهو ينوي طرد المسلمين من الولايات المتحدة الأمريكية وما إليها من التصريحات الاستفزازية، ما يؤكد أن مثل هذه المقولات البغيضة هي نتاج ثقافة راسخة وصورة ذهنية تعادي الإسلام وتحضّ على كراهية المسلمين.

مشاركة :