إمام المسجد النبوي : الشوق إلى لقاء الله نسيم يهب على القلب

  • 8/18/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد المهنا -في خطبة الجمعة-: لقاء الله تعالى حتم لا مفر منه وهو واقع بالجن والإنس لا محيد لهم عنه وذلك يوم الحشر للجزاء على أعمالهم، فملاقٍ ربه فائز قد قرة عينه بمحبوبه، فذاك لقاء الفوز والكرامة، وملاقٍ خاسر فذاك لقاء خزي وندامة قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ". وأضاف أن اليقين بلقاء الله تعالى ودوام استحضارة من أعظم ما يعين العبد على الوفاء بعهده مع ربه والثبات على دينة والصبر على طاعته ورجاء حسن ثوابه والخوف من أليم عقابه لقوله تعالى: "وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"، وهو عدة العبد في مواجهة الشدائد والكرب وعواصف الفتن والنوب. وأوضح أنه حق لكل عبد عمل للقاء ربه واستعد لذلك اليوم أن يشتاق للقياه عز وجل، فإن ما يلاقي العبد مولاه الذي آثر حبه على جميع محابه وقدم مرضاته على كل رغائبة، فالشوق إلى لقاء الله عز وجل نسيم يهب على القلب، يروح عنه هم الدنيا ويخفف عنه آلامها، ومن أَنِسَ بالله واشتاق إلى لقائه فقد فاز بأعظم لذة يمكن لبشر الوصول إليها في هذه الدار. وبيّن أن الشوق إلى الله ومحبة لقائه ثواب عظيم معجل لأهل ولاية الله يواسيهم به ويذيقهم من حلاوة لقائه قبل الوفود عليه ويستقبلهم به قبل قدومهم إليه قال تعالى: "مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". واختتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أشد الخلق حبًا لله، فإنه خص بهذا التخيير الذي منتهاه إلى لقاء الله تعالى والجنة، فاختار التعجيل إلى لقاء مولاه ومحبوبه وهذه حقيقة الحنفية ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

مشاركة :