بينما يلقي الصراع بظلاله على الشرق الأوسط، يزداد الناس ثراءً في دبي. يزدهر اقتصاد الإمارة الصحراوية بالسياحة والبناء حيث عززت نفسها كملاذ آمن في منطقة على حافة الخطر بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في إيران. صرح زان جوشينكي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة (بروبرتي مونيتور) للاستشارات العقارية، للأسوشيتد برس: "دبي في وضع فريد للغاية. نحن المستفيدون الوحيدون من الأزمة في المنطقة". لدى دبي تاريخ طويل في الاستفادة بشكل غير مباشر من الأزمات في المنطقة. عندما يقلق الأثرياء للغاية بشأن الاضطرابات، تقدم المدينة الاستقرار والضرائب المنخفضة ونظام تأشيرات ودياً. الاضطراب الحالي جعل دبي في وضع يسمح لها بالاستفادة مرة أخرى، كما فعلت أثناء جائحة كوفيد-19 وغزو روسيا لأوكرانيا. الطلب يتصاعد في سوق العقارات في دبي، مما دفع العقارات الفخمة إلى تقييمات قياسية. حتى الفيضانات التاريخية في أبريل/نيسان لم تستطع منع هذا السوق من الصعود. أعلنت شركة (إعمار العقارية) المدعومة من الدولة أن أعمال التطوير الخاصة بها حققت مبيعات بقيمة 8.1 مليار دولار خلال النصف الأول من العام، ارتفاعاً من 5.2 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. في جميع أنحاء المدينة، سجلت تقييمات الفلل الراقية في دبي رقماً قياسياً جديداً، حيث ارتفعت بنحو 38٪ في الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لشركة (فاليوسترات) للاستشارات العقارية. تجاوز متوسط سعر الفيلا 2.7 مليون دولار لأول مرة منذ عقد من الزمان. في المرتبة التالية تأتي ارتفاعات الشقق الفاخرة، حيث تجاوزت بالفعل المواقع في نخلة جميرا - وهي أرخبيل من صنع الإنسان يطل على الخليج العربي - ذروة عام 2014. قال طارق شاه، رئيس المبيعات في شركة (بات آند كو)، وهي شركة وساطة تتعامل في العقارات الراقية، إن الطلب من عملائه الساعين للشراء ارتفع بشكل كبير. أضاف شاه للأسوشيتد برس: "الطلب على الرفاهية أعلى بكثير من التوقعات". في الوقت نفسه، شهد مطار دبي الدولي - الأكثر ازدحاماً في العالم للسفر الدولي - رقماً قياسياً بلغ 44.9 مليون مسافر في النصف الأول من هذا العام. وتخطط دبي لنقل العمليات إلى مطار جديد بقيمة 35 مليار دولار تقريباً في العقد المقبل. قال الرئيس التنفيذي لشركة مطارات دبي، بول غريفيثس، للأسوشيتد برس: "نحن نتجه نحو رقم متوقع لبقية العام يبلغ 91.8 مليون مسافر عبر مطار دبي الدولي، وهو رقم قياسي آخر بالنسبة لنا". زار حوالي 9.3 مليون سائح دبي خلال النصف الأول من العام، متجاوزين مستويات ما قبل الجائحة، وفقاً لبحث من بنك الإمارات دبي الوطني المملوك لحكومة دبي. ارتفع عدد سكان دبي من 3.2 مليون في عام 2018 إلى ما يقرب من 3.7 مليون في عام 2024، فضلاً عن 1.1 مليون إضافي يعيشون مؤقتاً في المدينة أو يتنقلون إليها للعمل كل يوم. ويسعى النظام الملكي الوراثي إلى زيادة عدد سكان دبي إلى 5.8 مليون بحلول عام 2040. لكن بعض المحللين يتساءلون إلى متى يمكن أن يستمر الارتفاع القياسي. حذر البعض من أن العرض الزائد من المساكن قد يؤدي في النهاية إلى إبطاء السوق إذا لم يواكب الطلب. قالت تاتيانا ليسكوفا، المحللة في (إس آند بي غلوبال)، للأسوشيتد برس: "من عامي 2025 و2026، سيكون هناك معروض جديد ضخم من الوحدات الجديدة التي بدأ بناؤها في عام 2021. بحلول ذلك الوقت، نعتقد بشكل أساسي أن العرض الجديد لن يتم استيعابه بالكامل من قبل السوق، وقد يؤدي هذا إلى تباطؤ دوري". بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)، فقد أكمل المطورون بالفعل بناء أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية خلال النصف الأول من العام، ومن المتوقع أن ينتهوا من بناء 20 ألف وحدة أخرى بحلول نهاية العام. وقال جوشينكي من (بروبرتي مونيتور): "إنها أرقام كبيرة، ولكن يتم استيعابها. الناس يشترونها". تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :