كيف تتحقق رؤية السعودية 2030؟ - أمجد المنيف

  • 4/29/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعتقد أن أحداً لم يتابع ما قاله الأمير محمد بن سلمان، حول "رؤية السعودية 2030"، لأنه كان حديث الساعة محلياً وإقليمياً، واهتمام الصحافة عالمياً، والحقيقة أنه تحدث بطريقة شفافة، لم نعهدها من مسؤول، خاصة بمثل مسؤولياته.. قال كثيراً عن مستقبلنا تصريحاً، ولمح لمنهجيات العمل أكثر، وكان واضحاً في الحديث عن مكامن الخلل، وطرق العلاج، وتوقيت الحل.. وهذه عناصر كافية للإيمان بما قاله، بنظري. ولعل أهم ما يجب أن نتحدث عنه، بعدما تحدث كثيرون مختصون وغيرهم، أن الأمر -ولكي يتحول من حلم إلى واقع- يتطلب عملاً حقيقياً، وأن تكون صدور المسؤولين رحبة للنقد، وحتى لو ضاقوا فلم يعد الأمر خيارهم، فأهم ما ستقوم عليه الرؤية الحديثة نقد المشكلات وحرثها، والإشارة للمقصرين بكل أصابع اليدين، ولن يكون هناك مكان للمطبلين أو الملمعين، الذين غشوا سابقاً، وخدعوا المسؤول والمواطن، وقبله الوطن. في الوقت نفسه، لا بد من وجود مؤشرات أداء واضحة، لكل مشاريع التحول (بلا استثناء)، وألا يكون هناك من هو أكبر من المساءلة، مع وجوب إصدار تقارير دورية، توضح ماهية التحول والتغيير، وأثره الاقتصادي، المباشر وغير المباشر، ويجيب على جميع التساؤلات أيضاً، وأقترح أن يحدد "مجلس الاقتصاد" يوماً، شهرياً أو كل ثلاثة أشهر، لتقديم موجز عن ما تم إنجازه، وأهم المعوقات، وأن تطرح كل الأشياء على طاولة نقاش المواطنين. من المهم جداً، وحينما نتحدث عن رؤية وطنية شاملة، وعلى الرغم من أنها تعتمد على الرؤية الحكومية بشكل كبير، إلا أن للمواطن والمقيم دور كبير في المساهمة، وأن يكون جزءاً من هذا التحول، عبر أدوار مختلفة، منها تفهم متطلبات وتحديات المرحلة، والعمل كشركاء في البناء من بعد ذلك، من خلال النقد الموضوعي، واقتراح الحلول، وغير هذا كثير. أخيراً.. ولأن العملية الاتصالية عنصر مهم، فإن هذه الرؤية الحديثة، بهذه الحيوية، والتي تسابق ذاتها، وتتحدى الزمن، تتطلب إعلاماً حديثاً، يعي أهميتها، ويواكب حداثتها، ويستخدم أساليب تليق بالتغيرات، وينفتح على كل الخيارات والوسائل والمنصات، وأن يكون جزءاً من الحل.. وليس المشكلة! والسلام.

مشاركة :