كيف نتعامل مع الشائعات؟ - أمجد المنيف

  • 8/25/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من الضروري أن نفهم أن الناس، معظم الناس، يميلون لتصديق الأخبار المثيرة، أو الأنباء التي توافق رغباتهم وآمالهم، لأنها تلامس شيئاً بدواخلهم، بغض النظر عن مدى مصداقيتها من عدمها، المهم أن تشفي شيئاً يريدونه؛ لذلك أغلبهم يصنعون الشائعات، ويتداولونها، ويساهمون في بقائها على سطح الحقيقة.. هذا باختصار سبب جل الشائعات. لم تكن الأخبار الملفقة، أو الكاذبة، أو «المحورة»، وليدة اليوم، وإنما وجدت منذ عقود طويلة، والأمر لا يتعلق بمجتمعات دون غيرها، بل كل المجتمعات، لكن درجة الاهتمام والوعي والثقافة تختلف من مجتمع لآخر، فعلى سبيل المثال المجتمع الغربي، ورغم أنه متقدم علينا في الوعي، إلا أن صحف «التابلويد»، أو ما يعرف ب»الصحف الصفراء»، تجد قبولاً أكبر من غيرها، رغم احتوائها على عدد من الأخبار المفبركة أو غير الدقيقة. ما حدث أخيراً، وككل الأشياء التي تغيرت بفعل الطفرة التقنية، وانتشار الشبكات الاجتماعية، اختلفت منصات خلق وتداول الشائعات، كما مكنت الجميع من أي مكان وفي أي وقت من صنع ذلك، وصعبت من مهمة التحقق، حتى لو قامت المصادر الرئيسية للشائعة بنفيها، نظراً لتداخل الكثير من الأشياء المهنية وغيرها، ولسرعة تدفق المعلومات، التي لا تمنح الوقت - للأغلبية - من التحقق. ونظراً لنمو هذا الأمر، فلا بد من الوقوف على بعض النقاط، التي أعتقد بأنه يجب أن تكون بعين الاعتبار، حتى تحد - على الأقل - من هذه الشائعات، لأن زوالها أشبه بالحلم، وهي كالآتي: أولا: التشريعات: حتى مع وجود «نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية»، إلا أننا بحاجة لأنظمة وقوانين أكثر دقة، ووضوحاً، وحداثة، حتى يتسنى لها مواكبة المتغيرات، وفهم ظروف المرحلة، خاصة أن الأمر له أبعاد مختلفة، أمنية وتقنية وإعلامية.. وغيرها. ثانيا: المسؤولية الإعلامية: ورغم أن هذا الأمر يعني المؤسسات الإعلامية بشكل مباشر، إلا أنه لم يعد حصراً عليها أخيراً، نظراً لاختلاف المنصات الإعلامية، وتداخلها مع التقنية، وأعني هنا جميع المنصات التي تبث محتوى بشكل واسع، حيث إنه من الضروري أن تراعي عامل الدقة في الخبر، وتقدمه على عامل الأسبقية، وأن تعلم جيداً أن هناك أنظمة تحاسب على كل التجاوزات. ثالثا: قادة الرأي: لم تعد «قيادة الرأي» محصورة على كتاب الصحف، وإنما هناك مؤثرون في الشبكات الاجتماعية، ومدونون، وغيرهم؛ ومسؤوليتهم أكبر، لأن موثوقيتهم لدى المتلقي تبدو أعلى، فالواجب أن تقدم المصداقية لديهم على مبدأ زيادة المتابعين أو مضاعفة عدد الزيارات للموقع الإلكتروني. وأخيراً.. وهذا هو الأهم بنظري، يجب أن يكون المتلقي المساهم الأول في قتل الشائعات، وأن يدعم كل الرؤى التي تدعم زيادة الوعي، وقبل الوعي، لا بد من معرفة أن هناك «بعض» الأنظمة التي تقنن ذلك، وتلاحق المتطاولين! والسلام.

مشاركة :