رؤية 2030: تحمُّل المسؤولية هو انطباعي الثاني | سالم بن أحمد سحاب

  • 4/29/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

انطباعي الأول عن رؤية 2030 أنها وثيقة جادة تُعبِّر عن جدية صاحبها لأسباب كثيرة ليس أقلها العمق والتفاصيل، وإن كانت ثمة جوانب يمكن أن تُضاف لترفع من حجم شموليتها. انطباعي الشخصي الثاني عن التصدي بقوة للمسؤولية، إذ كان بإمكان الأمير محمد بن سلمان أن يمارس مهامه ويؤدي أعماله على النحو المعتاد Business as Usual، وفي ذلك وحده خيرٌ كثير، يقول الفيلسوف مايكل كوردا: (الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمُّل المسؤولية). ويقول بيتر دراكر: (لعل الدرس الأكثر أهمية هو أن المنصب لا يعطي امتيازًا أو يمنح قوّة، وإنما يفرض مسؤولية). ويقول آخر: (القائد بحق هو ذلك الرجل الذي يتحمل المسؤولية، إذ لا يقول غُلب رجالي وإنما يقول غُلبت أنا). ومن واقع المقابلة التي أجراها سمو الأمير مع تركي الدخيل على قناة العربية، أظهر الأمير عزمه على تحمل مسؤولياته بقوة، ومن صور القوة ما ذكره من العزم الراسخ على استئصال الفساد في بلادنا، وهو منبع الخبائث كلها، وأساس كل بلية، الفساد وحده يُضاعف فاتورة التنمية أضعافًا كثيرة، بل وبالرغم من ارتفاع التكلفة يظل المنتج في النهاية رديئًا في الأعم الأغلب. ويعتزم الأمير كذلك إرساء دعائم الرعاية الاجتماعية الأكثر عدالة ورأفة، والتي تُوجه بصورة أكثر خصوصية ووضوحًا لذوي الدخل المتوسط والأقل من المتوسط، فالثري أولى أن يدفع أكثر وينال أقل حتى يكون المجتمع أكثر تجانسًا وترابطًا وانسجامًا. ويعتزم الأمير كذلك إيلاء مسألة الأداء أولوية قصوى، بمعنى أن يتحمَّل كل مسؤول العبء الذي عليه على النحو المأمول وطبقًا لمعايير أداء واضحة تُحقِّق أهدافًا مرسومة ومتفق عليها. كل ذلك يدخل في باب التصدِّي للحِمل الكبير والمسؤولية الكبرى بصفته بطل الرؤية وصاحب القضية الأول، مع أن الوطن كله شريك فيها متى ما انطلق الركب وسارت القافلة وبدأ التنفيذ. ولو أن كلاً منَّا تحمل مسؤوليته على النحو الذي ينبغي لما قامت للفساد قائمة، ولكُنَّا دائمًا أمة رابحة ناجحة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :